اقتباس لإثبات حسن النية⁦:-D⁩

14.4K 537 126
                                    

أنا إسقاط للمرأة التي جرحتك
تصريف للألم الذي سببته..
بعد هذا الوقت كله،
ما زلت أُعاقب لأنني الشخص الذي أتى لاحقًا..!!
 
-لانج لييف-
•¤•¤•¤•

- أدهم!!!

قرع قلب مريم بتوتر وهي تسمع نداء سمر اللاذع للمرة الرابعة، بينما لم يتحرك ساكن لأدهم الجالس بفراشه، يحتضن قطته ويتظاهر بأنه يداعبها .. الحقيقة أن أدهم كان ضالً في عالمه الجديد الذي لتوه  به أولى خطواته، يستعيد بذهنه ما عرفه من رفقته الجديدة خلال الأيام المنصرمة .. عانى من التنمر والتهكم البالغ من رفقاءه المخضرمين بمثل هذه الأمور بعد أن فتش سِره أمامه صديقه .. حينها تعلم منهم مصطلحات جديدة وكبيرة على عالمه، كالانتصاب، المضاجعة، القذف، أن هذا ما يلزم لتتم علاقة جنسية .. وهو لم يمر بأيٍ منهم، ولن يمر قبل أن يحدث ما يسمى بالبلوغ؛ لأنه واللعنة مازال طفل!! .. تلك الكلمة التي تغنى بها الأوغاد فوق أُذنه في كل مرة لعينة يرون وجهه بها .. أنه طفل .. طفل، ليس رجلًا بالغًا بعد!! .. الآن فقط فهم لمً أجساد العواهر كانت ملتحمة بتلك الطريقة المقززة!!

وكم كان كل هذا شاقًا عليه، شاقًا كالضوء شديد السطوع الذي يضرب عينك بعد سنوات من الظُلمة .. هكذا كان يشعر، ويظن أنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يعتاد ألم هذا السطوع، ويتخطاه لطريقه من جديد .. لكن ما حدث، أن الأمور لا تسير عادةً وفق ما نبتغي!! 

نفخت مريم بقلة حيلة لتناشده مرة أخرى أن يلبي نداءها، فتلك الخبيثة منذ أصبحت حامل، وصارت تتعامل معهم جميعًا كعبيدي أُمِها .. ومصطفى قد سهل لها هذا مؤخرًا، كونها بأواخر شهور الحمل .. لكن لا تفهم حقا ما به هذا الولد؟! .. فقد كان يهرع لها ما إن تلفظ اسمه من المرة الأولى، فما باله الآن يجلس بهذا البرود ويتعمد تجاهلها .. تبا لهذه الحياة، الأفعى من دون شئ تتصيد له أي فرصة كي تُوقعه بالخطأ:
- هيا أدهم .. لا نريد أن يحدث شجار معها دون داعي .. لأجلي انا، انظر ماذا تريد، ولن يحدث شيء؟!

لا شيء .. فقط لا شيء سوى عينه التي رمقتها بغضب لم تجد لها له سبب، وكادت تحاول مجددًا، لولا أن باب الغرفة قد فُتح فجأة، لتتصدر سمر ببطنها المنتفخ، وملامحها التي لا تبشر بخير، ودون مقدمات هدرت بأدهم:
- أنت!! .. هل طُرشت؟! .. ألم تسمعي ندائي كل هذا؟؟

تمادى أدهم في بروده الذي كان شيء جديد يمارسه يخبر تأثير لأول مرة:
- سمعتك بالطبع .. لستُ اطرش!!
- همم .. ولماذا لم تجب إذًا؟!

سألته باستهزاء قبل ان تنحدر عينها للقطة التي تتوسد معه الفراش، ومن ثم تحولت لجمرتي غضب:
- ألم أقل مئة مرة ممنوع اصطحاب هذه القطة القذرة للفراش؟؟ .. بالأساس ممنوع دخولها المنزل، هل تتحداني؟!

احتضن القطة أكثر بعد أن ارتجفت من صوتها الناكر، كانت قطة ذو فصيلة برية تتميز بفطنتها وذكاءها الكافي لتعلم أن سمر شخص مؤذي، فهذه ليست أول مرة تختبر شرها .. لذلك دفنت رأسها بين ذراعي أدهم، وكأنه أفضل حالٍ منها، فقد كان في حيرة بين نيران غضبه المستحدث والخوف الذي زرعته داخله على مدار سنة، إلا انه تغلب على هذا وهو ينطق الكلمات التي فتحت أبواب جحيمه:
- "بوسي" ليست قذرة وستبقى معي .. لن أتركها وحدها بالبرد!! ..ولن اتركها أبدًا .. ولن أفعل ما تمليّه عليَّ بعد الآن!!

After Burn بعد الاحتراقWhere stories live. Discover now