الحلقه السادسه عشر

Start from the beginning
                                    

مريم كان عندها جامعه لكن مكنتش مركزه في اليوم ده نهائي وقلبها مش مطمن.. خافت تروح له قبل الجامعه يزعق لها خصوصا لو مكنش حصله حاجه وكان مثلا موبايله فاصل زي عادته.. استنت لحد ما خلصت يومها في الجامعه ورنت عليه تاني وهي في المواصلات لأنه مرحش وصلها ولا جابها النهارده وهو رد عليها وكان صوته تقيل أو مكنتش فاهمه هو بيتكلم كده ليه...
مريم: يوسف... أخيرا رديت..؟ انت فين وليه مكلمتنيش امبارح طول النهار؟
يوسف: معلش.. نتكلم في وقت تاني يا مريم..
مريم: وقت تاني ازاي يعني.. انت فين طيب ومالك؟
يوسف: تعبان شويه وفي البيت ومتجيش..
مريم: مجيش ازاي.. تعبان مالك يا حبيبي؟
يوسف: يوووه يا مريم..هكلمك لما أفوق..
مريم اول مره يوسف يتكلم معاها كده.. كان بيبقي تعبان وكان بيقولها أن انتي دوايا.. كان بيبقي زهقان من الدنيا كلها ومضغوط وبيسيب كل ده ويفصل عن الدنيا كلها ويجي بين ايديها هي.. المره دي ماله..؟ مش فاهمه حاجه لكن قررت انها تروحله..
يوسف قفل معاها ورمي الموبايل.. اول مره مش قادر يكلمها ولا يسمع صوتها.. مش عايز يشوفها.. قرفان من نفسه قرفان من كل حاجه حوليه.. قام غير ملايه سريره وحطها في الزباله وكان عايز يولع في الحمام وفي البيت كله لمجرد أن رقيه لمسته أو حصل بينهم حاجه فيه..
رجع تاني علي الكنبه وبعد ربع ساعه لقي الباب بيتفتح ومريم دخلت وقفلت الباب وراها.. شافته قدامها وراحتله بسرعه ومسكت ايديه وهي قاعده جنبه: حبيبي مالك.. تعبان فيك ايه؟
يوسف مبصلهاش ومردش عليها.. مكنش عايزها تيجي.. مش قادر يبصلها.. مريم حطت ايديها علي دماغه ولقته فعلا سخن جامد: يوسف انت مولع.. ايه اللي حصل لكل ده..؟
مريم خافت بجد عليه وهو مكنش حاسس نهائي بجسمه اللي سخن فعلا واتكلم من غير ما يبصلها: انتي جيتي ليه؟
مريم مستغربه من لكنته دي: عشان أطمن عليك.. ما اكيد مش هتقولي تعبان وهستني مكاني يعني؟..
يوسف: طيب ارجعي البيت وتاني مره تسمعي كلامي..!
مريم قلبها وجعها.. مش بس هو مش عايزها جنبه.. ده مش راضي يبصلها.. مدت ايديها ومسكت دقنه ولفت وشه ليها وعينيهم أتقابلت في نظره طويله.. مريم كانت بتبص له بعتاب بحب بخوف.. ويوسف مكنش حتي قادر يحدد هو شايفها ازاي دلوقت؟ ازاي قادر يبص في عينيها!!.. مريم صوتها طلع حزين: اول مره حبيبي يكون مش عايزني جنبه..؟ انا زعلتك في حاجه؟
يوسف: لا يا مريم.. لكن عشان خاطري.. امشي دلوقت وانا هفوق وهرجعلك..
مريم جت تتكلم تاني بس يوسف زعق مره واحده: قلت أمشي دلوقت..!
مريم أنتفضت مره واحده وقامت مسكت شنطتها ودموعها علي خدها وطلعت من البيت بتجري وهو فضل مكانه ورجع تاني حط وشه بين ايديه ونفخ بغضب..
بقلم/ ايمووو

عدي أسبوعين علي الوضع ده ويوسف مختفي محدش يعرفله طريق.. مريم كل يوم بتروح بيته وتفتحه وتفضل فيه علي امل أنه يرجع مفيش فايده.. كانت بتدخل تحضن هدومه وتشم ريحته فيهم وهي بتوهم نفسها أنه جاي ومبيجيش.. مكنتش عايزه اكتر من أنها تطمن عليه.. تشوفه وتعرف أنه كويس مش طالبه حاجه غير كده.. كل يوم كان بيعدي عليها بسنه وهي متعرفش ده من إيه وليه فجأه قرر يختفي..دموعها مكنتش بتجف ومحدش كان حاسس بوجع قلبها غيرها هي..
يوسف كان حابس نفسه في شقه خدها يومين إيجار وساب الشغل أو قدم استقالته ومحدش يعرف البيت ده غير اتنين.. محمود لأنه أقرب صديق ليه.. وشهاب يوسف قاله عشان يعتذرله عن الموقف اللي حصل بينهم في بيته وحكاله اللي حصل.. مكنش عايز يحكيله بس هو شاف بنفسه رقيه عنده.. قاله أنه ميعرفش ايه اللي حصل بينهم هو مش فاكر أي حاجه وشهاب قاله أنه مصدقه وعارف أخلاقه.. وكان هو كل يوم بيجيب اكل ومشروبات ليوسف اللي طبعا كان بياكل منهم حاجه بسيطه جدا وساعات مبياكلش.. مهموم طول الوقت مش عايز يشوف ولا يتكلم مع حد ومعظم الوقت نايم..
وبين كل ده وده كان بيحس بتعب في منطقه معينه عنده وكان بيهمل الموضوع نهائي ومش فارق معاه.. يوم بعد يوم التعب كان بيزيد وهو كان بيهرب بالنوم أو مش عارف ليه كان بينام كتير كده.. طب والحل! هيفضل لحد امته هربان حتي من نفسه.. شايف إنه عمل غلط كبير وضميره مش راضي يرحمه.. هو شخص واحد اللي هيحتويه ويعرفه يعمل ايه! هو اللي هيقوله يتصرف مع مريم ازاي لأنه اكتر حد فاهم علاقتهم وهو خاله شاهين..
بص حوليه لقي الأكل قدامه وحس أنه جعان جدا وكل لكن جه يقوم يقف مقدرش في وجع جامد عنده.. غصب علي نفسه ووقف ودخل الحمام واتصدم أنه عنده ورم.. الموضوع زاد عن حده أوي ولازم يكشف لأن الألم غير طبيعي.. فكر وقال يمكن ده عقاب من ربنا أنه بيأذيني في نفس الحاجه اللي غضبته بيها.. لازم يفوق لنفسه مش هيستسلم بالشكل ده.. خد دش ساقع ولبس هدومه وعمل سيرش عن دكتور امراض ذكوره قريب وعرف مواعيده وراح له وقرر بعدها أنه هيروح لخاله يتطمن عليه ويحكيله...

أخر أيام الحب Where stories live. Discover now