- ٤٢ -

31.6K 1.2K 238
                                    

تم النشر بتاريخ 5 ديسمبر 2020

- الفصل الثاني والأربعون -

~ عندما يصير الاحتفال بعيد الميلاد نوعا من الاحتفال بخطوة أخرى نحو القبر ..

(داء الأسد - سلسلة سافاري)

(د. أحمد خالد توفيق)

تقدم مُشجعًا اياها وهو يشير برأسه نحو الحصانان فتوسعت ابتسامتها وللحظة شعرت بأنها لا تستطيع كيف تشكره على ما فعله ورمقته بإمتنان شديد وسعادة طفلة صغيرة بلُعبة لم تعط لأحد سواها كجائزة ما ثم همست له:

- شهاب.. شكرًا.. أنا عمر ما حد فرحني كده..

همهم لها وأومأ ثم رفع احدى حاجباه بملامح ممازحة وقال:

- احنا هنضيع اليو في الكلام ولا إيه.. يالا علشان فيه مفاجآت تانية كتير 

توسعت عينيها في حماس وسألته بتلقائية: 

- مفاجآت إيه دي؟

أشار لها من جديد نحو الحصانان وبلهجة آمرة دون حدة:

- يالا.. الأبيض ولا الأسود؟!

تنهدت في قلة حيلة ولا تزال تحمل آثار الإبتسامة ثم امتطت الحصان الأبيض برشاقة وساعدها جسدها النحيف على فعلتها ليقلب شفتاه في إعجاب ثم اقترب منها وهو يتأكد من وضع كلتا قدميها داخل الركاب ثم سألها:

- عارفة بتعملي إيه بالظبط ولا معندكيش فكرة؟

ابتسمت في بلاهة وهزت كتفيها كإشارة على عدم المعرفة منها ثم اجابته:

- أنا مركبتش حصان غير مرتين في حياتي تقريبا

همهم في تفهم ثم أعطاها اللجام لتُمسك به ثم أملى بالتعلميات في جدية:

- متشديش اللجام جامد، متسنديش على رقبته، افردي ضهرك ومتتحركيش حركات مفاجأة، رجليكي متشيلهاش وتفضل زي ما عملتها كده.. ولما تحبي تعملي حاجة قوليلي وأنا اعرفك بتتعمل ازاي.. وشوفي هاعمل إيه واعملي زيه.. تمام؟

أومأت له بالموافقة ثم تابعته بعينيها ليتركها ثم ذهب وامتطى الحصان الآخر في ثوانٍ وكأنه فارس ما لتتعجب وسألته:

- أنت شكلك عارف انت بتعمل إيه كويس اوي.. أنت اتعلمت كل ده فين؟

تنهد ثم تفاقمت عقدة حاجباه ليضرب بكلتا قدماه جسد الحصان بخفة ففعلت مثله وانطلقا كلًا منهما فأجابها:

- كارلو.. كان مجنون بمواضيع الخيل!! كان لازم ابين قد ايه بحبها وبفهم فيها علشان ده كان المدخل إني أقرب منه بالذات ولازم اكون جانبه في مسابقات الرهان الغبية دي والاصطبلات بتاعته!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن