-11- الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

لذلك، صعد على السطح العلوي ليستمتع بصفوة البحر صباحًا، وحين ذلك، تناهى إلى سمعه نغمات ناعمة تغلف الروح قبل الأُذن تتعرف عليها سريعًا؛ إنها إحدى مقطوعات باخ المفضلة لديه وقت الاسترخاء والنوم .. تتبع سحر النغمات حتى قادته قدماها إلى الدور السطحي للمركب ليرى أروع مشهد قد يراه صباحًا .. على عكس عادة كل الناس، فاتنته الذهبية تمارس الرياضة الصباحية على أنغام باخ!!

توارى بخفة خشية أن يقطع عليها تركيزها ويقطع انسيابيه جسدها اللين كالعجين وهي تقوم بحركات تمرن بها جسدها وتدفع داخل عضلاتها الليونة والمرونة تحت آشعة الشمس الصباحية التي تعطي شعرها البني المعقوص لون ذهبي بارق يُآلف عينها الموصده باستمتاع واسترخاء واضح، والقوة .. افرج عن تنهيدة كادت تقتله من حرارتها وهو يشاهد بروز صدرها الشامخ عندما انبطحت على بطنها وقوست ظهرها بانبعاج عكسي لتمسك يديها اليت أصبحت خلف ظهرها بمشط قدميها وتثبت على هذه الحركة لثلاثين ثانية أماتت بها أنفاسه .. خاصة وهي ترتدي احدى هذه التيشيرتات القطنية الشفافة الآن فقط عرف لمَّ اختلف كل شيء في جسدها واتخذت مفاتنها تضاريس واعره كهذه؟!

تبًا، يشعر بأنه سيختنق إن بقي يشاهدها دون أي فعل!!

انهت هذا التمرين الشاق وفردت جسدها باسترخاء على البساط الرفيع الذي تفرشه بجوار المسبح  لتستشعر ألم طفيف في نهاية ظهرها يقابله ألم في معدتها، وأرجعت هذا لكونها اهملت التمرين منذ مده إلى جانب انها لم تتناول الطعام بعد .. ضمت ركبتيها أسفل منها وجعلت ظهرها في وضع استقامة لتجمع ذراعيها بعد ذلك في وضع مسترخٍ باسط لعضلات الكتف ثم أحنت رأسها على مقربه من صدرها وأخذت شهيق عميق عبئت به صدرها وركبت به على صهوة أفكارها الجامحة نحو الاندفاع ومن ثم دخلت في رحلة تأمل داخلها بدأت بسؤال مرهق استغرق منها دقيقة كامله حتى تجيب عنه:
     "تذكري فريدة أين كنتِ والم وصلتِ الآن؟؟"

زفرت ما في جُعبتها على مهل ثم بدأت تسترجع حالها منذ أن استفاقت من الغيبوبة وما مر بها من أحداث حتى الآن، حالها الميؤس، لحظات ضعفها وانكسارها، معافرتها في رحلة العلاج وحتى لحظة وقوفها على قدميها من جديد وشبه ابتسامه تشق طريقها نحو وجهها المتيبس .. والآن .. الآن هي معافية بالكامل .. صحيح تعاني من رواسب ما حدث لكنها معافية .. جسدها سليم، تستطيع التحرك، الحديث، الابتسام، إذًا ماذا ينقصها حتى تكون بهذا البؤس؟!

تمتمت باعتذار خافت لنفسها، على فقدانها السيطرة الأيام السابقة وعلى استسلامها لهوجاء افكارها دون أن تتخذ أي خطوة علاجية سليمة مما تعلمته واهمالها لخطة علاجها لأكثر من ثلاثة أسابيع، فكان ما حدث نتيجة طبيعة لانتكاستها .. اعتذرت مرة أخرى بمشاعر فائضة تحارب لتطويعها:
-أنا آسفة فريدة .. أنا اسامحك .. انتِ تستحقين المغفرة .. لستِ الجاني هنا!!

After Burn بعد الاحتراقWhere stories live. Discover now