- ٦۹ -

27.3K 947 119
                                    

- الفصل التاسع والستون -

~ لستُ املك للأمر شيئاً ، ولست تملك شيئاً ، وهناك أوقات يكون فيها أي قرار سيئاً ، ويجب اختيار القرار الذي يجلب أقل مقدار من الندم

(أمين معلوف)

بعد مرور يوم..

مساء الرابع والعشرون من أبريل عام 2020..

ابتسم "بدر الدين" لكلاهما بإقتضاب وهو يتفقد وجه "فريدة" التي قد فرغ للتو من توقيع عقد زواجها كأحد الشهود ليشعر بالحسرة على ما يحدث لها وامتن كثيرًا لإمتلاكه عائلة كبيرة لو كانت ابنته في نفس موقفها لوجدت الكثير مما سيقومون بدور الشاهد على عقد الزواج وليس رجلًا غريب مثله على العائلة بأكملها.. 

تبادلا عبارات التهاني والمباركة في اقتضاب وترك "أسما" معها وتوجه لخارج المنزل الذي يمكث به "هاشم" ووالدته وهو يُفكر بأن "شهاب" هو الذي أخبر اخيه أن يجعله هو الشاهد على عقد زواجه.. من جديد هذا الرجل يجعله يشعر بالحيرة! 

فابنه يرى أنه من كان وراء كل تلك المُشكلات التي حدثت، في نفس الوقت يدعوه هو واخيه في اقل من ثلاث شهور للشهود على عقدي زواجهما، وأيضًا لو كان هو خلف كل تلك المشكلات التى وقعت بالعمل وهو من وراء حادثة "سليم" و "إياد".. لماذا قام بزيارته قبل سفره؟ ولو كان يريد أن يؤذي الجميع كيف في غضون أيام آتت كل تلك العقود الجديدة؟!

زفر في ضيق وهو يتوجه للخارج واتجه نحو "سليم" و إياد" اللذان يبدو أنهما غارقان في محادثة هامة للغاية ولم يستطع منع نفسه من أن يسترق السمع لحديثهما:

- عارف أنا اللي ضايقني إنك اعتبرتني غريب عنك.. كان ممكن تقولي يوم ما عرفت إنه لسه عايش وتحكيلي وتفهمني إيه اللي حصل.. انت عاملتني كإنك بتعامل طفل صغير مش هيعرف يتصرف أو واحد مش قريب منك!! واحنا المفروض اخوات يا سليم! 

رمقه في لوم ليشعر الآخر بالندم بينما تابع "بدر الدين" الإستماع لحديثهما وهو يشعر بتأنيب الضمير ببشاعة ليتحدث ابنه بصوت بالكاد يُسمع وقال:

- إياد انت اخويا.. ومكنتش عايز اخبي عليك.. بس ده بدر! انت عارف كويس إن لو الدنيا كلها شاورت عليه وقالوا إنه جاني عمري ما هصدقهم! 

أومأ له بإقتضاب وشرد امامه ليردف بنبرة منكسرة في تساؤل:

- تفتكر لو كان خالي سابه، كان ممكن في يوم يبقى إنسان كويس؟ أو تفتكر كان ممكن يقرب مني أنا واخواتي؟ 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن