- ٧۲-

22.5K 918 98
                                    

تم النشر بتاريخ 3 مارس 2021

الفصل الثاني و السبعون

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

 نعم أستطيع أن أنظر إليكِ و لن أستطيع أن أنظر إلا إليكِ و أنتِ أتطيقين أن تنظري إلي ؟ أمازلتِ تضمرين لي الانتقام؟!

(طه حسين - دعاء الكروان)

بعد مرور أيام..

نهاية مايو عام 2020..

شعرت بالآلم الشديد الذي لم تشعر بمثله من قبل في حياتها يتحكم بكامل جسدها وقارب على قتلها حتمًا لتصرخ مجددًا:

- مش قادرة من الوجع.. الدكتور قال كمان اسبوع مش دلوقتي!

اشتد اعتصاره لكفها وهو جالسًا بجانبها ومسح جبينها الذي كساه قطرات العرق بأحدى المحارم وتلهف متكلمًا بملامح مرتعدة:

- معلش يا حبيبتي خلاص قربنا نوصل.. استحملي شوية.. مفيش خمس دقايق هنكون هناك! اوعدك هتكوني كويسة..

صرخت مرة اخرى وهي تشعر بأن شيئًا بداخلها يتمزق لتصيح في غيظ وهي تبكي من شدة الآلم:

- أنا الدكتور ده لو شوفته هموته! كدب عليا وقالي كمان اسبوع مش دلوقتي!

ربتت "نورسين" على كتفها وحدثتها في قلق امومي:

- معلش يا حبيبتي دكتور مش فاهم.. مكنش يقصد .. اهدي واستحملي واحنا خلاص قربنا نوصل وهنتكلم معاه!

تلاقت اعين "سليم" بسوداويتي والده في المرآة الداخلية للسيارة حيث كان يتوجه معهم إلي المشفى وبدلًا من أن يُقدم له بعض الدعم وجده بالكاد يحاول ألا تتعالى ضحكاته على ذلك المشهد الذي يراه فتقدم قليلًا للأمام كي يهمس بأذنه وهو جالس خلفه:

- وربنا يا بدر لا نتحاسب بس بعد ما اطمن على زينة! انت فرحان فيا؟! 

اهتز كتفاه ضاحكًا وهو يكتم ضحكته ألا تتهادى لمسامع الجميع ليحدثه مُجيبًا في سخرية:

- يا عم شكلك انت اللي بتولد مش هي! 

صرخت وهي تلكمه بذراعه:

- انت بتهزر معاه يا سليم وسايبني!! 

هنا لم يستطع "بدر الدين" أن يخفي ضحكته التي ملئت أركان السيارة بأكملها لتصرخ زينة من جديد متألمة:

- ماشي يا خالو! مش هنسهالك! 

حاول "سليم" أن يهدأها لتلك الدقيقتان التي تفصلهما عن المشفى بينما انزعجت "نورسين" بشدة على تصرف زوجها واقسمت بداخلها أنها لن تترك هذا الأمر ليمر مرور الكرام على تلك التراهات التي صدرت منه! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن