تنهدت وبذلت جهداً جباراً للرد بشكل طبيعي:
-ستعرف ما حدث حينما نصل للمركز. لا أنوي الحديث مرتين. وبالنسبة لاتصالي بك فقد قلقت لاختفائك المفاجئ بلا أثر لوقتٍ طويل ولذا اتصلت بك.

أما بالنسبة لغضبي فلأنني لم أستطع الالتزام بالخطة كما يجب.

ابتسم وهو يقول:
-أتعلمين أنّ رايان أخبرني أن أرميكِ في أقرب بحيرة إن لم تلتزمي بالخطة. يبدو أنّ لديكِ ليلة عصيبة.

زفرت نفساً حانقاً آخر وأنا أقول:
-أشعر وكأنّ هذه الليلة لن تنتهي أبداً.

التزمنا الصمت لبقية الطريق. كنت أعلم يقيناً أنه يكذب عليّ وأدركُ أيضاً أنه علم أنني كذبت عليه أيضاً. بغض النظر عن دوافع كلينا ولكن لا أحد منا قادرٌ على الجدال أكثر في الأمر كي لا يكشف أمره.

أمرٌ جليلٌ حدث مع كلينا بعد افتراقنا وكلانا لا يستطيع الحديث عنه. ولكني سأفعل أيّ شيء لاكتشاف ما يخفيه رين عني. لن أستسلم أبداً.

وصلنا إلى المركز وتوجهنا إلى إحدى غرف الاجتماعات الخاصة حيث كان رايان بانتظارنا هناك.

أدّى كلانا التحية له ثم جلست على يساره ورين على يمينه.

تذمرت قائلة:
-على الأقل امنحني بعض الوقت لأغير ملابسي.

ابتسم رايان وهو يقول:
-لا بأس هذا ليس اجتماعاً رسمياً. كما أنك تبدين أكثر لطفاً بالفستان وحتى نظراتك المفترسة تبدو طفولية.

رمقته بحدة ولم أعلق على كلامه. اتسعت ابتسامته الساخرة أكثر قبل أن يستبدلها بملامح جادة وهو يقول:
-ماذا لديكما إذاً؟؟

رفع رين يديه وهو يقول بلا مبالاة:
-ليس لدي أي تطورات. راقبت بعض الحضور ولم أحصل على أيّ معلومات قيّمة منهم.

بقيت نظرات رايان مثبتة على رين لمدة ولا أدري ما يفكر به أو ما الذي وصل إليه ولكنه لم يعلق على كلامه في النهاية بل نظر نحوي بعدها بتساؤل لأتنهد قائلة:
-لم أستطع الالتزم بالخطة. ولكني حصلت على فرصة لا تعوض.

رمقني رايان باستياء وقال:
-لم أعلّق آمالاً كثيرة على التزامك التام بالخطة ولكن أتمنى أنك تمكنتِ من تنفيذ الهدف منها على الأقل.

سنتشاجر حتماً. عليّ أن أقنعه بأي وسيلة. ويبدو أنني سأضطر للكذب كثيراً.
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول:
-بعد أن افترقت عن رين لمحت الوسيط يخرج إلى الشرفة ولذا تبعته. وهناك تعرّف عليّ باسمي الكامل ورتبتي ولذا لم أستطع تمثيل دور المغفلة وكشفت أوراقي له وأخبرته أنني اكتشفت أنه الوسيط وأنني أريد التعاون معهم والحفاظ على حياتي مقابل بعض المعلومات أقدمها لهم بين الحين والآخر.

ولكنه رفض عرضي هذا وأخبرني أنه سيقبل في حالةٍ واحدةٍ فقط وهي انضمامي إليهم وأخبرني أن أفكّر بالأمر وأعلمه بجوابي لاحقاً.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now