23/ ج2

7.4K 394 146
                                    

أكره أنا أكون باردة لحظة انهياري..

كما لو كنت صخرة رُميّـت وسط البحر،

وظلت ساكنة وهي تغرق!!

❀❀❀

مضى قرابة الاسبوعان على ذلك اليوم صبيحة عقد القران وقد تلاه الكثير.. بعد زيارة قصيرة معه، تم إغلاق كامل القضايا العالقة وإنهاء كافة الإجراءات القانونية الواجبة عليهما.. وخلال ذلك الوقت، ولأجل سلامة الجميع، لم تتوقف فريدة يومًا عن تعاطي عقاقير الفاليوم، لم تسمح لعقلها قط أن يعمل ولو دقيقة، أن يكون متصلًا بالواقع ولو للحظة.. وعليه، اختفت الكوابيس، نوبات الهلع والانفعال، وكل ذكرى لعينة تكدر حياتها.. كل ذلك اختفى وحل الهدوء والسكينة أو بمعنى أدق..

البرود وتسطح المشاعر!!

لكن لا بأس..

فذلك نفعها كثيرًا في التعامل مع معاكسات 'ريم' التي لا تنتهي ورغبتها المتفانية في استفزازها وجرها لمشاجرة لسببٍ لا تعلمه، لم يكن لديها رغبه للتعامل مع مشاكل المراهقة الخاصة بها.. أما سمر، فكان من المحير تجنبها الواضح لها في كل مرة يجتمعوا حتى لم تعد توجه لها أي حديث، وهي لم تنزعج من ذلك بالطبع ولكن كان فقط غريب عن طباع سمر كما عهدتها.. إلا أنه كان جيد، كانت مكتفية من المضايقات وبلغت حدها من زوجها السيد 'مصطفى'، حماها العزيز الذي لا يفوت أي فرصة في غياب أدهم لتهديدها وإلقاء بعض التلميحات على غرار؛ أنه يعلم ما تخطط له وأنه لن ينخدع بهدوئها وسيتصدى لها في حال أصاب ابنه أي خطر، حتى لو لم تكن هي السبب!!

لكن لا بأس..

صدقًا لا تعرف كيف صمتت في كل مرة يتعرض لها بمثل هذه التجاوزات؟!.. وللغرابة، قد جذبها خوفه الصادق على أدهم رغم كل ما يشوب علاقتهما من ماضٍ متعكر، إلا أنه لهجة الأب الملتاع أكثر ما أثار انتباهها.. لهجة أب مستعد تماما للتضحية بحياته من أجل ابنه.. والاكثر غرابة، أنها استقبلت هذا بتفهم جارف وافتقار شديد لذلك الشعور، حماية الأب والسند!!

شيئًا في هذا كسرها، أعادها ذلك الشعور المرير باليُتم وكل ما صاحبه عبر سنوات من مشاعر ضعف!! كطفلة صغيره يؤنبها والد زميلتها على فعلٍ أحمق قد ارتكبته في حق ابنته، في حين أنها لا تملك أب يدافع عنها! رباه.. ذلك الشعور المقيت لازال هنا، يقبع داخلها.. ودون أن تدري، وجدت نفسها تحقد على أدهم لأنه -ورغم كل ما ارتكبه من بشائع- إلا أنه لازال يمتلك السند والأب الذي يكترث لأمره، والداعم له حتى ولو كان هو المخطئ!! في حين كانت هي الضحية، وفي كل مرة تجد أهلها أول المتخاذلين عنها!! وهذا ما فعلوه هذه المرة أيضًا، منذ عقد قرانها، لم يحاول أحدهم الاتصال بها، حتى والدتها!!

كانت تشعر بمزيج غريب بين السخرية والحقد والقهر..

في كل السيناريوهات، كان أدهم يتفوق عليها ويفوز بكل شيء!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن