-18- (الجزء الثاني)

17.9K 781 243
                                    

يقول البعض إني أفلتُ الرصاصة
لكن الجروح التي بقيت معي
تضحك باستهانة
فها هو ثقب حارق أو لحم نازف
مقارنة بقلب مفطور وثقة محطمة.

سامانثا كينج
•¤•¤•¤•

عبثت ريم بهاتفتها تكتب عدة رسائل مقتضبة بينما تلوح على شفتيها ابتسامة مغرمة وعشب عينها يبرق بشغف مع كل رسالة تصلها .. خصوصًا حينما وصلتها الرسالة الأخيرة:

”اشتقت لكِ ..
افتحي الكاميرا
أريد رؤيتك!!“

قضمت ريم شفتيها بخجل وغبطة لترمق بجانب عينها والدها لتتأكد أنه لم ينتبه لها لتجيب على الرسالة بابتسامة ماكرة ولغة ألمانية متقنة بسبب سنوات دراستها التي قضتها في ألمانيا:
”لا ..
أخبرتك أنني في الخارج الآن لاستقبال أدهم
فور عودتي للبيت سنتقابل حبيبي
.. لا أطيق صبرًا حتى تأتي مصر
ما كان يجب أن اسافر وحدي!!“

وعلى الفور جاءها الرد:
”أوف، بيبي
أنا أيضًا لا أسامح نفسي على تركي لكِ تسافرين وحدك
لكن لا بأس
سأكون عندك قريبًا كما وعدتك
والآن دعينا من هذا وأخبرني
ماذا سترتدين لي؟؟
أريد هذا الطاقم الأسود الذي أفضله!“

كادت تختنق من الصهد الذي أشعل جسدها وحولها لكتلة ملتهبة لتهز رأسها بينما أناملها تكتب الحروف سريعًا:
”أووه ، لا لا“

انتظرت ما سيكتبه وهي شبة متأكدة منه، فطالما كانت تلك مشاجرتهم الصغيرة كلما جاء ذكر الطاقم الأسود..:

”بلى، سترتدينه
وأنتِ تعرفين أنكِ ستفعلين بالنهاية
إذًا لمّ المماطلة بيبي!!“

”أتعرف؟؟
أنت متسلط!!“
بغيظ كتبتها لتترقب ما سيقوله ببوادر قلق فأحيانًا يأخذ الأمر بعصبية غير مبررة!! .. لكن نوعًا ما فاجأها حينما أرسل لها:
”أعرف أنكِ تقولينها من وراء قلبك
لذلك سأسامحك حبي!! “

تأملت رسالته لأكثر من ثانية بابتسامة بلهاء لتتسع أكثر حينما قرأت ما أتبعها به:
”أراكِ ليلًا يا ذات الرداء الأسود!!“

حسنًا، كان وقح، لا يعرف الحياء، ولديه سلوكيات خطيرة لا تُعد، ولكن ماذا تفعل؟! .. كانت تحبه بشكل جنوني، من أول مرة رأته تمنت أن ينظر لها، ولفترة طويلة عانت من حبه من طرف واحد لكن السنة الماضية تبدل كل شيء حينما التفت لها أخيرًا، ساعدها في دراستها ومشروعها الخاص، وعوضها عن غياب أدهم المفاجئ الذي أصابها باكتئاب بآخر سنوات دراستها .. لذلك لم تستطع مقاومة الانخراط معه في علاقة حب متناسية كل طبائعها الشرقية التي تنتمي لها .. تناست كل شيء وتذوقت معه كل أنواع الجنون لأول مرة!!

After Burn بعد الاحتراقWhere stories live. Discover now