-7-

27.6K 961 209
                                    

لقد صرتِ عذابي،

وكُتب عليَّ أن ألجأ مرتين إلى المنفى،

هاربًا أو مرغمًا على الفرار من أقرب الأشياء إلى الرجل وأكثرها تجذرًا في صدره،

الوطن .. والحب!!

من رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان

•¤•¤•¤•

ضع بصمتك هنا وتفاعل⭐⁦♥️⁩

______________________


أربدت الصدمة خلايا عقله وأربكته مكانه ليجد نفسه متسمرا يشاهدها بينما توصد عليه الباب دون حراك لثانية وربما يزيد، قبل أن يندفع بجسدٍ تتصاعد حرارته صوب الباب علَّه ينجح في جعلها تتراجع، أو على الأقل يتدارك أسبابها في هذا الفعل الأرعن!!

للمرة الثانية جعلته يشعر بمدى حماقته وسذاجته أمام تصرفاتها الجنونية التي تستدرج عقله بسلاسة من منطقة التعقل والهدوء الذي جاهد لشهورٍ ليتقنه، لتأتي هي -ودون أن يشعر- تهدم هذا في رفة جفن!!

وعلى الجانب الآخر من الباب وقفت هي بقلبٍ تتدافع دقاته بوحي من الأدرينالين، عينيها متوسعة تراقب ضرباته التي انهمرت على الباب، مناديا اياها بصوت جهوري يتصاعد منه حنقه وغضبه الذي يهدد بالإنفلات، إلا أن ذلك لم يجدي معها، خاصة بعد أن ظفرت بانتصارها الأول ونجح مخططها -الذي لم يكن إلا خطة دفاعية وليدة اللحظة- لردع هذا المجرم وتحجيم شره المهدد لها .. فاندفعت تتسابق خطواتها في الرواق الضيق المؤدي للدرج الحديدي لتكمل ما عزمت على فعله لإفساد خطته الخبيثة أيا كانت، والتخلص منه بأسرع وقت، بعد أن تضافرت بداخلها الشكوك وأوغرت صدرها بأنه يضمر لها الشر، وربما ينتوي تكرار فعله المشين معها بعد أن نجت من محاولته الأولى!!

هكذا هداها عقلها لهذا التصرف لتنقذ نفسها من براثنه المتوعدة بعد أن تبدت لها ردود فعله المبتزله وكأنها حركة مستهلة ﻹستغفالها وإستغلال حالتها النفسية المتردية .. لذا سحقا له ولغضبه، لقد فعلت ما تحتمه عليها غريزة البقاء!!

صعدت للطابق الثاني حيث جناحه الخاص وبقية الغرف الرئيسية -بما فيهم غرفتها- وهدف محدد يتصدر عقلها كحلٍ منقذ لها من تلك المحنة، وهو الحصول على هاتفه، بالتأكيد يحتفظ به هنا في مكانا ما .. ظلت تدور حول نفسها لأكثر من دقيقة باحثة عنه بينما مازال بامكانها سماع صوته الذي تحول لصراخ جارف كوحشٍ بري وقع بالآسر تزامنا مع عنف ضرباته التي أرعدت حواسها ويضعها في حالة متدنية من الفزع والخوف، والذي بالتالي ساهم في تشتيت عقلها وأفقدها تركيزها، وكأنه يدق على وترٍٍ حساس في ذاكرتها، فأصبحت لا إراديا تتخبط في الأثاث حتى انتهى بها الحال واقفة بين كومة من الفوضي.

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن