#34🌸

191 17 0
                                    

قاعدة لوحدي في الشقة رفضت أروح معاهم نخرج نغير جو نقابل صحاب نتعرف على ناس جديدة، في البداية كنت كل مرة اتحجج وأقول مش عايزة أخرج كان في سؤال بيجي ليا على لسانهم أول ما يرجعوا ده فلان سأل عنك دي فلانة قالت القعدة من غيرها مش لطيفة حتى هما كنت بحس فرحتهم مش إللي هي بس بعد كده بعد فترة من إصراري على عدم الخروج الموضوع أتحول لتعود مبقاش في حد يفتقدني!
أفتكر إن مفيش شخص حاول يعرف السبب الحقيقي ورا رفضي الخروج من البيت أصلًا أظن ماليش نفس مش سبب مقنع يعني خاصة إنه بيتكرر كل مرة بس أنا قفلت نفسيًا من الناس حقيقي سواء بيأذوا فأنا مجتنباهم حلوين فأنا معنديش طاقة أقرب منهم وأصدقهم قأتأذي برضو، مش التعلق أذى؟!..
فكرة إني أكمل حياتي كلها مع شخص واحد مش مخيفة لو واثقة منه وإنه هيكون شبهي قافل على نفسه ومعتزل العالم، بيقولوا الحب بيجي يغير كل الخطط بس أنا مش هحب أنا هختار الشخص إللي ارتاح معاه ومحسش إني متقيدة ومش فكرة رغبة في الجواز وبس لا أنا عايزة أهرب مع شخص عايز يهرب.
سمعت صوت وصولهم كان في ريحة برفان مختلفة عن إللي بابا بيحطه استنتجت إن في راجل بره شديت الغطا عليا بسرعة كرد فعل إن لو حد دخل يكلمني عشان أطلع الصالة تبقى دي حجة كافية،
أختى دخلت الأوضة شغلت النور قفلت الباب بهدوء وقربت ناحيتي وحضنتي وأنا نايمة أتحركت ضميتها وهمست
- أنتي شكلك مبسوطة هو مين بره؟
خدودها احمرت كده وقالت :
- ده عريس متقدم ليا شافني في المول وراح كلم بابا في نفس الوقت وكانت مامته معاه صمم يجوا البيت بيقول حبني من أول نظرة.
قلبي اتخطف وحسيت أطرافي تلجت حضنتها جامد وبعدها الأمور مشت بسرعة هي وافقت وهو مستعجل وإنهاردة يوم خطوبتها، تفاصيل خروجي معاها من تاني للدنيا عشان نشتري لها فستان نختار شبكتها سوا لون الكراسي أنواع الأكل اللي هيتقدم للمعازيم  لوازم الخطوبة إللي اشتريناها سوا فجأة لاقيتها بتقولي مش هتشتري فستان؟
- أنا! لا أنا عندي هدوم كتير..
- هتحضري خطوبتي بطقم قديم!
وقتها عيني لمحت محل فساتين فدخلنا عشان متزعلش  وجبت فستان كان فستان منفوش سادة لونه نبيتي وجبت الطرحة والشوز أبيض، في الحقيقة مفيش أي حاجة من إللي عملتها عملتها بروحي كنت بعمل عشانها بس أنا لسه منسحبة أنا لسه متصالحتش مع الناس بس كنت مضطرة أطلع لهم.
كانت جميلة أوي بفستان خطوبتها هادية ورقيقة وحياءها مزين ملامحها و.. إيه ده هو مين ده؟
اتشديت للحظة شخص أول مرة أشوفه شكله مجنون ده غريب حركته مش هادية رايح جاي شايل في حاجات صواني وكاسات وبيوزع على المعازيم بيضحك بتلقائية جامدة جدًا
قرصت نفسي جامد في إيدي وهمست
- مش قولنا إحنا هنغض بصرنا إيه الهبل إللي أنتي بتعمليه ده؟
- محتاجة حاجة يا آنسة؟
هو؟ آه هو نفس البنطلون شديت كم الفستان بتوتر قعدت أتلفت يعني يمين وشمال وقولت :
- لا أبدًا.
ساب قدامي طبق من إللي بيوزعهم المفروض ده فرح أختى بس العريس قال إن إحنا نجهز كل حاجة وفي شاب عنده هيوزع عشان إحنا بنات بس وكده بصيت في الطبق عارفة ترتيبه كويس بس في ورقة محطوطة زيادة فيه شبه إللي بيكونوا في غلاف الشكولاتة القديم ده ببص في الأطباق حواليه لاقيت كل طبق في واحدة ارتحت قولت مثلًا دي فكرة من العريس أكيد مش قاصد يعني يعاكسني فتحت الورقة بشغف لاقيت مكتوب جواها إقتباس للكاتب عمرو خالد :
«ومرة في العمر يقف الإنسان بجوار أحدهم ولا يود التحرك حتى لو فاته العالم.» وبخط الإيد مكتوب تحتها : «أنتِ لي ذلك..» 
الجملة خطفت قلبي أوي وفي الحقيقة أنا كنت أتمنى حد يقولي كده في يوم بس بس غريب ليه ال٣ كلمات دول مكتوبين بخط الإيد مع إنهم جزء من الإقتباس!
خلص الفرح قعدنا أنا وأختي نتفرج على الصور تقريبًا هو طالع في كل صورة حقيقي مش قصدي أدقق فيه بس كل الصور طالع فيها معدي مش واقف إنه يتصور وكده لا هو مكنش قاعد في مكانه أصلًا لحد ما وصلنا لصورة بصيت لها وأنا متنحة كده كان طالع فيها فاتح ورقة في طبق وبيكتب فيها، قلبي انتفض ده معقول!!
بعدين الصورة إللي وراها على طول كان ظاهر فيها طرف فستاني والبنطلون بتاعة وهو بيقدم لي الطبق
حكيت في دقني بمكر كده وسألت أختي :
- هو مين ده إللي طالع في كل الصور كده؟
- ده آدم ابن خالة خطيبي وأقرب صاحب له أنتي متعرفهوش؟!
- وهعرفه منين!..
ضحكت :
- عندك حق هو أنتي بتخرجي من الكهف بتاعك ده أصلًا!
- أنا أصل..
شاورتلي أسكت كده عشان خطيبها بيرن وأنا عقلي شرد وأنا بفكر في حاجة وعكسها بفكر في إني عايزة أتجوز شخص منطوي زي وبفكر في حالتي دلوقتي لما قابلت آدم ده ده عكس كل حاجة خططتلها.
- شوفتي يا ورد حماتي عزمانا عندها.
- إيه؟
- بقولك عزمانا أنا وأنتي وبابا وماما هتيجي مش كده؟
رديت بقلق وخوفت لترضى :
- هو يعني ما أنتي عارفة إللي فيها أنا مش بحب أخرج.
حضنتني
- أنا مقدرش أغصبك على أي حاجة تضايقك يا حبيبتي كفاية إنك عشاني خرجتي كتير أيام الفرح مش هقيدك.
ابتسمت بخيبة كده وسكت وفعلًا راحوا بس دي أول مرة أحس إني ليه حبست نفسي كده؟ شعور بالحزن على حاجة نفسي أطولها حاجة عمري ما اتمنيتها.
بصيت في المراية بعد ما قولت الدعاء وكانت البنت إللي قدامي بتتهمني :
- ليه مش راضية تديني فرصة أشوف الناس؟
- مينفعش هتنكسري.
- أنا هعرف أحافظ على نفسي كان نفسي أشوفه كمان مرة.
- حرام لازم تغضي بصرك.
- أنا حاسة إني حبيته من أول مرة.
- مستحيل ميشبهش إللي محتاجاه.
- أجرب كنتي سبتيني أجرب.
- مش همشي ورا كلامك. 
- يا ورد..
- أخرسي.
حطيب أيدي على وداني جامد عشان مسمعش الصوت إللي جوايا مستحيل تكون البنت إللي في المرايا دي أنا دي واحدة قلبها وقعها وأنا مش هسمح لها تحقق إللي نفسها فيه.
«ومرة في العمر ..»
- بس بس اسكتي. قطعت الورقة ورميتها من البلكونة.
- ما تحاسبي يا  آنسة في إيه؟
قولت في غضب
- أنت إيه إللي جابك هنا!
ماما وبابا ردوا بسرعة :
- معلش يا آدم هي دبش كده يا ابني اتفضل.
وبعدين بابا قالي وهو بيجز على سنانه :
- ده جاي يوصلنا بالعربية يا ورد كتر خيره خشي اقعدي أنتي في أوضتك جوه.
دخلت بدبدب في الأرض
وبعد ما قفلت الباب عليا مت عياط،
هو أنا جرالي إيه؟!
صوتهم كان واصل لعندي :
- بصراحة يا عمي أنا حابب أتقدم لورد.
- ورد تقصد إللي كانت بتزعق من البلكونة؟
- أيوة هي.
- وده ليه يا آدم؟
- حاسس إن هي يعني البنت إللي تنفعني..
طلعت وأنا متعصبة :
- أنا مش موافقة.
بص في الأرض وخد بعضه ومشي.
- أنتي قليلة الزوق يا ورد وتربيتي ما طمرتش فيكي وإن كنا سبناكي على راحتك مش معناه إنك تعاملي الناس في بيتك كده وإن كان عدم  خروجك من البيت كان بمزاجك فأنني من دلوقتي عقابًا ليكي مش هتخرجي تاني لحد ما تتعلمي تعاملي الناس بأدب.
دخلت أوضتي تاني أختي جت ورايا :
- ليه عملتي كده يا ورد؟
- خايفة ميشبهنيش.
- بتعيطي ليه طيب؟
- قلبي شكله أتورط.
- كنتي توافقي.
- ده اجتماعي وكده هضطر أطلع للناس عشانه وأنا مش عايزة أطلع لهم.

حكايات بلون الورد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن