Part 17

9.5K 580 31
                                    

أمسكت ريم بيد ايلين بقوة و هى تعافر فى اخذ نفسها بينما زياد نظر لها بقلق و مالك فقط ينظر لها و لتلك الفتاه المذعوره هى الاخرى.
أشارت ريم على حقيبتها لتومئ لها ايلين بسرعه و هى تعبث فى حقيبتها حتى أخرجت جهاز التنفس من الحقيبه واضعه اياه فى فاه ريم التى استعملته سريعا.
"روحينى"
همست ريم بضعف إلى ايلين التى اومأت لها بسرعه ناهضه و هى تساعد ريم على النهوض هى الاخرى بينما تلك الفتاه الغريبه فقط تنظر لهم و بالأخص لريم.
"ماما بيجلها الحاله دى لما بتتوتر او بتخاف او بتضغط على اعصابها"
همست الفتاه إلى نفسها و هى تتابع ريم التى تسير أمامها بإستغراب.
كان مالك على مقربه من تلك الفتاه حتى أنه استمع إلى ما قالته ليزداد فضوله اتجاه ريم و اتجاه تلك الفتاه و والدتها.
خرجت ريم و هى تخبئ وجهها فى كتف ايلين التى تقوم بإسنادها حتى صعدت بسياره زياد الذى انطلق سريعا إلى منزل ايلين.
"طيب نروح المستشفى؟"
تسائل زياد و هو يتوجه إلى منزل ايلين و لكن ريم اومئت بالنفى و هى تسند رأسها على كتف ايلين مغمضه عيناها بإستسلام.
فتحت ريم عيناها و هى تعبث بحقيبتها لتخرج جهاز الاستنشاق من حقيبتها مره اخرى مستنشقه منه لتتنفس براحه متحدثه بهدوء.
"ابقى فكرينى اشترى لانها خلصت"
اومأت ايلين سريعا بالايجاب بينما زياد نظر لهم من خلال المرآه الاماميه و مالك فقط ينظر أمامه بشرود.
"انت كنت عايز تقولى ايه؟"
تسائل زياد لينظر له مالك بهدوء و هو ينفى بخفه متحدثا.
"مفيش،رجعنى بقا لقدام الشركه علشان اخد العربيه و اطلع على الشغل"
" مش انت يا ابنى اجازة انهارده؟"
تسائل زياد بإستغراب ليومئ له مالك متحدثا.
"فيه حاجه افتكرتها و لازم اعملها"
اومئ زياد له بلا مبالاه و هو يقود سيارته بإتجاه الشركه مره اخرى.
.
.
.
.
.
نظرت ايلين إلى ريم الجالسه أمامها بنظرات قويه كأنها تنظر داخل روحها بينما ريم تلعب بأصابعها بتوتر.
"ممكن بقا افهم سبب توترك ايه؟"
"انا مش متوتره و لا حاجه "
" ريم"
صاحت ايلين بنفاذ صبر و هى تغلق عيناها حتى لا تتفوه بشئ و تندم عليه بعد ذلك لتتحدث مره اخرى.
"ريم، انتى ضيق التنفس ده مش بيجيلك غير و انتى متوتره او خايفه من حاجه، البنت اللى جت دى تبقى مين؟ و خوفتى اوى كدا ليه لما جابت سيره مامتها؟ "
تنهيده قويه خرجت من فاه ريم لتنظر لها ايلين بتركيز منتظره حديثها، و بالفعل لم تتأخر ريم على الاجابه.
"البنت تبقى اختى، و خوفت لان مامتها تبقى امى"
نظرت ايلين قليلا الى ريم تحاول استيعاب ما قالته منذ قليل متحدثه.
" انتى بتتكلمى جد؟! "
" تقريبا! "
" يعنى ايه تقريبا، ما هو يا اه يا لا، ايه تقريبا دى بقا؟!"
صاحت ايلين بقوة فى وجه ريم بنفاذ صبر لتنظر لها ريم بتشوش متحدثه.
" انا كانت اول مره اشوف البنت دى و مامتها لما كنا فى النادى، كانت مشتركه فى مسابقه السباحه و هى اللى كسبت، كان عندى فضول اشوف الام العظيمه اللى بتشجع بنتها على هوايتها، و شوفتها، حسيت انى شوفت نفسى فى المرايه يا ايلين، لولا بس الاختلافات البسيطه اللى بينا كنت صدقت فعلا انى واقفه قدام مرايه مش واحده تانيه، خرجت من النادى و انا حاسه ان دماغى وقفت من التفكير، و تانى مره شوفت البنت دى كنت فى المستشفى و فى نفس اليوم "
" ثوانى كدا، مستشفى ايه؟ و انتى ايه اللى يوديكى المستشفى اصلا؟ "
تسائلت ايلين بفضول لتتنهد ريم بقوة متحدثه.
" ما انا لما خرجت من النادى عملت حادثه، عربيه خبطتنى"
" نهار ابوكى اسود، ابوكى بس! ده نهار اللى خلفوكى كلهم اسود، و مقولتيش ليه؟ "
" هقول ايه ما انا كويسه قدامك اهوه "
" و الله انا لو اتشليت هيبقى بسببك انتى"
" اكمل و لا اسكت؟"
"كملى يا آخره صبرى، كملى و أفضل احوش جوايا علشان انفجر فى وشك فى الاخر"
صاحت ايلين لتقلب ريم عيناها بعدم مبالاه متحدثه مره اخرى.
" عارفه من جبروت الست دى لقيت انها عندها ولد دكتور فى المستشفى كمان، و من حبروتها الزياده مسميه بنتها ريم"
صمتت ريم قليلا بينما ايلين تنظر لها بألم و حزن لتعاود ريم حديثها.
" هى شافت حياتها و كونت اسره تانيه و نسيتنى، نسيت هى سابتنى لوحدى فى ايد راجل عامل ازاى، صعب انى اشوفها و صعب انى اواجهها، انا عارفه انى لازم هواجهها فى يوم من الايام بس مش دلوقتى، على الاقل لما احس انى هبقى كويسه و انا واقفه قدامها، علشان اقدر اسمع مبرراتها اللى ايا كان هى ايه مش هتصلح اللى جوايا من ناحيتها، لأنها واحده غريبه عنى، و انا مبعرفش اتعامل مع حد غريب عنى"
انهت ريم حديثها ناهضه دالفه إلى المرحاض  لتنظر إلى انعكاسها فى المرآه.
هى تحدثت عن جزء مما تعانى منه، لم تتحدث عن معاناتها بالكامل و لكن جزء بسيط فقط، و لكن ذلك الجزء البسيط جعلها تشعر براحه لا بأس بها هى أزالت القليل من ما كان يثقل كاهلها.
.
.
.
.
.
مر يومان و أتى يوم الجمعه سريعا، الساعه الخامسه صباحا خرجت ريم من العقار التى تسكن به برفقه ايلين و عائلتها و هى تهرول بسرعه بينما تحمل حقيبه ضخمه على ظهرها.
"نزلت من البيت و هى بتجرى، و فيه على ضهرها شنطه كبيره"
"الحقها و أفضل مراقبها من غير ما تحس"
تحدث مالك بغضب مكبوت فى الهاتف مع ذلك الشخص الذى كلفه بمراقبه ريم طوال اليوم.
"رايحه فين فى الوقت ده و شايله شنطه كبيره على ضهرك! لو اللى فى دماغى صح و ربى ما هرحمك"
حدث مالك نفسه و هو يقوم بمناوبه ليليه اليوم فى العمل.
.
.
.
.
.
" اسفه على التأخير "
صاحت ريم و هى تهرول مقتربه من ذلك الشاب و الفتاه التى كانت اتفقت معهم من قبل.
"عادى و لا يهمك، انتى متأخرتيش اصلا، احنا لسه واصلين"
تولت الفتاه الاجابه على ريم بينما ذلك الشاب اومئ لها بهدوء.
"معاكم اللبس، صح!"
اومئ لها الاثنان بسرعه لتشير لهم بإتباعها ليتبعه الاثنان بهدوء.
بدل الاثنان ملابسهم لتتولى ريم وضع المكياج للفتاه التى تفاجئت بمهارتها فى وضع المكياج كذلك لتبدأ بإلتقاط الصور وسط قهقهاتها برفقه الاثنان اللذان احبا روح الدعابه الخاصه بها و طريقتها المرحه فى الحديث و فى جعلهم يسترخوا لإلتقاط الصور المميزة.
"الصور بقا هتبعتيها امتى؟!"
تسائلت الفتاه بعد أن بدلت ملابسها و انتهوا من التقاط الصور.
"انا هبدأ شغل عليهم علطول، ادينى من يومين لتلاته و ان شاء الله هبعتهوملك علطول"
أجابت ريم بهدوء و ابتسامه بسيطه لتومئ لها الفتاه لينضم لهم زوجها بعد ذلك.
"الفرح بعد اسبوعين، لو الشغل بتاعك عجبنا هتبقى انتى المصوره بتاعه الفرح"
تحدث الرجل الوحيد لتومئ له ريم بهدوء و ابتسامه خافته.
غادرت ريم متوجهه إلى مطعم للوجبات السريعه لتخرج بعد قليل من الوقت متوجهه إلى ذلك الرجل الذى يراقبها منذ وقت طويل مناديه عليه.
"بس بس "
نظر لها ذلك الرجل لتتقدم ريم منه بإبتسامه ماده يدها بحقيبه الطعام متحدثه.
"خد كل ،انت معايا من الصبح و مأكلتش حاجه كل علشان تقدر تفضل تحت البيت مركز"
انهت ريم حديثها معطيه الطعام لذلك الرجل و هى تغادر لينظر لها بصدمه.
قام ذلك الرجل بإخراج هاتفه متصلا بمالك الذى أجاب على الاتصال سريعا.
"يا باشا دى طلعت عارفه انى براقبها بقالى فتره، دى جابتلى اكل"
أنهى الرجل حديثه رافعا حقيبه الطعام أمام وجهه بإستغراب ليتنهد مالك بقوة منهيا ذلك الاتصال بغضب.
.
.
.
.
.
مرت ثلاث ايام و كانت ريم تعمل على الصور التى قامت بإلتقاطها للزوجان اللطيفان.
"يا ريم ورينى بقا الصور، انتى قولتى انك مش هتوريهوملى غير لما تخلصى، و انتى قولتى انك خلصتيهم على الغدا"
تحدثت ايلين بطفوليه لتتنهد ريم بخفه و هى تمد هاتفها إلى ايلين متحدثه.
"خدى اتفرجى لحد ما اعمل كوبايه نسكافيه، اعملك معايا؟"
اومأت ايلين و هى تعبث فى الهاتف بإبتسامه واسعه كالاطفال لتغادر ريم الغرفه و هى تحرك رأسها بقله حيله.
رقم غريب ظل يقوم بالاتصال على هاتف ريم لتجيب ايلين الاتصال و لكن المتصل لم يعطيها فرصه للحديث.
"بتعمليلى بلوك يا ريم، فاكره انى هسيبك كدا يعنى، و الله يا ريم ان ما روحتى جلسات الكيماوى بتاعتك لهقول لأيلين على كل حاجه، الدكتور قال انك لازم تاخدى الكيماوى علشان نقدر نسيطر على الورم لكن انتى متخلفه و سيباه ينتشر براحته، يا ريم بالله عليكى روحى الجلسات، انا عارفه انها هتبقى صعبه بس لازم تروحى، لو فيه امل و لو ١٪ انك هتعيشى اتمسكى بيه مش تسيبى كل حاجه كدا، بلاش استسلام بالله عليكى "
" ايلين انا مش لاقيه لبن، تشربيه بلاك؟ "
دخلت ريم إلى الغرفه فجأه و ايلين واضعه الهاتف على اذنها بعد أن استمعت لكل شئ لتنظر إلى ريم بصدمه.
" هى عرفت من امتى؟ "
" مين معايا؟ "
اتاها الرد فى الهاتف بسرعه لتصيح ايلين بغضب.
" بقولك هى عارفه من امتى"
" من يوم ما سابت الشغل فى الشركه، و الله انا حاولت معاها كتير انها تروح الجلسات بس هى اللى مش راضيه، و مش راضيه كمان تروح تكشف تانى و......."
قامت ايلين بإغلاق الهاتف فى وجه المتحدث و التى كانت نور لتلقى بهاتف ريم بقوة على السرير ناهضه متقدمه ببطئ حتى وقفت أمامها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"

عائله الهوارىWhere stories live. Discover now