Part 19

9.5K 576 39
                                    

"انا مش هسمحلك انك تجيب سيره ريم و لو بربع كلمه"
صاحت ايلين بغضب عندما أتى مالك بسيره ريم فى حديثه ليتنهد زياد بخفه.
"ايلين لو سمحتى أهدى، احنا جايين نتكلم معاكم و نفهم منكم و نعرف كل حاجه، انتوا اسمعوا مننا و احنا هنسمع منكم"
تحدث زياد بهدوء لتتنفس ايلين بقوة و غضب.
" ماشى، اتكلم"
نظر مالك للجميع بهدوء قبل أن يبدأ بالحديث.
"البنت اللى جت لريم فى الكافيه تبقى اختها من الأم، امها اللى قالت إنها متعرفهاش و لا تعرف عنها حاجه، تقدرى تقوليلى خافت و اتوترت ليه لما شافت البنت فى الكافيه مادام هى متعرفش هى مين او بنت مين!"
"و مين قالك انها متعرفش هى مين؟!"
تسائلت ايلين ببرود و هى تنظر إلى مالك الذى تحدث مره اخرى.
" و يا ترى قالتلك ان ابوها مات بسبب المخدرات!"
" ايوه قالت"
صمت مالك قليلا و هو ينظر للجميع ليتحدث مره اخرى.
" بس اكيد مقالتش انها تعرف امها متجوزة مين و ساكنه فين بسبب مرقبتها ليها"
" انا مراقبتش حد، انا شوفتها صدفه طالعه من البيت اللى جمب بيت البنت اللى كنت عملالها سيشن هى و جوزها"
تدخلت ريم التى ظهرت فجأه فى الحديث و هى تنظر بقوة إلى مالك الذى ينظر لها ببرود متحدثا.
" و يا ترى بقا انتى متعوده تتصنتى و لا بردو صدفه!"
حديث مالك المستفز جعل اعصابها تفور و لكنها سيطرت على نفسها أخذه نفس عميق مخرجه اياه بهدوء.
" دومى انا اخدت موبايلك غلط و رن و انا تحت علشان كدا طلعت تانى علشان اديهولك"
"و هو انتى مفكره اننا هنصدق حاجه زى دى؟ "
صاح مالك بإستهزاء لتتقدم ريم من آدم معطيه اياه هاتفه لتحمل هاتفها من على الطاوله التى أمامهم.
"انا نازله بكرا هتفق على سيشن جديد، هنزل على الساعه ١٢ كدا"
" مفيش مرواح فى حته لحد ما نشوف احنا هنعمل ايه"
صاح آدم معترضا على ما قالته ريم التى تنهدت بخفه.
" هنعمل ايه يعنى النهايه محتومه و معروفه يا دومى، كلنا فترات فى حياه بعض و هنمشى زى ما جينا"
تحدثت ريم بهدوء لتغادر ذاهبه الى غرفتها بعد ذلك.
"عنوان مامه ريم ايه؟ "
تسائلت ايلين بقوة و هى ترمق مالك الذى نظر لها ببرود متحدثا.
"خليها تقولك"
"اخلص"
صاحت ايلين بغضب و هى تنهض واقفه أمام مالك ليقوم والدها بإمساك يدها مهدئا اياها.
" أهدى يا ايلين، انتى عايزة ايه من عنوان ام ريم"
"عايزاها ترد و لو جزء من الدين اللى عليها"
"ريم مش هترضى"
"و انا مش هستنى لحد ما تموت بسبب نشوفيه رأسها، دى اختى و انا مش مستعده انى اخسر اختى يا بابا"
"هو فيه ايه؟"
تسائل زياد بعدم فهم لتنظر له ايلين بأعين دامعه متحدثه.
" ريم بتضيع مننا، ريم عندها سرطان و لازم يتعملها عمليه، المشكله مش فى العمليه المشكله فى المتبرع بتاع العينه "
انهارت ايلين بالبكاء ليقوم والدها بإحتضانها مربت على كتفها و ظهرها متحدث.
" أهدى يا ايلين، احنا عملنا التحاليل و مستنيين، ان شاء الله خير"
تحدث آدم يحاول تهدأه نفسه قبل أن يهدئ من حوله بينما زياد و مالك مازالت الصدمه مسيطره عليهم و لم يستطيعا تخطى الأمر بعد.
.
.
.
.
.
ظهرت نتيجه التحاليل و لا يصلح اى فرد من عائله ايلين للتبرع إلى ريم التى تقبلت الأمر بهدوء.
أصر آدم على أن تقوم ريم ببدأ العلاج الكميائى لتمتثل لقراره بقله حيله.
كانت جلسه مؤلمه، و آثارها ظهرت عليها أثناء الجلسه و طوال اليوم بعد عودتها.
كان الأمر مؤلم لدرجه النحيب و البكاء من قبل ريم التى كانت تشعر بالنيران التى تشعل جسدها حيه و أقسمت على أن لا تكرر تلك الجلسات مره اخرى حتى إذا توقف الامر على موتها.
"مش هقدر اكمل كدا، سيبونى اموت بدل ما اتعذب بالله عليكم"
صاحت ريم ببكاء عندما آدم أخذها لجلسه كيماوى جديده و لكنها رفضت و بشده.
.
.
.
.
.
مر اسبوعان و لم تقم ريم بأى عمل، حتى عملها الخاص تولت ايلين رفض كل العروض التى تأتى لها بسبب مرضها.
شحبت ملامح ريم و بهتت، اختفت روحها المرحه و أصبحت شارده اغلب الوقت حتى انها فقدت الكثير من وزنها بسبب عدم تناولها للطعام الا لقيمات صغيره بالكاد تكفيها.
"اشربى كوبايه العصير دى كلها و مش عايزه اى اعتراض"
تحدثت نسرين بنبره قويه و هى تعطى ريم كوب العصير لتعطى كل شخص فى العائله كوبه كذلك.
ارتشفت ريم القليل من كوبها لتبعده مستغربه طعمه لتنظر ريم إلى الجميع.
"هو العصير فيه طعم حاجه غريبه؟!"
"امم هتلاقيها الفانيليا، اصل انا شوفت الطريقه من على النت و لقيت ناس كتير بتشكر فيها، بس الظاهر انى زودت الفانيليا شويه، معلش بقا"
تحدثت نسرين بهدوء و ابتسامه خافته لتومئ لها ريم مرتشفه كوبها بأكمله واضعه اياه بعد ذلك على الطاوله التى أمامها.
شعرت ريم بثقل فى جفونها و جسدها أصبح يحمل من الخمول الكثير بينما الجميع ينظر لها بإنتباه و تركيز.
" هو فيه ايه؟! "
همست ريم بضعف و هى تجاهد لكى تبقى مستيقظه و واعيه لما يحيط بها.
"انا اسفه بس دى كانت الطريقه الوحيده"
كان ذلك اخر ما سمعته من ايلين قبل أن تغلق ريم عيناها فاقده اخر اتصال لها بالواقع.
.
.
.
.
.
"خلى بالك منها و النبى يا دكتور، براحه عليها "
تعلقت ايلين فى يد الطبيب قبل أن يدلف لغرفه العمليات التى دلفت لها ريم مسبقا ليومئ لها الطبيب بهدوء و هو يتخطاها ليتعقم قبل أن يدلف لغرفه العمليات.
"أهدى ،هما الاتنين هيبقوا كويسين، انتى من حقك انك تفرحى، بنتك رجعت و وعد منى انها مش هتبعد عنك تانى"
كانت والده ريم تجلس و تبكى بشده بينما زوجها يحاول تهدأتها و لو قليلا.
"بناتى الاتنين، بناتى"
"انتى ملكيش غير بنت واحده بس اللى جوه، انا لولا خوفى على اختى مكنتش جيتلك ابدا و اتكلمت معاكى، ريم اختى انا مش بنتك "
تحدثت ايلين بصوت مبحوح أثر البكاء و نبره قويه و هى تتقدم من تلك السيده الباكيه و لكن والدها قام بإمساكها مرجعا اياها مره اخرى بجانبه متحدثا.
" ادعى لريم ان ربنا يقومهالنا بالسلامه "
" يا رب"
صاحت ايلين و هى تدفن وجهها فى صدر والدها و هى تحاول الا تبكى مره اخرى.
.
.
.
.
.
بعد مرور اكثر من ساعتين خرج الطبيب و ملامح وجهه لا تبشر بالخير ابدا ليهرول الجميع بإتجاهه محيطين اياه منتظرين حديثه.
"الانسه الصغيره المتبرعه بالعينه كويسه الحمد لله، هى بس هتحتاج راحه اسبوع او اتنين و ممكن ترجع تدريباتها تانى مفيش مشكله"
"ريم، ريم أخبارها ايه؟"
صاحت ايلين فى وجه الطبيب الذى تنهد بثقل و هو يحرك رأسه بقله حيله و حزن متحدثا بهدوء.
"للأسف حصلها صدمه فى العمليه، احنا انقذناها بس دخلت فى غيبوبه ربنا وحده اللى يعلم هى هتفوق منها امتى، بس الخبر الكويس ان العمليه نجحت و هتفضل تحت الملاحظه يومين نشوف جسمها قبل التبرع و لا لا، ان شاء الله خير و جسمها يقبل العينه و تفوق من الغيبوبه بسرعه"
غادر الطبيب تاركا الجميع خلفه فى صدمه افاقوا منها عند خروج سريران من غرفه العمليات.
ذهبت ايلين و عائلتها خلف سرير ريم، بينما الرجل و ابنه ذهبا خلف ابنتهم و وقفت تلك المرأه حائره تذهب خلف ايا من بناتها الاثنتان فتياتها و فلذه اكبادها، الاثنتان خلقا من رحمها، أيهما تفضل على الأخرى؟!
"روحى لريم، هى محتجاكى اكتر يا ماما"
اراحها ابن زوجها و من قامت هى بتربيته و تعتبره مثل ابنها الأكبر لتتحدث بتشوش.
"طيب و ريما؟!"
"انا و بابا معاها، و بعدين هى نايمه و اكيد لما تصحى هتتفهم انتى مش موجوده ليه، روحى يا ماما"
دفعه بسيطه حصلت عليها من ذلك الشاب المبتسم بهدوء لتذهب خلف ريم التى دلفت إلى غرفه خاصه بها.
دلفت تلك المرأه إلى غرفه ريم و لكن ايلين وقفت أمامها مانعه اياها من الدلوف و البقاء مع ريم بغرفه واحده.
" ريم مبتحبش حد غريب يبقى معاها"
" انا امها"
" انتى واحده غريبه عنها، مفيش ام بتسيب عيالها و تمشى، مفيش ام مبتدافعش عن عيالها، مفيش ام مهما حصل تسيب ضناها و حته منها و تهرب، روحى لعيالك"
"ريم بنتى، انتى مش هتفهمى، و انا مش هتكلم غير لما تصحى انا........"
لم تمهلها ايلين مهله لتكمل حديثها لتقوم بإغلاق باب الغرفه فى وجهها تاركه امرأه منهاره بالبكاء..
.
.
.
.
.
كانت الايام تمر ببطئ و ريم مازالت ساقطه فى نومها العميق و كل ما يدل على أنها حيه هو تنفسها الهادئ الذى لا يكاد يشعر به احد، و تلك الأجهزة الموصوله بها.
يوم يليه يوم حتى اكتمل اسبوع، اسبوع يليه اسبوع حتى اكتمل الشهر، و الشهر يليه شهر حتى اكتمل شهران و لا توجد علامه على استيقاظها القريب.
.
.
.
.
.
فتحت ريم عيناها ببطئ لتغلقهم مره اخرى بسبب ذلك الضوء القوى الذى صدم عيناها بقوة.
فتحت و اغلقت عيناها عده مرات حتى اعتادت على الضوء لتنظر حولها بإستغراب و هدوء.
اعتدلت فى جلستها ببطئ و هى تتأوه بخفه بسبب ألم جسدها الحاد حتى نجحت فى الجلوس اخيرا بعد عناء.
نظرت للغرفه بإستغراب لتسمع صوت فتح الباب لتنظر له منتظره دلوف ايا كان الذى يفتح باب الغرفه.
"عديت على الدكتور و قال انه مفيش اى اشعارات على أنها هتفوق، بس التحاليل النهائيه بتاعتها اثبتت انه معدش فيه اى أثر للورم الحمد لله"
سمعت صوت ايلين التى تقف على باب الغرفه المفتوح قليلا من قبلها.
"لا لسه هدخلها اهوه"
تحدثت ايلين مره اخرى و هى تفتح الباب على وسعه دالفه لداخل الغرفه لتنظر إلى سرير ريم بصدمه.
" ريم ! "
همست ايلين بعدم تصديق بينما ريم ابتسمت لها بخفه بملامحها الشاحبه، و زادت ابتسامتها اتساعا عندما رأت ذلك الوشاح الذى يغطى شعر رفيقتها و اسلوب ملابسها الذى تغير كذلك.
"ريم"
صاحت ايلين بقوة لتسقط أرضا مغشيا عليها بعد ذلك و ريم تنظر لها بصدمه و تشعر انها مقيده و لا تستطيع التحرك.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

عائله الهوارىWhere stories live. Discover now