. الفصل الثالث و الثلاثون .

ابدأ من البداية
                                    

زفر مستسلما،
- لنعد إلى غرفتي و حسب.

.....

بدأت الشمس تطل على المدينة شيئا فشيئا من مشرقها، عندما كان تاج يسير في غرفته ذهابا و إيابا، مشغول البال، بينما كانت لمار جالسة على سريره، تراقبه بعينيها القلقتين.
- كل شيء سيكون بخير يا تاج. فقط.. إهدأ.

توقف عن المشي، ثم التفت إليها و اضطراب أفكار بادٍ على محياه،
- و ما أدراك يا لمار؟

تنهدت ثم قامت عن السرير، و تقدمت نحوه،
- يجب أن تهدأ. لا يمكنك مقابلة عائلتك هكذا و أنت مشوش البال! ستشغل بالهم عليك.

هز رأسه بضع مرات، موافقا، ثم أخذ نفسا،
- حسنا. سأهدأ.

ثم اتجه نحو خزانته، و هو يقول بنبرة هادئة ممزوجة ببعض السخرية،
- سأهدأ. و سأغير ملابسي ثم أنزل لتناول الإفطار و كأن شيئا لم يكن!

ثم خلع قميصه، قبل أن يبدأ البحث في خزانته عن ثياب جديدة.

- أراك لاحقا إذا؟

أومأ دون أن يلتفت إليها،
- لاحقا.

توقفت لمدة تراقب إنهماكه في البحث بين ملابسه، ثم إختفت وسط دخان أبيض براق إنفجر من جسدها.

غير تاج ثيابه، صفف شعره، ثم غادر غرفته.
نزل من الطابق العلوي، ثم اتجه نحو غرفة الطعام. وجد الباب مفتوحا على مصرعيه، و بِضع الجواري يخرج منها، و أخريات يدخلن إليها وهن يحمل الصحون، و الكؤوس، و المناديل، و مزهريات تلثم أجمل الزهور الملونة.

دخل، فانحنى له الخدم الموجودين في الغرفة و ألقوا عليه التحية فبادلهم. أشارت إحدى الجواري نحو الحديقة ثم قالت،
- مولاي شمس النهار في الحديقة يا مولاي.
- شكرا لك.

اكتفت بانحناءة ثم عادت إلى عملها.
سار تاج نحو الباب المفتوح على حديقة القصر، ثم تمهّلَ للحظة ليراقب جده الجالس على الأريكة، يتفحص صفحات كتاب.

تبسم الأمير، ثم أكمل سيره بإتجاه الأرائك. و ما أن وصل إلى حيث يتكئ السلطان، حتى ألقى التحية عليه، فردّ الجد على حفيده بأحسن منها، ثم وضع الكتاب جانبا، و قام عن مجلسه مقترحا،
- ما رأيك أن نتمشى قليلا يا بني؟
- بالطبع، جدي.

و بخطوات متأنية، غادر الجدّ و حفيدهما موقفهما، متجهين نحو بحيرة القصر، وهما يتبادلان أطراف الحديث.

- هل ارتحت من تعب السفر يا بني؟

أومأ تاج و ابتسامة صغيرة تعلو شفتيه،
- ارتحت. أنت تعلم كم أرتاح في قصر يا جدي.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن