لاحظت اختلاف ملامحه فسألته:

- كارلو مين؟ أنت محكتليش عنه!

زفر بإمتعاض ثم اجابها دون أن ينظر لها:

- كارلو ده كبير العيلة.. او علشان متتعبيش من التفاصيل سميه زعيم العصابة! 

التفت ونظر لها بحدة مخبرًا اياها في تساؤل:

- وبعدين ما تفتكري حاجة عدلة.. مش عيد ميلاد ده ولا إيه؟

لاحظت رفضه وإنزعاجه الشديدان التي لم تكن تدري أنها ستتسبب بهما بمجرد سؤاله عن الخيل في العموم فغيرت الموضوع أولًا لتتوقف عن تذكيره بذلك "الكارلو" الذي لم يتحدث عنه من قبل سوى الآن وثانيًا لتحرقها أن تستمع لما حدث بينه وبين والدته فسألته وهي تلتفت لتنظر له بعد وهلة من التفكير:

- مامتك عاملة إيه؟ بقيتوا احسن؟

همهم لها بالموافقة لتردف:

- أنا اتبسطت لما عرفت من هاشم وهبة إنكوا بقيتوا كلكوا في بيت واحد! 

بالرغم من أنه يعرف بمكالمتها لـ "هاشم" التي يتلصص عليها ولكن مجرد نطقها بأسمه يزعجه للغاية بطريقة تدفعه لإرادة التمثيل بجثث الرجال جميعًا على حد سواء.. بداية بزوجها العاهر ونهاية بأخويه، دون فارقًا ودون هوادة.. 

حمحم ثم جذب السِرج يسارًا قليلًا حتى يلتف الحصان ففعلت مثله ليسير كلاهما بمحازاة البحر وبدأ ضوء الصباح في الإنبثاق في هذا الجو البارد والهواء الذي كان يهب بشدة ويبعثر شعرها الذي جاهدت أن تضعه خلف أذنها ولكن لم تنجح أمام هذا الهواء فشاهدها ليتعالى انزعاجه ثم تحدث وسألها:

- يوم العزا أنا فاكر حاجة انتي قولتيها.. قولتيلي اتابع مع حد تاني.. ليه قولتي كده؟ 

التفت إليها بكامل تركيزه بينما ابتلعت هي وبادلته نظرته لتتنهد ثم اجابته في همس: 

- أنا اليومين اللي فاتوا حسيت إني مش كويسة، مش  مؤهلة إني اتعامل مع حالة زي حالتك.. يمكن علشان فيه كتير ما بيننا ناس مشتركة و..

قاطع كلماتها وحيرتها التي اتضحت عليها بصدق وقال بتساؤل:

- يعني مش علشان اللي قولتهولك عن أروى؟

تحولت نظراتها للتردد ورطبت شفتاها بطريقة جعلت كل ذرة بدماءه تصرخ به ليوقفها ويُنزلها من على هذا الحصان المحظوظ بملامسة جسدها بتلك الطريقة له ويقبلها إلي نهاية هذه الحياة حتى يفنى جسدها بين يداه وتتلاشى قدرتها على التنفس ولكنه ادعى الإهتمام وهو ينظر إليها في انتظار سماع اجابتها لتقول:

- شهاب أنا.. أنا معرفش مين أروى دي ومكلمتهاش، بس يمكن كلمت زينة مرتين تلاتة مش اكتر وأعرف أسما علشان هي صاحبة فريدة من زمان.. و.. هي الفكرة في اني اعرف الناس دي.. أنت كده بتحملني مسئولية كبيرة! آه أعرفهم من بعيد بس.. بس لو حصل والوجوه اتلاقت هاحس بالذنب.. هاحس إني المفروض أنا.. بص شهاب.. أنا الفترة دي مش مركزة.. يمكن لسه بعاني من آثار الإكتئاب اللي عندي ومظنش إني هانجح معاك كمعالجة.. هنفضل أصحاب طبعًا، وأنت أخو هاشم اللي في يوم هيكون جوز اختي.. وأخو صاحبتي الانتيم! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن