Part 20

10.2K 570 47
                                    

انكمشت ملامح ايلين بتقزز بسبب تلك الرائحه القويه التى هاجمت انفها فجأه معيده اياها للواقع لتفتح عيناها بسرعه و فجأه ناظره حولها حتى وجدت ريم تجلس بجانبها و تنظر لها بقلق.
"ريم"
صاحت ايلين و هى تنهض محتضنه ريم بقوة و هى تبكى بشده بينما ريم فقط تربت على ظهرها بهدوء محاوله تهدأتها و لو قليلا.
دلفا والدا ايلين و جديها بسرعه إلى الغرفه ليفاجئوا بريم التى استيقظت.
احتضنوها جميعا بسعاده شديده بينما الطبيب فقط يقف يتابع منتظرا ابتعادهم حتى يقوم بفحص ريم فهو انشغل بإفاقه ايلين من اغمائها.
انتهى الطبيب من فحص ريم التى تنظر للجميع بإبتسامه هادئه.
"حمدالله على السلامه يا انسه ريم"
جذب الطبيب انتباهها لتنظر له بإبتسامه هادئه متحدثه.
"شكرا لحضرتك، بس انا حاسه انى جسمى كله واجعنى و مش عارفه اتحرك بأريحيه"
"دى حاجه طبيعيه، جسمك كان فى خمول لمده شهرين كاملين، متقلقيش أدى لنفسك مهله بس و هتبقى احسن ان شاء الله"
أنهى الطبيب حديثه مغادرا الغرفه تاركا ريم خلفه فى صدمتها.
"هو انا كنت فى غيبويه لمده شهرين! "
تحدثت ريم بصدمه ليومئ لها الجميع سريعا بينما ايلين تحدثت.
" ايوه شهرين اتنين و احنا محرومين من صوتك و من ضحكتك، شهرين اتنين و احنا محرومين منك"
" اصلا انا جيت هنا ازاى؟ العصير! العصير كان فيه مخدر"
صاحت ريم بصدمه و هى تنظر إلى نسرين التى اومئت لها بخفه متحدثه.
"دى كانت الطريقه الوحيده اللى نجيبك بيها المستشفى علشان تعملى العمليه، لأنك كنتى هترفضى بالأخص لما تعرفى مين المتبرع"
قطبت ريم حاجبيها بإستغراب متسائله.
" ليه؟هو مين المتبرع؟! "
" ريم"
صياح تلك المرأه مع فتح الباب بقوة جعل الكل ينظر للباب.
دلفت والده ريم و خلفها ابنتها و زوجها، تقدمت والده ريم من ريم التى حولت نظرها إلى نسرين متحدثه.
" مين المتبرع؟ "
" ريما "
أجابت والدتها على تساؤلها لتتجاهلها ريم للمره الثانيه محادثه ايلين و عائلتها.
"مين اللى راح و قالها"
"انا"
أجابت ايلين بهدوء لتنظر لها ريم بغضب و هى تصيح بوجهها.
"روحتى ليه؟مش انا قولت متروحيش؟ و انتى ازاى توافقى انك تتبرعيلى، انتى مش عارفه انك رياضيه و دى حاجه ممكن تأثر على مستقبلك بعد كدا، انتى ازاى توافقى انك تتبرعيلى"
صاحت ريم فى وجه ريما التى تنظر لها بهدوء رافعه اكتافها للأعلى قليلا متحدثه بهدوء.
"بس انا كويسه الحمد لله، و رجعت للتدريب تانى، و بعدين احنا اخوات"
" احنا مش اخوات"
صاحت ريم مقاطعه حديث ريما و بسبب انفعالها و حركتها المفاجئه نزعت ابره المغذى من يدها و نزفت يدها القليل من الدماء.
"ريم اهدى،العصبيه دى مش نافعه"
تحدث آدم بهدوء يحاول تهدأه ريم التى زادت حركتها عنفا.
" خليها تمشى،مشوها، انا مليش ام، فهموها حاجه زى دى، انا يتيمه، قولولها، قولولها انى يتيمه ام و اب، فهموها"
صاحت ريم بقوة و هى تبكى بشده حتى سقطت مغشيا عليها لتهرول ايلين مناديه على الطبيب الذى أتى سريعا ليقوم بفحص ريم الفاقده للوعى.
"لو سمحت يا استاذ محمود خد المدام و امشى دلوقتى"
حدث آدم زوج والده ريم بهدوء ليومئ له المعنى بخفه و هو يمسك بزوجته ليغادروا.
" لا مش همشى، لازم تسمعنى، لازم تعرف كل حاجه، مش همشى غير لما اقولها على كل حاجه لازم تعرف كل حاجه"
صاحت والده ريم و هى تبكى بشده متعلقه بذراع زوجها ليتقدم آدم منهم بهدوء متحدثا.
"هتتكلمى و هتقولى كل اللى انتى عايزاه، بس لازم ريم تهدى الأول، زى ما كلمت استاذ محمود و قولتله ان ريم فاقت علشان تيجوا، اول ما ريم هتكون مستعده انها تسمعك هكلمه بردو علشان يجيبك، بس دلوقتى مش هينفع، لو خايفه على صحتها فعلا امشى دلوقتى"
"اونكل آدم بيتكلم صح يا ماما، ريم دلوقتى اعصابها مشدوده، اديها وقتها علشان تهدى"
تدخلت ابنتها الصغرى فى الحديث مؤكده على حديث آدم لتومئ لهم بخفه متحدثه.
" طيب ابوسها بس قبل ما امشى"
اومئ لها آدم مشيرا لها بالذهاب متحدثا مع ابنته.
" وسعى يا ايلين لمامه ريم"
" بس يا بابا"
" بقولك وسعى لمامه ريم"
ابتعدت ايلين على مضض من صديقتها لتتقدم منها والدتها مقبله جبين ريم الساقطه فى نوم عميق، مستنشقه رائحتها لتنساب دمعه من عينها على إحدى وجنتى ريم لتنهض بعد ذلك مغادره نهائيا مع زوجها و ابنتها الصغرى.
.
.
.
.
.
مر يومان منذ أن استيقظت ريم، كانت عائله ايلين بأكملها برفقه ريم طوال اليوم و كانت ايلين تبيت معها مساءا.
"بس انتى لبستى الحجاب امتى؟"
تسائلت ريم و هى ترتشف القليل من العصير الخاص بها لتنظر لها ايلين بهدوء متحدثه.
"بعد ما دخلتى فى غيبوبه بأسبوع، انا عملت حاجه تقربنى من ربنا علشانك، علشان ربنا يستجيب دعائى"
ابتسمت ريم بخفه و هى تفتح ذراعيها لتتقدم ايلين منها بسرعه محتضنه اياها.
فتح الباب فجأه لتطل نسرين و نساء عائله الهوارى بأكملهن.
"انتوا بتعملوا ايه!"
تحدثت ليليان و هى تضيق عيناها بينما الجميع قهقه بخفه.
" ايوه كدا وحشتنا ضحكتك يا ريم، دول كانوا شهرين فيهم كميه كآبه غير معهوده، فكرتنا بالايام اللى مات فيها حماده و لولو"
تحدثت نورسين بهدوء و ابتسامه حزينه لتعلق ريتال سريعا.
"عارفه يا ريم انتى بتفكرينى بيها اوى، حنيتك و جدعنتك زيها اوى، بحس انك بنتها مش واحده غريبه عنها"
ابتسمت ريم بهدوء و امتنان على ذلك التشبيه بمثل تلك الشخصيه الرائعه التى سمعت عنها من نسرين الكثير و الكثير.
"المهم ،الدكتور قالنا انك ممكن تخرجى بكرا او بعده، تعملى حسابك انك مش هتروحى على بيت نسرين لا انتى هتيجى على بيت عيله الهوارى فى البلد، انتى محتاجه فتره نقاهه و مش هتلاقى مكان احسن من البيت اللى فى البلد"
"ايوه جميل اوى و هيعجبك"
علقت ايلين سريعا على ما قالته نورسين و هى تؤيد ما قالته نورسين لتتحدث ريم بهدوء.
" معلش خليها وقت تانى "
" لا مفيش وقت تانى خالص، نسرين هتروح انهارده توضب شنطتك و شنطه ايلين علشان هنسافر بكرا ان شاء الله"
علقت ليليان سريعا على ما قالته ريم غير معطيه اياها فرصه للرفض.
"و بعدين احنا أهل، ده احنا شوفنا الوحمه الورده"
"ورده!"
علقت ريم على ما قالته ليان بإستغراب و عدم فهم لتنظر لها بصدمه بعد ذلك.
" ورده! "
صاحت ريم و هى تضع يدها على ظهرها من الأسفل، فوق مؤخرتها بقليل ليقهقه الجميع عليها بينما هى وضعت كفيها على وجهها ذى الوجنه المشتعله.
.
.
.
.
.
خرجت ريم من المشفى اخيرا لتجد الجميع بإنتظارها حتى يغادروا إلى منزل العائله بالصعيد.
"ايلين و ريم هيركبوا فى العربيه مع زياد و مالك"
تحدثت نورسين بينما تذهب هى و زوجها فى سياره آدم و نسرين.
ذهبت ريم على مضض مع ايلين إلى سياره زياد لتصعدا بها الاثنتان لينطلقوا جميعا إلى الطريق المؤدى إلى الصعيد.
"ايلين انتى جبتى الكاميرا بتاعتى؟!"
تحدثت ريم فجأه قاطعه الصمت المحيط بهم لتومئ لها ايلين بخفه متحدثه.
"و هى دى حاجه تفوتنى، ده انا جيباها مخصوص علشان تعمليلى سيشن هناك"
تحدثت ايلين بإبتسامه واسعه ليعلق زياد و هو مازال ينظر للطريق أمامه.
"يا بنتى هى رايحه فتره نقاهه و تريح نفسها و لا رايحه تعملك سيشن"
"ملكش دعوه، ريم قلبى هتعملى اللى انا عايزاه"
"معلش هبقى اتعبك معايا يا زياد بس هعوزك انت كمان فى كام لقطه كدا"
تحدثت ريم بإبتسامه هادئه و محرجه ليبتسم زياد بخفه متحدثا.
"و هو انا هتعب فى ايه فى انى أقف اتصور"
" يا حنين"
علق مالك على ما قاله زياد لتتحدث ريم بسرعه.
" عقبال ما تبقى نصه مش زيه"
التفت مالك سريعا ناظرا إلى ريم بغضب بينما هى بادلته ببرود و غير اهتمام.
.
.
.
.
.
وصلوا إلى الصعيد بعد مده لا بأس بها على الطريق ليذهب كل شخص إلى غرفته لينالوا قسطا من الراحه بعد ذلك اليوم الطويل.
صباح يوم جديد استيقظ الجميع بنشاط و بالأخص ريم التى أصبحت اشبه بالأطفال من شده حماسها لاكتشاف المكان بأكمله فى يوم واحد.
تجمع الجميع على طاوله الطعام لتناول طعام الفطور لينظر الجميع إلى ريم التى تستعد للمغادره.
"رايحه فين يا ريم؟"
تسائل آدم بإستغراب لتنظر له ريم بإبتسامه واسعه و مليئه بالحماس الشديد متحدثه.
"هاخد لفه فى البلد كدا"
"هاجى معاكى"
صاحت ايلين بحماس و هى تنهض من على مقعدها ليتبعها زياد سريعا متحدثا.
"و انا و مالك هنيجى معاكم، مينفعش نسيب ايلين تلف البلد لوحدها كفايه المره اللى فاتت"
"روح انت انا هاكل"
علق مالك على ما قاله زياد ليتحدث جاسر بجديه.
" قوم يا مالك روح معاهم"
نهض مالك على مضض ليغادر هو اولا ليتبعه الجميع بعد ذلك.
سار اربعتهم فى البلد و ريم كلما جذب انتباهها شئ قامت بإلتقاط صوره له حتى جذب انتباهها تلك المرأه الجالسه بزاويه و تتحدث بهذيان.
تقدمت منها ريم بهدوء حتى جلست القرفصاء أمامها متحدثه.
" مالك؟! "
" اختى، اختى غدرت بيا، خطفت جوزى منى و اتطلقت منه و هى اتجوزته، لو مكنتش هثق فى اختى هثق فى مين؟ اختى خدت جوزى و اتجوزته، اختى بنت امى و ابويا، اختى اللى من دمى، اختى شقيقتى خطفت منى جوزى، اختى الصغيره اللى مربياها على أيدى لحد ما كبرت و بقيت عروسه، و لما بقيت عروسه بقيت عروسه جوزى، لو مكنتش هثق فى اختى هثق فى مين؟ "
تحدثت تلك المرأه بهذيان و هى لا تعى ما تقوله لتنظر لها ريم بحزن و أعين دامعه لتنظر لها المرأه فجأه بغضب و هى تمد كفيها تريد خدش وجه ريم و لكن ريم شعرت انها تجذب للخلف بسرعه و شخص ما يجعلها تنهض فجأه.
شعرت ريم بالتشوش للحظات و لكنها افاقت سريعا عندما وجدت ذراع مالك تحيط كتفها لتبتعد عنه سريعا ليصيح مالك فى وجهها.
"انتى عبيطه؟بتقربى من واحده مجنونه بالشكل ده يا متخلفه انتى، دى كانت ثوانى و هتبهدلك وشك"
نظرت ريم بأعين دامعه فى وجه مالك الذى يصيح بوجهها لتطأطئ رأسها أرضا بخزى ليبتعد عنها مالك بعد ذلك لتبقى هى وحدها مطأطئه رأسها و دموعها تنساب بهدوء على وجنتيها.
.
.
.
.
.
حاله من التوتر سادت بمنزل عائله الهوارى بأكمله، ريم مفقوده و لا يستطيعوا الوصول إليها.
"و الله يا بابا هى كانت معانا فجأه ملقينهاش، و اتصلت بيها كتير موبايلها مشغول، زياد قال ممكن تكون روحت و جينا علطول على هنا بس هى مش موجوده بردو هنا"
صاحت ايلين بخوف و توتر من فقدان صديقتها لتدلف ريم إلى المنزل فجأه.
"انتوا روحتوا فين انا قعدت ادور عليكم بس ملقيتش حد فيكم "
تحدثت ريم بهدوء و هى تتقدم من الجميع لتصيح ايلين بوجهها.
" انتى اللى كنتى فين، احنا قلبنا عليكى المكان و ملقناكيش، و موبايلك كان مشغول ليه؟"
"كان فيه حد عايزنى فى شغل بس اعتذرت الفتره دى لحد ما نرجع اسكندريه تانى، انا كنت فى السوق بس الدنيا كانت زحمه اوى"
"خلاص يا بنات، اطلعوا يلا غيروا و استريحوا شويه لحد ما الاكل يجهز"
تحدثت نسرين ليومئ لها الجميع بهدوء.
.
.
.
.
.
مساءا كان مالك يقف بالحديقه و يرتشف من كوب قهوته بهدوء.
" مالك"
التفت مالك لمصدر الصوت ليجدها ريم تقف أمامه بتوتر لينظر لها منتظرا حديثها.
" كنت طالبه منك خدمه"
رفع مالك حاجبه الأيمن استخفافا لما قالته ريم متحدثا.
"و انا هستفاد ايه؟"
"هعملك اللى انت عايزة"
أجابت ريم بسرعه و بدون تفكير ليبتسم مالك بجانبيه لتنظر له ريم بتوتر و هى تبتلع ما فى جوفها بخوف من القادم.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع 💙"

عائله الهوارىWhere stories live. Discover now