Part 1

41.8K 896 51
                                    

فى روضه الأطفال، تحديدا فى الملعب حيث الأطفال يلهون و يلعبون هنا و هناك، كانت تقف تلك الصغيره و فتى يقف خلفها يحتمى بها.
"امسوا من هنا بدل ما اتهابى عليكم"
صاحت تلك الصغيره بغضب فى هؤلاء الفتيه الذين كانوا يريدوا الإمساك بالفتى الذى يحتمى بها و يكملوا ضربه بسبب ضعفه.
"ملكيش دعوه انتى يا ايلين و هاتى مالك"
صاح احد الفتيه لتنظر له الصغيره بغضب.
"جلب كدا تلمسه و سوف انا هعمل فيك ايه"
صاحت الصغيره بكلمات مبعثره و حروف غير مرتبه ليتقدم منها الفتيه و لكنهم وقفوا سريعا فور ان أتى ذلك الفتى لهم.
"فيه ايه؟"
تسائل ذلك الصغير الذى أتى من خلف الفتاه الصغيره و الفتى المتشبث بها.
"سوف يا زياد، عايزين يضلبوا مالك"
صاحت الصغيره بحروفها المبعثره لينظر الصغير للفتيه.
"ده بجد؟"
تسائل الصغير بهدوء ليومئ له رئيس الفتيه و من كان يتقدمهم.
"لا احنا كنا عايزين نلعب معاه، خلاص احنا هنمشى"
تحدث الفتى و هو يهرول بعيدا بينما من كانوا معه هرولوا خلفه يلحقوا به.
" هلاص يا مالك مس تهاف، مسيوا هلاص"
تحدثت الصغيره و هى تلتفت لمن يتعلق بملابسها من الخلف مربته على كتفه بحنان أم و هى تنظر إلى زياد بإمتنان.
" مالك متخفش من حد غير من ربنا، خليك قوى علشان محدش يجى عليك"
تحدث الصغير بطريقه لا تدل على سنه الصغير ابدا لتذم الصغيره شفتيها بينما المعنى اخذ يمسح فى دموعه العالقه فى عينيه.
.
.
.
.
.
صوت احتكاك عجلات الطائره معلنه عن هبوطها فى وجهتها المحدده ليستعد من بها للنزول منها و إنهاء الإجراءات للخروج من المطار و التوغل فى عروس البحر المتوسط بمصر.
"ايلين هاتى الباسبور بتاعك علشان بابا يخلص الإجراءات"
تحدثت نسرين مخبره ابنتها التى كانت تنظر حولها مصوره بهاتفها ما يوجد حولها.
"تمام"
تحدثت تلك الفتاه و هى تعطى الباسبور الخاص بها إلى والدتها.
"ماما احنا هنروح على شقتنا بتاعه زمان، و لا هنروح على البيت الجديد؟ "
تسائلت تلك الفتاه بعد أن اغلقت هاتفها واضعه اياه فى جيب بنطالها الخلفى.
"هنروح على شقتنا القديمه، مهندس الديكور لسه مخلصش كل اللى طلبناه"
وضحت والدتها لتومئ هى بهدوء.
"صحيح انتى قولتى لطنط نورسين و طنط نوران اننا نازلين مصر خلاص؟ "
تسائلت تلك الفتاه لتبتسم والدتها لها بهدوء.
"لا خليتها مفاجأه"
تحدثت والدتها بإبتسامه لتومئ لها ابنتها بهدوء.
" كان نفسى تيته و جدو ينزلوا معانا"
" هما قالوا هينزلوا الاسبوع الجاى"
علقت والدتها سريعا لتتنهد ابنتها بخفه.
" يلا"
تحدث آدم الذى انضم لزوجته و ابنته و هو يحيط كتف زوجته ليسيرا معا بينما ابنته تسير خلفهم و هى تنظر حولها لآخر مره.
.
.
.
.
.
بداخل قاعه الاجتماعات يقف موظف يعرض ما تم تحقيقه هذا الشهر من إنجازات و تقدم على شاشه العرض، بينما  من يجلس على رأس الطاوله و يتابعه بتركيز شديد.

"انت متأكد ان التقارير دى مظبوطه؟!"
تسائل الجالس  على رأس الطاوله بجديه ليومئ له من يقوم بالعرض.
"مين اللى عامل التقارير دى؟"
تسائل مره اخرى ببرود ليلاحظ توتر الواقف أمامه و عينيه التى اخذت فى الزوغان.
"انا"
همس بها الموظف ليضرب الجالس على رأس الطاوله بيده بقوة مما أدى إلى فزع الجميع و بالأخص بالذى اخذ يتصبب عرقا من شده الخوف و التوتر.
"المساعده بتاعتى اللى عملتهم"
تحدث ذلك الموظف و الذى لم يكن صغير بالسن او حتى بسن مديره بل اكبر بكثير.
"و طبعا حضرتك مراجعتش وراها لأنك بتثق فيها، و انها عارفه شغلها كويس"
تحدث الجالس على رأس الطاوله ليومئ الموظف بهدوء و هو يشعر انه أخطئ و بشده.
"الثقه دى متنفعش فى الشغل، و انت عارف كدا كويس، بسبب ثقتك دى مفكرتش انك تراجع وراها الأرقام اللى هى كتبتها، و مفكرتش و لو لثانيه انها تكون مزقوقه علينا و انها بتبدل فى الأرقام علشان تخلينا فى ميه البطيخ، و نفكر ان الشركه بتاعتنا لسه فى القمه"
تحدث الجالس على رأس الطاوله بهدوءه المعتاد ليتنهد بخفه ناظرا لذلك الموظف المصدوم.
" البنت دى تتطرد من الشركه مع توصيه حلوة كدا تقضى على مستقبلها المهنى بحيث ان مفيش و لا شركه تقبل توظفها عندها، علشان تكون عبره لغيرها انه مش سهل انك تشتغل مع حد من عيله الهوارى، و انت هيتخصم منك مرتب ١٠ أيام، و لولا انك شغال فى الشركه من زمان، و انا عارف امانتك فى الشغل كان زمانك حصلت المساعده بتاعتك، الملفات دى كلها تتعاد من اول و جديد، قدامك يومين بالظبط، عايز كل حاجه تبقى مظبوطه قبل ما اخد اجازتى"
أنهى حديثه ناهضا من مقعده مغادرا قاعه الاجتماعات ليسير بعنجهيه و ثبات ذاهبا حيث مكتبه.
فتح باب مكتبه ليجد والده يجلس بوقار و قوة تليق به على رأس المكتب ليبتسم له الواقف بهدوء.
" ازيك يا بابا، مقولتش ليه انك جاى و كنت أجلت الاجتماع او خلصته بسرعه"
تحدث الواقف بإبتسامه هادئه ليبتسم له والده بهدوء.
"انا لسه جاى من خمس دقايق، شوفتك و انت بتشطف مدير العلاقات العامه، كويس انك عملت كدا، بس عرفت منين ان الأرقام مش مظبوطه؟"
تسائل والده و هو يجلس متأهبا لسماع اجابه ابنه الذى ابتسم بزهو.
" يا باشا انا أسمى زياد زين الهوارى، ابويا يبقى زين الهوارى، اظن ان حاجه صغيره زى اللعب فى الأرقام هكون عارفها"
تحدث الواقف بثقه ليبتسم والده بزهو و إعجاب من خليفته فى السوق.
" كل مادا بتثبتلى انى عرفت افهمك الشغل كويس"
تحدث والده بهدوء ليومئ له ابنه بهدوء.
" انا معنديش أدنى مشكله انى اثق فى حد، بس فيه مثل بيقول حرص و لا تخون، يعنى انا اثق اه لكن ثقتى المفرطه اللى متخلنيش ابص وراك لا"
وضح الواقف ليومئ له والده و هو يريح ظهره على ظهر مقعده.
" خلصت شغلك علشان السفر اللى بعد يومين؟"
تسائل الوالد ليتنهد ابنه بثقل.
" شكلكم كدا هتسبقوا و انا احصلكم علطول، التقارير لازم تتعاد تانى، و مش هقدر اخد اجازه غير لما اتأكد أن كل حاجه تمام و اتظبطت"
صاح الواقف شارحا و موضحا لوالده الذى نهض من على المقعد غالقا زر جاكيت بدلته الكلاسيكه.
تقدم و وقف أمام ابنه بقوته و ثقته المعهودتان ليشعرا الاثنان أنهما يقفا أمام مرآه و ليس شخص آخر.
" انت عارف اننا بنستنى الاجازة دى علشان نتجمع كلنا مع بعض، متخليش شغلك يسيطر عليك"
تحدث الاب بكلمات موجزه و هو يريت على كتف ابنه الذى اومئ له بهدوء.
غادر الاب ليذهب الابن حيث مكتبه ليعود إلى عمله لينهيه.
.
.
.
.
.
سار داخل ذلك المبنى و هو يمسك بملف ما، و كلما مر على عسكرى ما، أو حتى ضابط اقل رتبه منه وقف له تعظيم سلام و تحيه له.
فتح باب مكتبه بقوة دالفا اليه و هو يتأفف بغضب مكتوم ليتفاجئ بوالده يجلس على مكتبه الخاص ليبتسم له بهدوء.
"مراد باشا، نورت المكتب"
تحدث ذلك الشاب بإبتسامه ليبتسم له والده بهدوء.
"ما انا علطول منور، ايه الجديد يعنى ؟"
تحدث والده بزهو ليبتسم له ابنه بخفه.
"ده ايه التواضع ده كله، يلهوى، ملك التواضع قاعد قدامى يا عالم"
تحدث الشاب بإستهزاء ليبتسم له ابيه ببرود.
" ما علينا ،اخدت الاجازة و لا لسه؟"
فور ان انتهى والده من سؤاله رفع يده بذلك الملف الذى كان بيده.
" لا و انت الصادق، عمليه جديده"
تحدث ذلك الشاب و قد عاد غضبه مره اخرى.
" انا مش فاهم، هو مفيش غيرى اللى يطلع المهمات دى؟"
تحدث الشاب بغضب مكبوت ليذم والده شفتيه مانعا نفسه من القهقه.
" هو فيه ،بس انت عارف الكل بيعزك اد ايه"
تحدث والده لينظر له الشاب بحنق مانعا نفسه من إطلاق سباب نابى من فاهه.
"هو مجموع الثانويه العامه منه لله"
صاح ذلك الشاب بدراميه لينظر له والده قاطبا حاجبيه.
"يا ابنى انت كنت جايب ٩٨ ٪ مجموع ايه اللى بتتكلم عنه"
"ايه ده بجد؟! يبقى اكيد المسدس بتاعك اللى شدنى و خلانى ادخل شرطه، هو المسدس بتاعك"
علق الشاب بدراميه مره اخرى على ما قاله والده الذى زفر بقوة ناهضا من على المقعد الخاص بإبنه.
"طيب هتخلص المهمه دى فى اد ايه كدا؟ "
تسائل والده و هو يقف أمامه ليزفر بخفه.
"يومين كدا، هدرس القضيه بس كويس لأنى عرفت معلومات بسيطه، اتكلوا انتوا و انا هحصلكم، ان شاء الله القضيه مش هتزيد عن يومين"
تحدث ذلك الشاب ليومئ له والده مربتا على كتفه بخفه مغادرا المكتب، بينما ذلك الشاب توجه إلى مقعده فاتحا ذلك الملف ليبدأ بالاتطلاع على القضيه و دراستها.
.
.
.
.
.
يوم جديد حل على الجميع، كانت نوران برفقه نورسين فى منزلها يتحدثان فى مختلف الأمور ليرن جرس المنزل ليقطب الاثنان حاجبيهم.
"هو زين نسى مفتاحه و لا ايه؟"
تمتمت نورسين قاطبه حاجبيها لتنظر لها نوران بإستغراب.
"هو زين بيجى دلوقتى اصلا؟!"
تسائلت نوران بإستغراب لتتنهد نورسين بخفه.
"هو قال احتمال يرجع بدرى انهارده علشان سفر بكرا"
تمتمت نورسين و هى تنهض متوجهه إلى باب المنزل لترى من الطارق.
صياح قوى صدر من نورسين جعل نوران تهرول لها لتجدها تقف تنظر لمن يقف على الباب بصدمه.
" فيه ايه يا بت؟"
تسائلت نوران بإستغراب و هى تلتفت لترى من يقف على الباب لتصدم هى الأخرى.
" على فكره لو اى حد من الجيران شافكم كدا هيقول انى عملت فيكم حاجه"
صاح من يقف على الباب بإبتسامه ليفيقا الاثنان من صدمتهم و هن يتقدمن من الواقف على الباب.
.
.
.
.
.
استعدت تلك الفتاه، قامت بإرتداء بنطلون اسود و تيشرت بنصف كم اسود كذلك، قامت بربط ذلك القميص المقلم ذى اللون النبيذى حول خصرها مما أظهر خصرها النحيل.
رفعت شعرها على هيئه ذيل حصان لتظهر رقبتها الطويل البيضاء.
حملت حقيبه ظهرها على كتف واحد متوجهه لباب المنزل و لم تستغرب المنزل الهادئ و الخالى من والديها، اذ انها موقنه ان كل منهما ذهب إلى أصدقاءه من عائله الهوارى، و لكن ماذا عن أصدقائها هى؟!
خرجت من المنزل مغلقه اياه خلفها و هى تؤكد على مفاتيح للمنزل فى حقيبتها لتبدأ بالانطلاق و السير فى شوارع عروس البحر المتوسط و هى تلتقط عده صور بالكاميرا الخاصه بها.
كانت واضعه الكاميرا على عيناها و تتراجع ببطئ حتى تعدل من وضعيه الصوره التى تريد التقاطها لتصتدم بشخص كان يتحدث بالهاتف، و لولا رد فعله السريع لكان هاتفه تهشم على الارضيه الصلبه.
"اسفه"
التفتت له سريعا لترمقه بإعتذار جاد، و قد جذب انتباهها مظهره الكلاسيكى الخاص برجال الأعمال مثل والدها.
"مش تفتحى يا عاميه"
صاح ذلك الشاب بغضب لتنظر له بعبوس.
"طيب و ليه الغلط، ما انا قولت اسفه"
صاحت هى الأخرى ليبتسم ذلك الشاب ببرود.
"و اصرفها منين اسفه دى؟"
تحدث الشاب ببرود لتنظر له بإبتسامه سمجه.
"اصرفها من البنك المصرى يا خفيف"
تحدثت بإستخفاف و هى تلتفت لترى ما كانت تريد تصويره.
"مشيت، الله يخرب بيتك ضيعت منى شوت هايل"
صاحت و هى تهرول من أمامه باحثه عن تلك الصغيره التى جذبتها أثناء الحديث مع والدتها على ما يبدو، بينما هو نظر لها بإستغراب شاعرا انها رآها من قبل الا انه نفض ذلك من عقله متوجها حيث سيارته ليعود إلى مقر عمله مره اخرى.
.
.
.
.
.
حاله من الهرج حدثت داخل ذلك القسم ليضرب الضابط على مكتبه بعنف.
"واحد واحد يتكلم علشان افهم"
صاح الضابط بقوة ليصمت الجميع بينما شاب يظهر عليه آثار الضرب المبرح تقدم منه.
"يا باشا احنا عايزين نعمل محضر للبت المفتريه دى، دى كسرتنا يا باشا انا و اصحابى، ده واحد فينا كسرتله دراعه و لا اكنها بتكسر خله سنان"
تحدث ذلك الشاب لينظر الضابط الى تلك الفتاه النحيله غير مصدقا.
"بقا دى تعمل فيكم كدا؟"
تحدث الضابط بإستهزاء لتنظر له ايلين ببرود.
" عملتى فيهم كدا ليه؟ مع انى مش مصدق انك تقدرى على أربع شحوطه زى دول"
تحدث الضابط موجها حديثه الى ايلين التى ذفرت ببرود.
" دفاع عن النفس، دول مفكرنى عيله توتو و جايين يتروشنوا عليا، مفكرنى اجنبيه علشان بتكلم شويه انجليزى، و صدق انى عملت فيهم كدا، و اعمل فى اللى يتشدد لهم كمان"
صاحت ايلين ببرود لينظر لها الضابط بغضب بسبب حديثها و نظراتها التى اغضبته.
"ما تتكلمى عدل يا روح امك"
صاح الضابط لتبتسم هى ابتسامه جانبيه مستهزءه.
" انا مش فاهمه ليه الكل واخد كلمه *روح امك* دى على اساس انها شتيمه، طيب ما انا فعلا روح امى، حتى انت يا باشا روح امك"
تحدثت ايلين ببرود موضحه وجهه نظرها ليحمر وجه الضابط بغضب.
"هاتى بطاقتك يا بت"
" مش معايا بطاقه"
ردت بتلقائيه و هى تزيل حقيبه الظهر من على كتفها مستعده لإكمال حديثها و لكن قام الضابط بسبقها و هو يضرب على سطح المكتب بكفه بغضب.
" ممعكيش بطاقه، طيب و شرف امك لتباتى فى الحجز انهارده"
"طيب و شرف امى ما هقعد ساعه واحده كمان"
صاحت ايلين هى الأخرى بوجه الضابط بغضب شديد، يمكنه سبها هى و لكن لا يمكنه المساس بأحد والديها، حتى انها لم تهتم لسلطته العسكريه و رتبته الكبيره فى الشرطه.
"فيه ايه يا محمد، ايه الدوشه دى؟ "
صاح ذلك الشاب الذى فتح باب المكتب و دلف للداخل ليقف له الضابط سريعا و هو يقوم بالتحيه.
"الهانم جايه ضاربه الأربع نطوعه دول، و بتقول دفاع عن النفس، و لما سألتها فين بطاقتك قالتلى ممعاييش بطاقه"
"ما هو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده"
صاحت الفتاه الوحيده بالمكان و التى كانت ايلين لينظر لها الجميع.
"طيب احكيلى من الاول كدا، انتى عملتى فى العيال دى كدا ليه؟ "
تسائل ذلك الشاب بنبره هادئه رزينه لتأخذ ايلين نفس عميق مخرجه اياه ببطئ.
" بص حضرتك، انا كنت واقفه بصور كام صوره لانى بحب التصوير، واحده اجنبيه جت جمبى و سألتنى على حاجه عند القلعه و لانى بتكلم انجليزى كويس رديت عليها، جم الشباب دول و اللى خساره فيهم كلمه راجل فى البطاقه قعدوا يغلسوا عليا، و يقولوا كلام ميتلبسش عليه هدوم، و يغنوا و يردوا على بعض و يقولوا هما بيحبوا الرجاله المصريه، و هما و لا رجاله و لا نيله، عملت نفسى مش سامعه و كل ما اروح فى حته يجوا ورايا، كل ما احاول اصور صوره يقفوا قدام الكاميرا، ده كله مفيهوش مشكله، لكن اللى فيه مشكله ان اللى دراعه اتكسر ده مد ايده عليا و حطها على وسطى، و اظن ابسط حاجه علشان ادافع عن نفسى انى اكسرله دراعه علشان قبل ما يمد ايده على بنت يفتكر اللى حصله، أصحابه مسكتوش و حبوا يعملوا أشباح عليا، علمت عليهم"
وضحت هى بهدوء و برود ليومئ لها ذلك الشاب متفهما.
" طيب و بطاقتك؟ "
تسائل ذلك الشاب بهدوء لتتنهد هى مره اخرى.
" الباشا مدنيش فرصه انى اكمل كلامى، حضرتك انا لسه جايه مصر امبارح، انا عايشه اغلبيه حياتى فى أمريكا، و كنت لسه هطلع الباسبور بتاعى و اقوله معايا الباسبور قل أدبه عليا، و جاب فى سيره امى، ترضى حضرتك حد يجيب فى سيره والدتك؟"
انهت حديثها بتساؤل ليبتسم ذلك الشاب بخفه و هو ينظر إلى الضابط الذى ينظر للأرض.
" لا مرضاش، احنا اسفين يا انسه، محمد باشا هيشوف الإجراءات كلها و يخلصها معاكى، و بعد كدا تحصلنى على المكتب، و اسفين مره تانيه"
تحدث ذلك الشاب بإبتسامه هادئه مغادرا لتخرج هى جواز السفر الخاص من الحقيبه معطيه اياه لذلك الضابط الذى جلس خلف مقعده مره اخرى.
انتهى الأمر بالصلح بين الطرفين، و اكتفت ايلين بما فعلته لهم من ضربات عده.
.
.
.
.
.
عادت ايلين مساءا لتدلف إلى المنزل بتعب لتجد والديها قد أتوا هم أيضا.
"هموت من الجوع، اكلونى"
صاحت ايلين و هى تذهب إلى والديها اللذان كانا يجلسا بغرفه الجلوس.
"ايه التأخير ده كله يا ايلين، هنموت من الجوع و احنا مستنيينك"
صاحت والدتها بعتاب لتتنهد ايلين بخفه.
"اسفه بس كان فيه حاجه كدا كنت بعملها، هدخل اغير على ما تحطى الاكل"
تحدثت ايلين بهدوء لتومئ لها والدتها بهدوء.
كانوا ثلاثتهم يتناولوا الطعام بهدوء ليقطع ذلك الهدوء حديث والدتها.
" صحيح خلصى اكل و وضبى شنطتك لسفر اسبوع"
تحدثت والدتها لتنظر لها سريعا مستغربه.
" ليه هنروح فين؟ "
تسائلت ايلين ليبتسم لها والدها بخفه.
" هنسافر البلد، هنقضى اسبوع فى بيت عيله الهوارى"
تحدث والدها بإبتسامه لتومئ له بهدوء فهى معتاده على أمر ذهابهم منذ أن كانت طفله.
"مش هتصدقى يا ايلى  زياد و مالك بيشتغلوا  ايه! "
تحدثت والدتها بحماس مصدوم لتنظر لها ايلين مستغربه.
"خمنى كدا يا ايلى"
تحدث والدها هذه المره لتبتسم لهم بخفه تاركه الطعام من يدها.
" امم زياد شخصيه مسيطره كدا و قويه، اظن اشتغل ظابط، و مالك شخصيته مرحه بس خوافه شويه، ممكن يكون اشتغل مهندس، أو محاسب"
تحدثت ايلين ليبتسم والديها على ما قالته و هم يومئوا لها بالنفى لتقطب حاجبيها.
"زياد،بقا رجل أعمال زى باباه، و مسك هو شركه من شركات باباه و بقيت تحت مسئوليته، و الشركه دى حققت شهره كبيره على اسمه، و عمل سمعه كويسه ليه فى السوق"
تحدث والدها لتومئ له بهدوء، فهى لم تتفاجئ إلى حد ما، فشخصيته القويه تؤهله إلى اكثر من مجال، لذلك هى لم تتفاجئ بما قاله والدها.
" مالك بقا،حتى ان اتصدمت لما عرفت، بيشتغل ظابط زى باباه، و كل الناس بتشكر فيه و فى ذكائه، و كل الناس بتشهد انه مبيخافش من حاجه"
حسنا هنا كانت الصدمه، أيعقل ما تتفوه به والدتها الان؟!
"مالك؟ مالك اللى اعرفه! مالك اللى كان بيستخبى ورايا من العيال؟!"
صاحت ايلين غير مصدقه لتقهقه والدتها عليها و هى تومئ لها مؤكده على حديثها.
" هو مالك"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"

عائله الهوارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن