#37🌸

156 13 1
                                    

دخلت البيت ولأول مرة من فترة كبيرة مهتمش إني أغسل أيدي فورًا عشان ألحق الأكل وهو لسه محطوط حالًا في الأوضة جوه ولا إني أعمل كل الحاجات إللي كنت بعملها أول ما أدخل ده لإن أول  حاجة كنت بعملها هي إللي مش موجودة فمش عارف أكمل إللي بعدها، كنت أول حاجة بعملها إني بشحن طاقة كنت أول ما أدخل البيت بحضنها ..
شميت أيدي كانت أخر حاجة لمستها وده سبب يخليني أخبيها جوايا، فردت بجسمي على أول كنبة قابلتني وغمضت عيني:
- يا آدم.
عيطت : - أنت ليه مشيتي؟
- دي الحاجة الوحيدة إللي مكنش ليا اختيار فيها أنا لسه بحبك.
- احضنيني.
- مبسوطة ومش فاضية.
- هتيجي تاني؟
بدأت صورتها تختفي من قدامي وهي بتجري بخفة..
- يا ورد ..
انتفضت من مكاني بلهفة كنت عطشان أوي ومش عارف أقوم من الحالة إللي حاسس بيها فضلت أنادي عليها كام مرة تجيبلي أشرب بس مفيش رد، اتحاملت على نفسي ودخلت المطبخ أشرب لقيت ورقة ملزوقة على التلاجة.
- آدم حبيبي أنا مضطرة أخرج ضروري وأنت موبايلك غير متاح أنت كنت عطيني إذن أخرج في الضرورة بابا بيقولي عايزني ضروري أوي يا آدم كلمني بس مش موضح السبب وقال لي نفسه يشوفني دلوقت متقلقش هرجعلك أو هتجيلي.
وردتك.

عدت سنة اتنين تلاتة لسه هي مرجعتش وأنا لسه مرحتش مفيش أخبار عنها خالص ولا حتى حلم، أنا كل حاجة في حياتي اتغيرت نجحت في حاجات كتير وأخدت شهادات تقدير كتير بس معنديش حد أوريهمله ناجح آه بس معنديش ورد تقولي أنا حاسة إن أنا إللي نجحت وعينها تلمع وهي فرحانة بيا، بره بيفرحوا عشان النجاح ده مستفيدين منه هي كانت بتفرح عشاني عشان آدم وكإنها هي إللي نجحت، ورغم كل النجاح ده ويومي إللي بخلصه على النوم على طول مقدرتش انسى:
- عايز تنساني يا آدم؟
بصيت حواليا بتمني ألمحها بس الصوت أصلًا طالع من جوايا هي جوايا:
- مقدرتش انسى ومش عايز، أنا عايزك مش قولتيلي هرجعلك أو هتجيلي.
...

- انهاردة مناقشة أول كتاب ليا يا ورد أنا بقيت مؤثر في جيلي جدًا زي ما كنتِ عايزة، بفكر ألبس بدلة فرحنا هي عدا عليها سبع سنين ملبستهاش من يومها حتى مغسلنهاش بس أنا عايز أحس بوجودك معايا، الوردة إللي كنتِ حطاها ليا في جيب البدلة من البوكية زي ما هي بس نشفت هسيبها مكانها قدام المنديل إللي أخدته من قماش فستانك..
وقفت أهندم نفسي قدام المراية كنت بحاول أعمل نفس استيلي يومها حتى البرفان تسريحة الشعر ربطة الجرافتة..

- تعرفي عملت لك مفاجأة ..
- سمتها ورد مش كده؟
ضحكت - مينفعش تكون غير كده.

فكرت لدقيقتين هو أنا ممكن أكون مريض أنا عايش معاها وهي مش معايا أنا باخد رأيها في كل حاجة وبرد على سؤالي ليها كإنها هي إللي بترد .. من خلال عمري إللي عشته معاها عارف هي لو موجودة كانت هترد تقول إيه، أوقات بيجي في بالي هو أنا مش صابر بس لا أنا بس مش لاقي ونس ليا غيرها.
خرجت وخلال نص ساعة كنت وصلت الدار كانت القاعة فيها عدد كويس جدًا، بدأت أسمع تعليقاتهم الجميلة عن شخصية البطلة وأنا مبتسم جاوبت على كل الأسئلة وكان أخر سؤال:
- نفسك في إيه يا أستاذ أدم؟
طلعت الرسالة من جيبي وقولت بشغف:
- هرجعلك أو هتجيلي.
بص ليا الشاب بعدم فهم وأنا لفيت وشي عشان أمشي ودمعت ..
- مش هرجع يا آدم.
- بس هيجي يوم وهجيلك يا ورد.
- هتنسى؟
- مش هنسى.
- هتصبر.
- هصبر.

حكايات بلون الورد 🌸Donde viven las historias. Descúbrelo ahora