- ٩٠ -

23.9K 760 134
                                    

- الفصل التسعون والأخير -

الجزء الأول

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

~ الرجل الصلب والمرأة الصلبة.. الرجل المتأبي المتعفف المتمنع الذي يغلي في داخله ولا ينطق.. ولا يفصح عن شيء مما يعتمل بقلبه..

وقد تجد اثنين من هذا النوع يتحابان من الداخل دون أن يتبادلا كلمة أو نظرة صريحة أو لقاء.. وإذا تكلما فهما يطرقان كل الموضوعات إلا الموضوع الذي يشغلها..

ومثل هذا الحب الذي يولد مخنوقاً.. يموت غريقاً في النهاية.. غريق الواقع والضرورات وينتهي أمر الاثنين إلى زواج تقليدي عن طريق الخاطبة.. أو الأم أو الأب .. ويفشل الزواج كما فشل الحب.. وينتحر الكبرياء على مذبح الغباء والجهل..

هل يكون هذا حباَّ.. لا .. إنه مزيج من عدم الثقة والحب والخوف والتردد.. وميراث عتيق من التقاليد الميتة..

إنها عفة ضالة ملعونة مثل الحرية العابثة تماماَ.. ونهاية الاثنين الضياع في سلة مهملات واحدة..

(مصطفى محمود)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

جلست تتفقده أثناء تناولهما للطعام سويًا وقال بإعجاب:

- يعني اليخت ده بتاعك وعدينا جبنا أكل من واحد من احسن المطاعم في الولاية كلها والحجز فيه بيبقى بصعوبة اوي.. جاية تقدمي على شغل ليه بقى؟

ابتسمت له وهي تتفقد ملامحه الجذابة واجابته بثقة:

- مش معنى إن بابا مدلعني يبقى مبنيش حياة ليا في المجال اللي بحبه.. أنا لسه عارفة واحد عنده اربعة وعشرين سنة حب يدخل مجال بحاله في شركة أهله وباباه وخاله وجده وافقوه.. إيه رأيك في الكلام ده؟

ابتسم لها وهو ينظر لها معبرًا بعينيه أنه فهم ما ترمي إليه فهي تقصده تمامًا لتردف قائلة:

- شكلك طيب يا سيف.. وشكلك كده مش هتكون مديري بس.. ده لو مش هترفض بسبب قعدتي معاك النهاردة

رفع حاجباه في تعجب ليتسائل مضيقًا ثاقبتيه وسألها:

- وإيه الثقة الجامدة دي اوي؟

رفعت كتفيها ثم اخفضتهما كدلالة على التهاون واجابته:

- ماما مربياني على الصراحة وبابا عودني اني اوصل للحاجة اللي عايزاها.. تقدر تقول طبع..

قلب شفتاه في اعجاب بكلماتها ليباغتها متسائلًا بإبتسامة بها قليل من المكر:

- وانتي عايزة ايه بالظبط؟

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن