الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير

Start from the beginning
                                    

- هذا هو أسمها هنا .

لم تعلق جيما على الامر رغم كونه غريباً ، فكيف لإمرأة متزوجة ان تظل على اسم عائلتها بدل من اسم عائلة زوجها و حتى و ان كانت ترمي من ذلك القول أنها انفصلت بشكل غير رسمي عن زوجها فافي القانون تبقى روتشايلد لا فلانتين ، تنحنحت ناتالي مقاطعة الأجواء المتوترة:

- إسمحي لي بأن أرشدك إلى غرفة الاجتماعات سيدتي.

هزت جيما رأسها موجبة ثم إتبعت ناتالي لكنها توقفت فجأة لتسدير إتجاه رايان واضعة إبتسامة باردة و هي تقول بنبرة هادئة:

- أحظى بوقت جيد.

نظرت اليها ناتالي جانبياً بأعين مدهوشة ، فهي لم تتوقع ابدا ان هذه المرأة ذات الحضور المريب و البارد قد تبتسم و تتحدث بلطف الا انها نفت تلك الفكرة على الفور فما الغريب في أم تتمنى الوقت الجيد لإبنها؟ الا ان رايان الذي سمع ما قالته أكمل طريقه بصمت دون ان تتغير ملامحه حتى.

.

.

.

عكس ما كانت تبدي ملامحه الصامتة ففي داخله ، يشعر بالضيق و عدم الارتياح ابداً لقدوم والدته معه بدلاً من تريس ، بغض النظر عن الشجار الذي سينشب بتأكيد بينها و بين المديرة راشيل الا ان شيء أخر كان يجعله متضايقاً ايضاً ، هل كان مزاجها اللين هذا الصباح؟ ام إهتمامها الزائد بسول في الايام الماضية؟ 

منذ تلك الليلة لم يفتح معها اي موضوع لنقاش و لا حتى أفصح عن نيته برفض ما طلبته بل تظاهر بالجهل و نسيان ، هي ايضاً فعلت المثل! بل و قد صارت اقرب الى الطفلة التي طلبت منه ان يقتلها ، ما جعله يفكر أن ما فعلته تقصدت به شيء آخر عدا التي المعنى الحرفي لكلماتها .

دلك رايان جسر أنفه و قد شعر بالانزعاج أكثر حتى أوشك على إغلاق باب خزانته دون أن يأخذ منها ما يريده الا انه توقف عندما رأى جايكوب يقف بجانبه و قد بدا هو الاخر ساخطاً و مزاجه متعكر ، أحدهم يشاركه المزاج السيء هذا الصباح كما يبدو ، فكر رايان الا انه تظاهر بالهدوء و الجفاء قائلاً:

- ما المناسبة السارة التي أحضرتك اليّ؟ 

وضع جايكوب يديه في جيوبه و حول بصره بعيداً لثانية قبل ان يقول بصوت هادئ حمل غضباً مكبوتاً :

- لماذا أشعر أنك تسخر مني؟!

- و ما الجديد بذلك؟

رد رايان بلامبالاة و هو ينتظر إلى أين يريد جايكوب الوصول :

- أنا أتحدث بجدية! .. هل تحاول خداعي يا هذا؟!

عقد رايان حاجبيه بعدم فهم ، خداعه؟ ما الذي يقصده؟ إلا أنه لم يرد سامحاً للأخر بالمواصلة:

- أتحدث عن ذلك الرهان الذي بيننا! ... لقد قبلت به هل نسيت؟ أم أنك تحاول الفرار بعد أن عجزت عن المحاولة حتى؟!

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now