- ٣٨ -

32.9K 1.1K 186
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ 27 نوفمبر 2020

الفصل التالي سيتم نشره اليوم على مدونة رواية وحكاية في تمام العاشرة مساءا وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد ..

- الفصل الثامن والثلاثون -

~ فجأة يتوقف الكلام و تبدأ النظرات ، كلهم ينظرون إليك كأنك أغرب شيء في هذا العالم

(أحمد خالد توفيق) 

وقف شاردًا وهو يبتلع من آن لآخر تلك العبرات التي تحاول إرغامه على البُكاء ولكنه حاول التماسك قدر الإمكان فهو الوحيد الذي عليه أن يبدو كالجبل الصلد الذي يستند عليه الجميع..

ولكنه بشر بالنهاية، فقد شخص عزيز عليه مثله مثل الجميع، لا يستطيع نسيان العديد من الذكريات العديدة التي جمعته بجدته هنا بتلك الحديقة التي فقدت رائحة الطفولة والأمان التي لطالما كانت تفوح منها..

صوت ضحكات الجميع، المحادثات الجانبية، اللهو سويًا وتلك الألعاب الطفولية التي كان يترأسها دائمًا، بدايات وقوعه في عشق زوجته، عناق "نجوى" إليه أول مرة آتى بها لذلك المنزل..

لم يكن يتخيل أبدًا أن مجرد النظر والوجود بمكان ولادة أجمل ذكريات قد يتحول للعنة مُقيتة بالحزن الجارف الذي لا نهاية له..

شعر بلمستها على كتفه فالتفت ناظرًا إليها بشبح دموع بمقلتيه حاول أن يسجنه بصعوبة لتهمس هي له:

- عملتلك قهوة، أنا عارفة إنك منمتش من امبارح..

ناولته الفنجان ليومأ لها "سليم" بإمتنان ثم تحدث لها بصوت منخفض صرخ به الحزن مثله مثل الجميع:

- شكرًا يا حبيبتي.. انتي كمان يا زينة محتاجة تنامي، حاولي تريحيلك ساعتين..

ابتسمت بإقتضاب ومرارة حزن ولكنها نظرت له في لوم بزرقاويتيها ثم أخبرته:

- واسيبك برضو!!

جذبها نحوه وهو يُقبل جبينها وقربها إليه محاوطًا خصرها بذراعه وبدأ في ارتشاف قهوته بيده الأخرى وتحدث بنبرة عجت بالشجن ليهمس لها:

- كده كده الساعتين اللي جايين دول كلهم إجراءات، غسل ودفنه وتصريح وشهادة الوفاة، على الأقل لازم تريحي شوية

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن