Part 11

11.3K 607 22
                                    

رائحه قويه صدمت ريم التى انكمشت ملامحها و هى تتأوه بخفه فاتحه عيناها بهدوء.
آدم، نسرين، والد و والده نسرين، و اخيرا ايلين ملتفين حلو ريم و ينظروا لها بقلق.
"انتى كويسه ؟"
نظرت ريم بتشوش إلى نسرين التى تحدثت لتصمت ريم.
"ريم، انتى سمعانى؟"
تسائل آدم بقلق لتفيق ريم من التشوش و هى تعتدل فى جلستها متحدثه.
"انا كويسه"
همست ريم و هى تنظر للجميع بإبتسامه باهته لتتحدث جده ايلين.
"انتى اول مره يغمى عليكى؟"
فكرت ريم قليلا لتومئ لها بالايجاب متحدثه.
"انا كويسه و الله"
تلك الابتسامه المرتسمه دائما على وجه ريم، و لكنها الان باهته على غير العاده.
"انا هطلع اسخن الاكل على ما ريم تغسل وشها"
تحدثت نسرين و هى تغادر الغرفه ليتبعه الجميع الواحد تلو الاخر ليبقى بالغرفه ريم و ايلين فقط، لاتحدث ريم بقلق.
"دى اول مره فعلا يغمى عليكى؟"
ايماءه خفيفه حصلت عليها ايلين كإجابه من ريم التى نهضت من على السرير ببطئ متوجهه إلى المرحاض.
.
.
.
.
.
على طاوله الطعام جلس الجميع لتناول طعام الغداء ليتحدث آدم جاذبا انتباه الجميع له.
"المهندس شطب الشقه خلاص زى ما احنا عايزين، و نقدر ننقل فيها من بكرا"
"طيب كويس"
علق والد نسرين بإبتسامه هادئه ليومئ له آدم بخفه.
لاحظ الكل عدم تناول ريم لطعامها، بل و شرودها الواضح كذلك لتهزها ايلين بخفه.
"ريم"
صاحت ايلين لتنتبه لها ريم تاركه المعلقه التى كانت تلعب بها فى صحنها الملئ بالطعام ناهضه من على طاوله الطعام و هى تتحدث.
"شبعت الحمد لله"
غادرت ريم من ذلك التجمع العائلى دالفه إلى الغرفه مره اخرى.
أمسكت بهاتفها محاوله الاتصال بوالدها و لكن دائما النتيجه واحده، هاتف لا يرن من الأساس.
تنهيده قويه خرجت من فاهها لتقوم ببعث رساله الى شخص ما و هى تأمل فى داخلها ان يقوم ذلك الشخص بطمأنتها على والدها لازاله تلك الغصه التى تجعلها تشعر بثقل فى صدرها.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد استعدت كل من ريم و ايلين للذهاب إلى الشركه لبدأ اول يوم عمل.
القوا تحيه الصباح على الجميع بإبتسامه واسعه و قد عادت ريم إلى مرحها المعتاد، و لكنها لم تحادث ايلين منذ يوم أمس.
أصر آدم على ايصالهم إلى الشركه ليقبلن الفتيات بصدر رحب لينطلقوا إلى الشركه ليصلوا فى الميعاد المحدد.
قاموا الفتيات بتوديع آدم بإبتسامه واسعه تحت أنظار زياد الذى وصل إلى الشركه لتوه ليتجاهلهم متوجها إلى الداخل.
كان باب المصعد على وشك الاغلاق و لكن ريم قامت بوضع قدمها ليفتح الباب مره اخرى ليرفع زياد رأسه ليجد الفتاتان أمامه.
تراجعت ريم للخلف قليلا ناويه الذهاب بسبب نظراته القويه و لكن ايلين أمسكت بيدها دالفه معها إلى المصعد متحدثه إلى زياد.
"صباح الخير يا فندم"
ايماءه بسيطه من رأس زياد كانت اجابه على تحيه الصباح الخاصه بها.
بدأ العمل لتجلس كل فتاه على مكتبها فى ذلك الدور الملئ بالمكاتب و الموظفين.
بدأن العمل على العمل المكلف اليهن و كل واحده انشغلت بأمورها.
فى تمام الثالثه تم اخبار كل من ريم و ايلين بالذهاب إلى مكتب زياد ليمتثلن للأمر و يذهبن سريعا.
دقت ايلين على الباب لتفتحه و تدلف سريعا للتبعها ريم بهدوء و هى مطأطئه رأسها و تفكر فى شئ ما.
"استاذ مصطفى طلب انه يشتغل معاكم انتوا مخصوص"
حديث زياد آفاق ريم من شرودها لترفع رأسها ناظره حولها بتشوش لتقع عيناها على مصطفى الذى يبتسم بخفه و هو ينظر لها.
"بس ده مش شغلنا يا فندم"
اجابه ايلين أنقذت ريم التى حوصرت بنظرات مصطفى لتكون هى اول من يقوم بقطع ذلك التواصل البصرى.
" انسه ايلين، اللى يقدر يقنعنى انى اكون مستثمر فى مشروع انا رافضه قبل كدا ٤ مرات يبقى قادر انه يعمل اى حاجه"
حديث مصطفى الهادئ جعل الكل ينظر إليه بينما ايلين نظرت بغضب إلى زياد التى كشفت خطته الان فقط.
زياد قام بإرسالهم إلى ذلك الشخص بالذات بسبب علمه المسبق برفضه لذلك المشروع، و لكن اماله جميعها خابت بعد الموافقه على الاستثمار.
شئ بارد شعرت به ريم يسيل أسفل انفها و حتى شفتيها لترفع يدها متلمسه اياه لتنظر إلى كفها بعد ذلك لتجد دماء قانيه تلوث كفها لتنظر للمحيطين بها و هى تشعر بالتشوش و كأن عقلها وقف عن التفكير.
منديل وضع على انفها و يد خشنه وضعت أسفل ذقتها رافعه رأسها للأعلى جعل عقلها يعود للعمل مره اخرى، و صياح ايلين القلق كان عامل مساعد كذلك.
"ريم انتى كويسه؟"
"ساعديها انها تقعد"
صياح زياد القلق هو الاخر جعلها تنظر لهم جميعا لتجدهم محيطين بها ليتحدث مصطفى بهدوء.
"ارفعى راسك لحد ما النزيف يقف"
يده تولت تلك المهمه بينما ريم لم تتحرك و لو قيد انمله.
قامت ايلين بجذبها و اجلاسها على احد المقاعد لتتحرك ريم اخيرا منزله رأسها ماسحه تلك الدماء من أسفل انفها متحدثه.
"انا كويسه"
يد مصطفى ارجعت رأسها للخلف مره اخرى لينظر له زياد بحده و لكنه تجاهله متحدثا.
"ارفعى راسك لفوق"
"انا كويسه"
تحدثت ريم و هى تنهض لتنظر إلى زياد بهدوء متحدثه.
"لو سمحت يا استاذ زياد، اللى حضرتك بتطلبه مننا ده مش شغلنا، و استاذ مصطفى فيه ناس كتير فى الشركه هنا هينفذوا كل اللى حضرتك تطلبه، و هيبقوا احسن مننا كمان"
"خلاص يا انسه ريم، اتفضلوا انتوا على مكاتبكم"
أنهى زياد ذلك الحديث لتومئ له ريم بخفه خارجه من مكتبه لتتبعها ايلين سريعا.
توجهت ريم إلى المرحاض لتتبعها ايلين سريعا لتقوم ريم بغسل وجهها لتتحدث ايلين بقلق.
" اظن نزيف مناخيرك ده مش حاجه طبيعيه، احنا لازم نروح نكشف"
" مش رايحه فى حته، انا كويسه، انا اصلا مناخيرى ضعيفه و مش اول مره انها تنزف يعنى"
"يعنى نزفتى من مناخيرك قبل كدا"
صاحت ايلين لتتنهد ريم بخفه مجففه وجهها ببعض المناديل و هى تذفر بخفه.
"مش هتفرق كتير"
" ريم قولتلك بطلى البرود ده"
" عادى انا واحده ابوها بيتحكم فى حياتها، و قالها افضلى انزفى لحد ما تتصفى و متروحيش تكشفى، و لانى ماشيه ورا كلام ابويا علطول و هو بيتحكم فى حياتى دايما و بيقولى اعملى ايه و متعمليش ايه مش هقدر اناقشه و انفذ اللى فى دماغى "
انهت ريم ذلك الحوار و هى تنظر ببرود إلى ايلين التى شعرت انها أخطأت بحق ريم.
كانت ايلين على وشك الحديث و لكن ريم سبقتها بالحديث.
" ايلين ده مكان شغل"
انهت ريم حديثها مغادره إلى مكتبها مره اخرى لتعود ايلين إلى العمل مره اخرى.
.
.
.
.
.
انتهى دوام اليوم الأول لتغادر ريم الشركه برفقه ايلين التى تحاول الحديث معها و لكن ريم تتجاهلها.
"ريم،يا ريم"
ذلك الصوت الغليظ جعل كل من ريم و ايلين يلتفتن ليجدوا مصطفى يتقدم إليهم بإبتسامه.
"يادى النيله"
همست ريم ليقف مصطفى أمامها بإبتسامه واسعه متحدثا.
"اخبارك ايه دلوقتى؟"
"الحمد لله بخير"
"طيب ممكن اوصلكم؟"
"لا"
التفت كل من ايلين و ريم للخلف بسرعه بينما مصطفى نظر إلى زياد الذى يقف خلف الفتيات ببرود ليتحدث مصطفى بإبتسامته الهادئه.
"انا متفهم ان والدك صاحب والد الانسه ايلين، و ان انتوا زى الأخوات، تقدر تاخد الانسه ايلين، انا عايز ريم "
" ريم مش هتسيبنى"
تحدثت ايلين بإندفاع و هى تنظر بقوة إلى مصطفى الذى نظر إلى ريم التى تطأطئ رأسها أرضا ليتحدث زياد مره اخرى.
"اظن انك اخدت الجواب، يلا يا بنات علشان اوصلكم فى طريقى"
قامت ايلين بإمساك يد ريم ساحبه اياها لتذهب إلى سياره زياد الذى اتبعهم سريعا.
صعدت ريم فى السياره من الخلف بينما ايلين احتلت المقعد المجاور لزياد من الامام.
انطلق زياد بالسياره لترى ريم مصطفى الذى مازال واقف مكانه يتابع السياره حتى غادرت.
" ممكن افهم فيه ايه بينك و بين مصطفى"
قطع زياد ذلك الصمت بصوته القوى و الحاد لتنظر له ريم قاطبه حاجبيها بإستغراب متحدثه.
"مش فاهمه"
"أصله مش طبيعى انه بعد ما رفض المشروع ٤ مرات يقبله اول ما يشوفك و بالشروط اللى احنا نحطها كمان، و مش طبيعى انه يطلبك انتى بالذات علشان تشتغلى معاه فى المشروع، و الانيل انه يستناكى لبعد الشغل علشان يوصلك، انتى معلقاه و لا معشماه بحاجه"
" زياد"
همست ايلين و هى تنظر إلى زياد بغضب بسبب كلامه المبطن بالسوء لتتحدث ريم ببرود.
" بص يا استاذ زياد، احنا اللى بينا شغل و بس لا اكتر و لا أقل، كلامك معايا يبقى فى حدود الشغل و بس و اى تطاول بعد كدا انا مش هسكت عليه، و اظن انى لو كنت معشماه بحاجه زى ما بتقول كنت قبلت اشتغل معاه، أو حتى كنت وافقت انه يوصلنى، الحكايه كلها ان كان فيه معرفه قديمه بينا، كان بيدرس فى نفس الكليه اللى درست فيها، و انا مشوفتوش من ٥ سنين و كانت أول مره اشوفه من ٥ سنين لما كنت رايحه مع ايلين علشان نقنعه بالمشروع، دى اول و آخر مره انا هبررلك حاجه، و حياتى الشخصيه برا الشغل انت ملكش دعوه بيها، انت اللى ليك معايا شغلك و بس، و لو سمحت وقف على جنب علشان انزل"
تجاهل زياد طلب ريم لتكرر حديثها مره اخرى.
" لو سمحت وقف عايزة انزل"
صاحت ريم هذه المره ليتجاهلها زياد مره اخرى و ايلين تحاول تهدأتها و لكن لا فائده.
قامت ريم بفتح باب السياره أثناء سيرها ليفاجئ زياد من رد فعلها ليوقف السياره على جانب الطريق سريعا و هو مازال مصدوم لتفتح ريم باب السياره على آخره نازله من السياره لتتبعها ايلين بسرعه و لكن ريم اغلقت باب ايلين.
"وصلها لحد البيت انا مش هروح دلوقتى"
أمرت ريم زياد مغادره سيرا لينطلق زياد بالسياره متجاهلا اعتراضات ايلين بأنها تريد النزول هى الاخرى و الذهاب مع صديقتها.
.
.
.
.
.
فى تمام العاشره مساءا دق جرس منزل ايلين لتهرول  ايلين سريعا فاتحه الباب لتجد ريم عادت اخيرا.
" انتى كنتى فين ده كله؟ و مبتروديش على موبايلك ليه؟ ردى عليا"
صاحت ايلين بينما ريم تتجاهلها دالفه للداخل لتقوم ايلين بإمساك ذراعها بقوة جاعله اياها تلتفت إليها لتصيح بوجهها.
"خلاص عرفت انى غلطانه بس ملوش داعى انك تعاملينى وحش كدا، انتى قاعده فى بيتى و فى اوضتى، و بتروحى شغلك معايا، الشغل اللى تعبت لحد ما جبته و فى الاخر تتعاملى معايا كدا و بالبرود ده"
نظرت ريم إلى ايلين قليلا لتومئ ريم متحدثه.
"صح،انا قاعده فى بيتك و فى اوضتك، و صح انتى تعبتى لحد ما جبتيلى الشغل، اسفه أنى نسيت حاجه زى دى، على العموم يا ستى شكرا على استضافتك ليا يومين"
انهت ريم حديثها دالفه إلى الغرفه لتخرج بعد قليل من الوقت و هى تحمل حقائبها و اشيائها الخاصه.
"شكرا على الاستضافه دى، و اذا كان على الشغل انا هدور على غيره علشان اشيل الحمل التقيل من عليكى يا ايلين، و مره تانيه شكرا "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"

عائله الهوارىWhere stories live. Discover now