- ٢٨ -

31.3K 1.2K 198
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ 5 أكتوبر 2020

تنويه : الفصل القادم سيتم نشره على مدونة رواية وحكاية بتاريخ 9 أكتوبر 2020 وسيتم نشر نفس الفصل على الواتباد بتاريخ 10 أكتوبر!

الساعة التاسعة مساءا!!

- الفصل الثامن والعشرون -

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

~ لا نعلم ما تخبئ لنا الأيام ، قد تقابل شخص واحد يغير حياتك للأبد.

(وليم شكسبير)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

ظنت أنه سيتحدث ولكنه عاد للصمت لتجده يرفع قدماه يجلس القرفصاء ويده تعبث بعنقه دون هدف وكأنما شرد بأمر ما ناظرا بداكنتيه لأرض الغرفة فانتظرت هي بالمزيد من الترقب فهي للتو قد ظنت أنه سيخبرها بكل شيء، هل عاد مرة أخرى لحيله التي لا تنتهي؟ 

"كان فيه ميعاد للخناقة، دايما قبل ما أنزل المدرسة الصبح" غابت نبرته فيما يبدو تلك المشاجرات بينهما لتأتي هامسة وهو يزم شفتاه ورآت الضيق يسيطر على ملامحه 

"مش عارف اشمعنى يعني" هز كتفاه ثم نظر نحوها خلل شعره "فلوس وأحنا مش بنشوفك، طلع من الفلوس اللي بتحوشها لمشروعك، واقعد معانا.. ده الملخص يعني" أخبرها لتلتوي شفتاه في تقزز وهو يومأ بوجهه وتحولت ملامحة للسخرية، هل يسخر من نفسه، ذكرياته، أم من والديه؟ 

ساد الصمت لترى تحركه يزداد ليخفض قدماه مرة أخرى ويده لم تتوقف عن العبث بملابسه وعنقه ووجهه ولكنها لم تستطع إنتظار إنتهاء صمته لتقرر أن تسأله عله يُعطيها المزيد من المعلومات التي قد تُساعد 

"وأنت كنت بتعمل إيه وهمّ بيتخانقوا، وبعد الخناقة؟" حمحم وغابت تعبيرات وجهه تماما وهدأت حركاته ليزفر ونظر بعينيها بشراسة كمن يتفحصها وكأنها لتوها قد غرست به سكين لتنظر له بإستفسار فحصلت منه على ملامح متقززة ولكنها لم تدم طويلا

"بسمع الخناقة وبعدين بروح المدرسة" أومأت له في تفهم 

"كنت بتضايق من الكلام ده؟" نظر لها نظرة ثاقبة متوحشة تتحدث وحدها وكأنه يخبرها أتمزحين! "يعني اللي أقصده لما كنت بتضايق، كنت مثلا بتتخانق مع زمايلك، بتكسر حاجة، أو بتقطع كتبك" توقفت عن الحديث عندما استمعت لزفرته العميقة المنزعجة في ارتباك وامتعضت ملامحه لينظر بعيدا عن عينيها اللاتي تقتلاه وأومأ بالموافقة 

"ساعات، مش دايما" اجاب بإقتضاب ويده اليسرى تمر على كتفه اليمنى مجيئا وذهابا ولا يتوقف عن التحرك حتى بدأت فيروز في فقد السيطرة على تركيزها 

"كنت بتعمل إيه بالظبط؟" سألته بنبرة هادئة ورفعت شعرها بيدها للأعلى كي تبعد تلك الخصلات الساقطة على وجهها لينظر لها بغضب شديد 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن