Part 15

9.9K 616 38
                                    

لحظات من الصمت و النظر الى تلك السياره المجهوله التى وقفت فى هذا المكان و بذلك الشكل الغريب حتى فتح باب السياره و نزل سائقها متوجها إلى ريم.
"يلا"
تحدث مالك بملامح جديه و هو يمسك بذراعها جاذبا اياها خلفه حتى السياره و لكن الشابان كان لهما رأى اخر.
"انت واخدها و رايح على فين، البنت دى تلزمنا"
تحدث احد الشابان و هو يقف أمام مالك الذى مازال ممسك بيد ريم موقفا اياها خلفه.
اخرج مالك سلاحه النارى من خلف خصره مشهرا اياه فى وجه الشابان متحدثا ببرود.
"حاولوا تاخدوها"
تراجع الشابان للخلف بخوف ليقوم مالك بسحب ريم جاعلا اياها تصعد بالسياره ليصعد هو الاخر منطلقا بالسياره ليخرج هاتفه متصلا بشخص ما ليتحدث ببرود.
"انا لقيتها و جايين على البيت، كلم الكل و قولهم"
أغلق الهاتف ملقيا اياه على مقدمه السياره أمامه بينما يزيد من سرعه السياره.
ارجعت ريم ظهرها للخلف ناظره من النافذه التى بجانبها بشرود و صمت.
.
.
.
.
.
فتح الباب التى كانت تستند عليه فجأه لتعود إلى الواقع و هى تعتدل سريعا ناظره حولها بعدم فهم ليتحدث مالك ببرود.
"انزلى وصلنا"
نظرت له ريم بهدوء لتنزل من السياره ليقوم مالك بغلق الباب بقوة ليسير أمامها و هى فقط تتبعه بهدوء دون التفوه بحرف واحد.
وقفا أمام باب المنزل و ريم تشعر بالثقل فى جسدها بأكمله و التشوش أصبح يسيطر على خلايا عقلها و لكنها تجاهلت هذا الشعور.
فتح الباب ليدلف مالك اولا لتتبعه ريم التى تسير ببطئ حتى لا تسقط أرضا بأى وقت.
رفعت ريم رأسها تنظر حولها بتشوش من كم الأفراد الهائل الموجود داخل المنزل فى هذا الوقت المتأخر.
لاحظت معالم آدم الغاضبه، رأته و هو يتقدم اتجاهها و يقف أمامها و يبدو عليه انه يصرخ بوجهه بغضب شديد  و لكن طنين اذنيها لم يجعلاها تستمع لاى شئ.
صمت آدم فجأه و نظر لها بخوف و توتر بينما هى رؤيتها أصبحت تتشوش و توازنها بدأ يختل.
شعرت ريم بذلك الشئ البارد ينساب من أنفها لترفع يدها متلمسه اياه لتجدها دماء قانيه و كان ذلك اخر شئ رأته قبل أن يسقط جسدها أرضا كما تسقط أوراق الشجر فى فصل الخريف.
.
.
.
.
.
تحركت ريم بعنف أثناء نومها لتصرخ ناهضه و هى تجلس على سريرها.

وضعت ريم يديها على وجهها و هى تبكى بذعر و خوف ليفتح باب الغرفه لتهرول ايلين لها بسرعه محتضنه اياها و هى تربت على ظهرها بهدوء حتى هدأ بكاء ريم لتبتعد عن ايلين بهدوء.
نظرت ايلين بقلق إلى ريم التى تتنهد بخفه و هى تمسح على وجهها بأيدى مرتعشه لتتحدث ايلين.
"ريم انتى كويسه؟"
اومأت لها ريم بخفه و هى تنهض متوجهه إلى المرحاض و لكنها توقفت ناظره إلى ايلين متحدثه بهدوء.
"ايلين هو انا لو مت هتفتكرينى و تدعيلى؟"
"انتى بتقولى كدا ليه؟ "
"مفيش"
توجهت ريم إلى المرحاض غالقه الباب خلفها بينما ايلين ظلت تنظر إلى الباب المغلق قليلا قبل أن تنهض ذاهبه إلى والديها تعلمهم بأمر استيقاظ ريم.
.
.
.
.
.
وقفت ريم تنظر إلى وجهها فى المرآه، تنظر لشعرها و لحاجبيها العريضان و رموشها الكثيفه الطويله.
نظرت لملامحها الشاحبه و شفتيها البيضاء و هيئتها التى تبدلت من يوم و ليله، و سؤال واحد تكرر فى عقلها، ترى كيف ستصبح هيئتها فى الأيام القادمه.
فتحت صنبور المياه مالئه كفى يديها بالماء لتقوم برش وجهها لتصدر منها شهقه خفيفه بسبب بردوه المياه.
خرجت ريم مبدله ملابسها و مخبأه شعرها أسفل وشاح رأسها جيدا لتخرج للجميع بإبتسامه باهته لتقابلها نسرين بإعتنائها بها كأنها ابنتها و هى من قامت بإنجابها، قابلها آدم الذى ابتسم بوجهها مناغشا اياها بمرح كأنها ابنته حقا، قابلتها ايلين التى ظلت تقفز حولها كالطفله الصغيره و ريم اختها الكبرى، قابلها حضن جدى ايلين و اللذان يعاملاها كحفيدتهم.
ابتسمت ريم بهدوء و هى تنظر للجميع كأنها تقوم بحفظ ملامحهم، لتدرك انهم سيتذكروها دائما.
.
.
.
.
.
كانت ريم تجلس بغرفه الجلوس تنظر أمامها بشرود و لا تشعر بأى شئ يحيطها لتقوم ايلين بلكزها بخفه متحدثه بهدوء.
"عيله الهوارى كلهم جايين كمان خمس دقايق علشان يطمنوا عليكى، كلنا كنا قلقانين عليكى امبارح، موبايلك مقفول و احنا منعرفش عنك حاجه، و بالأخص اونكل جاسر علشان حس بالذنب لأنك مختفيه من ساعه ما مشيتى من الشركه و الرجاله كلهم نزلوا يدوروا عليكى بالليل و الستات فضلوا هنا علشان لو رجعتى يتصلوا بيهم، كلنا كنا على اعصابنا لحد ما زياد اتصل بطنط نورسين و قالها ان مالك لقاكى و جايين على البيت، يا دوب الكل رجع و مالك و انتى رجعتوا بعديهم علطول، بابا لو كان زعقلك فهو زعق علشان كان خايف عليكى، و خاف اكتر لما لقى مناخيرك بتنزف و اغمى عليكى، بس طنط ريتال طمنتنا و قالت انك كويسه، اغمى عليكى بس من الإجهاد و ان نزيف مناخيرك ده ممكن يكون ضغطك عالى "
تحدثت ايلين دفعه واحده بينما ريم تتابعها بهدوء لتبتسم بوجهها بخفه متحدثه.
" ربنا يخليكم ليا"
كانت ايلين على وشك الحديث و لكن رنين جرس المنزل جعلها تتوجه للباب فاتحه اياه لتجد عائله الهوارى بأكملها أمامها، من أكبر فرد بها، حتى أصغر فرد بها.
دلفوا جميعا ليلقوا التحيه على اسره ايلين بالكامل و على ريم كذلك لتقوم نسرين بمساعدة ايلين بواجب الضيافه.
" لا مش عايزة"
رفضت ريم كوب العصير من يد نسرين التى نظرت لها بحزن و قلق متحدثه.
"ريم انتى مأكلتيش حاجه من الصبح و كدا مش كويس"
"مش عايزه و الله"
انتى عامله رجيم و لا ايه؟ "
تدخل مالك بالحديث لينظر له الجميع بينما ريم اومئت له بخفه ليبتسم بإستهزاء متحدثا.
"ليه انتى قربتى تموتى و لا ايه"
نظرت له ريم بهدوء بينما الجميع نظروا له بغضب لتتحدث ريم بهدوء.
"محدش ضامن عمره، انا دلوقتى قاعده معاكم، مين عالم بكرا هبقى فين، انا هقوم اشرب"
نهضت ريم متوجهه للمطبخ بينما مراد لكز ابنه بغضب متحدثا و هو يضغط على أسنانه.
"لطخ،هتفضل طول عمرك بهيم و مبتعرفش انت بتتكلم ازاى"
"انا مقصدش حاجه و الله"
برر مالك سريعا ليعطيه والده نظره غاضبه بينما الكل تجاهله حتى عادت ريم مره اخرى.
