اقتباس 🔥

15.1K 437 99
                                    

قالت لي أمي ذات يوم:
ثمة نوعان من الرجال سوف تلتقين بهم في حياتك؛
سوف يمنحك النوع الأول الحياة التي ترغبين فيها..
وسيمنحك الثاني الحب الذي تتوقين له..
إذا كنتِ واحدة من المحظوظات ستعثرين على النوعين في رجلٍ واحد..
اما  إذا وجدتي نفسك في موضع اختيار..؛
فاختاري الحب..!!

-لانج لييف-
•¤•¤•¤•

- هاي .. صباح الخير.. ما كل هذا النوم أيتها الأميرة؟!

رفرفت فريدة بأهدابها لتنفض عن عينها الضباب الأبيض الذي يُغشيها، بينما تسمع هذا الهمس الأنثوي المألوف من قرب أُذنها .. ليتضح الرؤية بعدها وتستقر على وجه سارة صديقتها .. كانت تمسح على رأسها باستمرار تسألها عن حالها وتحثها على اليقظة، حاولت الرد لكن لسانها كان ملتصق بسقف حلقها بطريقة مؤلمة لذا اكتفت بهز رأسها بإيمائه خفيفة جعلت سارة تتنفس براحة وتتسع ابتسامتها حينما رأت فريدة تحول رأسها مستغربة الغرفة حولها .. وقد بدأت تدرك أنها بالمشفى، ليتشوش كل شيء بذهنها أكثر، خاصة حينما وقعت عينها على مراد الذي يغفو على كرسي بالقرب منها .. مما أثقل جفونها مشجعًا إياها على العودة للنوم هامسًا بأنها ليست مستعدة لهذا اللقاء..

- انها أول مرة أراه ينام بهذا الشكل منذ اختطافك .. يبدو أنه قد يأس من استيقاظك بعد أكثر من ٤٨ ساعة نوم أيتها الجبارة!!

همهمت سارة باغتباط مشيرة لأخيها النائم بالجوار، وكان كافيًا لجفاء النوم عنها، هل نامت حقا كل تلك المدة؟! .. تبا، ترى ماذا حدث؟؟ .. حاولت فتح شفتيها وكل علامات الاستفهام بادية عليها، لتربت عليها سارة وقد خمنت ما تريد أن تسأله فريدة:
- اطمئني .. ليس بكِ شيء .. الطبيب أخبرنا أنك فقط مجهدة وتحتاجين للراحة .. الحقيقة كلنا نحتاج للراحة بعدما انتهت المحنة أخيرًا .. حمدًا لله على عودتك سالمة .. لا تعرفي ماذا فعلتِ بنا .. ماما وأحمد، كانا هنا عقب خطفك، لكن عندما طال الأمر لم يتمكن أحمد من المكوث لطبيعة عمله، واضطرت أن تلحقه خالتي منى لولادة زوجته .. لم يمكنها تركها وحدها بتلك الحالة .. أحمد أصر أن يُسميه "عمر" على أسم والدكما .. مبروك حبيبتي لقد أصبحتِ عمة!! 

كانت تسمع كل هذا وهي مدهوشة، وكأنها كانت بفقعه زمنية وعادت لعصرها بَغتةً .. بصوتٍ جرح حلقها وهي تستدعي روح الدعابة التي افتقدتها بصحبة صديقتها:
- يعني أنتِ أخذتِ أسم ابنتي وهو أخذ ابني .. ماذا سأسمي أبناء فيما بعد؟!

ضحكت سارة وانقشعت تعابير القلق التي ظلت تحملها طوال الفترة العصيبة لتضربها بخفة على كفها قبل تهمس لها بمكر:
- هذه مشكلتك أنتِ وخطيبك .. ليس لي دخل، حلّوها معًا!! لن تصدقي فريدة ماذا فعل لكي يعيدك، انظري، اصبح كالمخبولين الذي ينامون بالطرقات!!
تبسمت فريدة رغم صعوبة الوضع وعقلها يتجنب بشده التدرج لأي من الاحداث السابقة لتراقب سارة وهي تهمس لها بخفوت وعينها البنية تلمع بلؤم:
- انتظري سأوريكِ بعينك..!!

After Burn بعد الاحتراقWhere stories live. Discover now