حكايات بلون الورد 🌸

#8🌸

- بس أنت جميل ..
- بيتهيألك.
- اُمال أنت إيه؟
- أنا غريب أرجوكي أمشي ..
***
أنا بحب البحر جدًا متعودة كل يوم بعد الشغل أقعد أهدي أعصابي قدامه شوية على الحال ده يجي من سنة كنت ملاحظة إن كل يوم برضو في ولد وبنت بيجوا يقعدوا قريب مني شكلهم كانوا بيحبوا بعض أوي بس من يجي شهرين الولد ده بيجي لوحده بيقعد ويفضل ساكت سرحان شوية وبعدين بيفتح النوت بتاعته ويفضل يشخبط فيها لحد ما الصفحة تتحول لسواد وتقريبًا بيكون طلع الشحنة السلبية إللي جواه ويقوم ماشي لا بيحس بوجودي ولا بوجود أي حد، مش عارفة ليه عندي إحساس إني عاوزة أساعده أو فضول إني أعرف ماله أو نية إني أشاركه الحزن ده حساه كتير عليه أوي، بس .. بس مينفعش أكلمه هو ميعرفنيش! .. طب أعمل إيه؟
حسيت بخنقة في قلبي خوفت أكون حبيته حسيت بالعجز إني أقدر أقدم له أي شيء فقمت من مكاني وقررت إني أمشي قبله المرة دي مش زي كل مرة لما يمشي هو الأول ..
أقولكم الصراحة أنا خُفت على نفسي أتعلق بيه هو مش شايفني خالص وأنا مش في بالي أحبه بس أنا ضعيفة وبتعلق فبطلت أروح يوم أتنين شهر .. أكيد هو مش عارفني و أكيد أكيد مش فباله ؟
- جايلك عريس يا ورد.
- أنا موافقة يا ماما.
بصتلي بإستغراب مهو مش طبيعي إني أوافق كده ده أنا مغلباها في الموضوع ده بس هقولكم أنا محتاجة أدي لنفسي فرصة ومحتاجة أملي فراغي ومحتاجة مغرقش في تفكيري فيه بالشكل ده..
- مين العريس؟
- معرفش واحد جه وأنتِ في الشغل وقال أنه هيجي بليل يتقدم!.
***
بصيت في الساعة كان نفس الوقت إللي بقعد فيه قدام البحر وهو بيكون موجود جمبي زمانه هناك دلوقت الجرس رن ماما رحبت بالعريس وبعدين جت تاخدني وأول ما طلعت كان هو .. هو نفس الشخص معقول ؟!
ماما سابتنا نتكلم بتقول رؤية شرعية.
- مبتجيش ليه ؟
- خايفة، جيت ليه ؟
- خايف..
سكت لحظة وكمل
- تعرفي إنك الشخص الوحيد إللي وقف جمبي في عز محنتي أنتِ الوحيدة إللي شاركتيني كل حاجة كنت بطمن بيكي لإنك موجودة وأنا مش عاوز أحس بالخوف تاني عشان كده جيت ..
- مالك ؟
- خانتني .. تخيلي! بعد ما كنت واخد منها وعد إنها مش هتكون لحد غيري فيوم وليلة لاقتها سابتني وأتخطبت مش دي خيانة برضو؟
- لسه بتحبها؟
- أنا مش بحب نفسي حتى؟
- جيت تنسى ؟
- قولتلك خايف ..
- عاوز مني إيه ؟
- متمشيش مش هقولك حبيني ولا حتى إن يمكن بحبك هقولك بس متمشيش تعالي أقعدي عالبحر ومتكلمنيش وكأننا أغراب.
- بس أنا مش هينفع أقعد عالبحر تاني ؟
- ليه ؟
- قولتلك خايفة ..
- من البحر ؟
- منك!
- توافقي تتجوزيني ؟
- عشان تطمن ؟
- وعشان أعرفك إني مبخوفش..

قولت أدي نفسي فرصة تحسوها جنان صح  جنان إني اربط روحي بقلب شخص للأسف مدغدغ، حطيت نفسي في خانة مؤلمة، أنا المفروض أمسك كل الإزاز المتكسر فقلبه ده وألصمه في بعضه وأحاول .. أحاول أصلحه وأرجعه زي ما كان بس مش يمكن برضو أتعور وأتأذي فكل مرة أصلح فيها جزء جواه وألقيها هي السبب فيه، أصل هو وحيد رمى كل أماله  على بنت واحدة وخذلته. 
دوشة في دماغي بتقولي أرفضي وإحساس جوايا بيقولي ساعديه، ممكن أكون حبيته معرفش ؟! كل إللي أعرفه إننا مبنمشيش عكس التيار غير لسبب!..

بقالنا سنة مخطوبين كل يوم أخرج من الشغل أقعد على الكورنيش وهو جمبي في مسافة معقولة ما بينا بيطلع ورقه ويشخبط وأنا بقعد أبص للموج يمكن حاسة بونس إني برضو مش لوحدي ديمًا وده دافع يخليني أكمل، قلبي لسه مسلمتوش بس روحي مطمنة ..
كل إللي لاحظته إن الشخابيط إللي بيعملها في الورق بتقل والنوت ذات نفسها قربت تخلص فاضل ورقتين تقريبًا، وصحيح إنهاردة هنكون كملنا سنة حسيت إنه بيبصلي ملاحظ
إني مراقبة شخبطته روحت بصيت الناحية التانية دقيقتين مش عارفة كتب فيهم إيه ولأول مرة من سنة نتكلم تخيلو...بنشوف بعض كل يوم بقالنا سنة ودي أول مرة نتكلم
- خايف أأذيكي.
- بس أنت جميل ..
- بيتهيألك .
- أُمال أنت إيه ؟
- أنا غريب ارجوكي أمشي ..
- امشي ؟
- يا ريت لأ..
- خايف ليه طمن قلبك ليه متلغبط مش كل الناس مؤذية.
- مش كل الناس زيك هو مفيش حد زيك محدش أستحملني كده غيرك.
- مستحملتكش أنا راضية بيك.
- مختلفة عنهم كلهم.
- تقوم تقولي أمشي؟
- خايف.
- وجيت ليه من البداية؟.
- خايف.
- خايف خايف خايف، يعني أنا طول الفترة دي مغيرتش حاجة جواك لسه خايف.
قولتها وأنا متعصبة فرد
- الأول كنت خايف أكون لوحدي و دلوقتي خايف بس من إن أي إزاز مكسر جوايا يأذيكي، خوفي أتحول من خوفي عليا لخوفي عليكي.
- أنت خفيت.
- خفيت ؟!
- أفتح النوت بالترتيب  النوت دي قلبك ..
فتحها صفحة صفحة بقى  مندهش من إللي شايفة يمكن هو مكنش ملاحظ إللي أنا ملاحظاه "أنه خف" فاضل ٣ صفحات بص فيهم لاقى نفسه حاطط نقطة عينه بدأت تدمع قلب الصفحة إللي وراها، الصفحة إللي أنا معرفش فيها إيه أصلًا وطلعت صفحة بيضا لمعة عينه زادت قلب أخر صفحة وكان كاتب فيها حاجة لفها ناحيتي وعطاني القلم كان كاتب
- توافقي تكملي معايا أنا غريب بس مش هخذلك صدقيني ومستاهلش إني أتساب لوحدي ديمًا ؟
كتبت
- إشمعنا أنا يا أدم عشان ساعدتك ولا عشان طمنت خوفك ؟
عطيته الورقة بص للبحر سحب نفس كبير من الهوا وكتب
- عشان بحبك يا ورد توافقي ؟
عطاني النوت وبصلي وكإنه رجع طفل أنا مشفتهوش بالشكل ده أبدًا مش مجرد شكله جميل لأ كان شكله جديد شخص جديد متعلق بأمه متشعبط فيها، كتبت
- عشان بحبك يا أدم هوافق..
****
مكنش محتاج أكتر من إني أفضل جنبه أشاركه سكوته وأحسسه إنه مش لوحده إنه مش وحش عشان يتساب بالشكل ده وعلى الرغم من إنه غريب الإ إنه عمري ما خذلني أبدًا.

« ثمة أحلام وردية قُدِّر لها أن تُعاش »

#حكايات_بلون_الورد (٨) 🌸
#آية_علي