" انتى عامله ايه دلوقتى يا ريم؟"
تسائلت ليليان بإبتسامه هادئه لتبادلها ريم الابتسامه متحدثه.
"بخير الحمد لله، انا اسفه أنى تعبتكم كلكم امبارح، بس الموبايل فصل و سرحت و انا قاعده على البحر و مأخدتش بالى من الوقت، اسفه أنى القتكم معايا"
"اه و انا لو مكنتش لحقتك امبارح مكنش حد عارف كان ايه اللى هيحصلك من العيال السكرانه"
تحدث مالك بإستهزاء لتنظر له ريم بينما الجميع نظر لها بصدمه.
" علفكره انا بعرف ادافع عن نفسى كويس، و لو كنت بتشوف و بتسمع كويس كنت شوفت صاحبهم و هو عمال ينوح زى النسوان، انا مكنتش مستنيه عمل حضرتك البطولى ده اذا كان بطولى من الأساس، انت كل اللى عملته انك طلعت المسدس بتاعك و وريته لشويه العيال اللى خافوا منه و جريوا زى الفيران، و مفكرتش و لو للحظه انهم ممكن يكون معاهم مسدس هما كمان و كان حد من الموجودين يموت بسبب فعلك المتهور، و علفكره اى حد كان ممكن يعمل إللى عملته و اقل كمان، يعنى انت معملتش انجاز و كمان ملكش جمايل عليا، يا ريت تكون فاهم حاجه زى دى"
تحدثت ريم ببرود و هى تطالع مالك الذى ينظر لها بغضب شديد متحدثا.
" علفكره انتى قليله الذوق"
" بعضا من ما عندكم "
بإبتسامه بارده أجابت ريم بسرعه لينظر لها مالك بقوة و بغضب ليتحدث جاسر جاذبا انتباه الجميع له.
" ريم،انتى اجازة من الشغل يومين تستريحى فيهم و اليوم التالت اشوفك على مكتبك"
"انا مش هشتغل تانى"
نظر الجميع إلى ريم بصدمه لينظر لها جاسر بهدوء متحدثا.
" انا عارف اننا غلطنا فى حقك، بس اى حد مكانا كان هيعمل كدا"
"بس مش اى حد كان هيشك فى ثقتى و يخونى من البدايه من قبل ما يتعامل معايا اصلا، ما علينا، انا مش هشتغل فى شركات تانى، انا نشطت الصفحه بتاعتى على النت و عملت عروض حلوة و نزلت كام سيشن انا كنت مصوراه، و هخلى وقتى كله للشغل بتاعى، و ابقى حره نفسى و محدش يتحكم فيا و لا يشكك فيا"
" انت موافق على كلامها ده يا آدم؟! "
تدخل زين فى الحديث ناظرا إلى آدم الذى ابتسم بهدوء متحدثا.
" انتوا خسرتوا موظفه هايله و ده بمزاجكم، هى هتيجى تشتغل معايا انا، انا اولى بالموظفه القمر دى يا اخى"
" لا يا دومى انا هشتغل زى ما قولتلك، و لو مشتغلتش كويس هبقى ادور على شغل تانى، كدا كدا انا هحتاج مصاريف كتير الفتره الجايه"
"ليه؟"
تسائلت ايلين قاطبه حاجبيها بإستغراب لتنظر لها ريم قليلا لتبتسم متحدثه بهدوء.
" علشان ناقصنى معدات كتير لسه مجبتهاش"
اومئت ايلين بخفه بينما ريم شردت بتفكيرها قليلا لتعود إلى الواقع بسبب لكز ايلين لها.
" فيه ايه ؟"
تسائلت ريم و هى تنظر إلى ايلين التى أشارت بإتجاه جاسر الذى تحدث مره اخرى.
"بقول لو حابه ترجعى فى اى وقت مكتبك موجود"
اومأت ريم بخفه بإبتسامه هادئه لتنتهى السهره اخيرا ليذهب الكل فى وقت متأخر.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
بارت بمناسبه ال٥ آلاف متابع💃❤️

عائله الهوارىWhere stories live. Discover now