- ٨٨ -

21.3K 952 215
                                    

- الفصل الثامن والثمانون -

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

و لقد كان رجوعي شيئا مزريًا، ولكن ما العمل؟ ..

لم يبق لديّ ذرة من الكرامة، و حقّ لي أن أقول دون أن يكون في قولي شيئا من المبالغة: أني أقلّ الناس كبرياء..

(كنوت همسون)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

ظل ناظرًا نحوها إلي أن دخلت المنزل وأغلقت الباب ثم ظل متفقدًا ذلك البيت الذي يمتلئ بالدفء ولم يجده سوى به ثم أخرج هاتفه وطبع احدى الأرقام التي لن ينساها أبدًا ليأتيه صوتها:

- بربك أيها الوغد أتحتاج تسع سنواتٍ لعينة حتى تحدثني!

تعجب من معرفتها له فهذه هي المرة الأولى التي يُحدثها بها، كيف عرفت أنه هو المتصل؟ تنحنح عاقدًا حاجباه ثم سألها متحدثًا بالإيطالية:

- كيف عرفتِ أنه أنا؟

استمع لضحكتها الساخرة بخفوت لتأتيه اجابته بتساؤل منها:

- ابق اصدقائك بالقرب منك وابق اعدائك اقرب.. وأنت بين هذا وذاك.. ألا تظن ذلك؟ 

ابتسم بتهكم ولا تزال عينيه تنظر نحو المنزل الذي تمكث به كلتاهما بينما سألها مرة أخرى:

- أتحدث بجدية كلوديا، كيف عرفتِ أنه أنا؟ 

زفرت في إرهاق ثم اجابته:

- بربك ايها الغبي.. منذ أن تلقيت ذلك الإتصال منك منذ سنوات عرفت صاحبه بسهولة، لذا كنت فقط أتابع الأمر من وقت لآخر.. كما أن تخبرني أن اقتل إمرأة ليس من عاداتك.. ما اعرفه عنك ليو أنك تحرق بدماء باردة دون أن تهتز لك شعرة.. لذا انتابني القلق وكان علي التحقيق في الأمر حتى اعرف ما يحدث لك!

همهم بالتفهم ليعاود تعجبه:

- ولماذا لم تحاولي انقاذي مثلًا أو رؤيتي؟ 

تنهدت وتريثت لفترة قبل أن تجيبه متسائلة:

- أتتذكر آخر لقاء بيننا عزيزي؟ 

فهم ما تُرمي إليه ليبتسم من جديد هازئًا بينما تابعت هي:

- هذا ما تستحقه لإخراجي من حياتك بهذا الشكل من أجل الخرقاء البريئة.. ربما لو كنت عدت إليك محاولة أن اخرجك من هذا المخزن بالإسكندرية لكنت صنعت بعض الجلبة والضوضاء حولي وليس هذا بقرار حكيم لدون لتوه استولى على عائلة مافيا بأكملها.. كما أنك لم تطالبني بإخراجك من سجنك أو أيًا ما كنت تظن أنك محتجز به!

هز رأسه بالموافقة ليسألها مُكررًا تعجبه من أمر معرفتها بكل ما حدث له:

- انتِ تعرفين الحقيقة إذن، هل كل ذلك من تتبعك لرقم هذا الشرطي الغبي؟ 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن