الحلقه التالته

19.1K 607 126
                                    

أخر ايام الحب
بقلم / ايمان حجازي
ايمووو
الحلقه التالته..

في مدينه نصر بالقاهره تحديدا شارع رمسيس نزلت مريم مع والدتها من إحدي عيادات دكاتره الأسنان المشهوره اللي كان زميل والدتها بحكم انها كانت دكتوره في الجامعه..
في الوقت ده كانت مريم لسه عندها ١٦ سنه وكمان شهر هيبقي ١٧ ، مامتها دخلتها العربيه بتاعتها لأنها كانت لسه عامله عمليه في أسنانها وتعبانه
والدتها وفاء: مريم اقعدي هنا في العربيه لحد ما أخلص كام حاجه وأرجعلك
مريم بتعب: انا عايزه أروح يا ماما لو سمحتي تعبانه ومحتاجه ارتاح.
والدتها بصرامه نوعا ما: قلت هخلص كام حاجه وأرجع لو تعبانه نامي في العربيه لحد ما أرجع مش عايزه تنامي معاكي موبايلك اتسلي بيه اعملي أي حاجه وانا كلها ساعتين وراجعه.
مريم زعلت جدا لكن متقدرش تعترض والدتها لأنها كانت صارمه معاها شويه وكل حياتها عباره عن الجامعه وشغلها ومنصبها كدكتوره جامعيه وبس أما مريم فهي موفرالها كل حاجه، فلوس بيت كويس موبايل، لابتوب، لبس .. كل حاجه معاها الا حاجه واحده وهي وجود الأم..
والدتها مشيت وقفلت عليها العربيه ومريم حست انها وحيده جدا حتي في لحظات تعبها والدتها مش حاسه بيها أو عمرها ما لقت حد قريب منها للدرجه دي ويحس بيها من غير ما تطلب، أفتكرت والدها اللي مات وعيطت ، كان نفسها يكون موجود لأنه كان بيحبها جدا وحنين عليها أوي
مريم حست بخنقه وبصت حوليها من شباك العربيه وفتحت العربيه ونزلت وهي بتمسح دموعها وبصت حوليها بخوف شويه لأنها علي قد ما هي مبتحبش الخنقه لكن برضه بتخاف من الناس ومن الاماكن الجديده والمفتوحه ودي كانت أول مره تيجي مدينه نصر ومتعرفش حاجه ولا حد فيها لأنها عايشه في الزمالك..
فضلت تتلفت حوليها وعجبها المكان اللي هي فيه ورفعت عينيها لبعيد شويه لقت مبني مكتوب عليه "ام حسن" وده مكان كانت بتشوفه دائما في التليفزيون واتفاجئت أنه قدامها، فرحت جدا ومشيت بسرعه وهي مش واخده بالها ونسيت خوفها والناس وقعدت تلف حولين المكان بأعجاب ورجليها سحبتها شارع ورا شارع كل شويه تشوف مباني جديده برضه بتشوفها في التليفزيون وحاجات بتثير أعجابها وتخليها تمشي تروحلها لحد ما فضلت ماشيه اكتر من نص ساعه ولأول مره تحس انها حره نفسها وفضلت تغمض عينيها وتفتح دراعتها للهواء اللي حست أنه بيحضنها ومره واحده محستش بنفسها إلا وهي بتخبط عربيه وقعتها وفرت شويه علي الأسفلت لكن جت سليمه ومجرالهاش حاجه بس الحادثه دي فوقتها من الحاله اللي كانت فيها
ناس كتير أتلموا عليها ومريم بتهز دماغها وعايزه تصرخ وتقولهم يبعدوا هي خايفه منهم ومش بتحب حد يقرب منها أبدا وفعلا بعدتهم عنها وقامت بعيد عنهم وهي بتصرخ: أبعـــــــدو عنـــــي!!!!!
الناس بعدت وقلقت منها، مريم بصت قدامها ولاحظت انها مش شايفه حاجه ، متعمتش لكن مش شايفه اشكال الناس اللي حوليها وكأن الدنيا كلها مغيمه، حطت ايديها علي عينيها وعرفت السبب لأنها ملقتش النضاره وهي طبعا مبتشوفش غير بيها وده خوفها اكتر فصرخت بعياط: النضــــــاره!!!!!؟؟؟؟
الناس بصت حوليها ودورت علي الأرض وفعلا لقتها بس العربيه اللي خبطتها كانت داست عليها وكسرتها كلها
في واحد قرب منها وقالها: معلش يا بنتي نضارتك اتكسرت قوليلي انتي منين وإحنا نوصلك؟
مريم خافت أكتر وحست أنها هتموت من كتر الخوف واكتشفت أنها مشيت كتير جدا وده مش شارع رمسيس اللي كانت فيه ولا شايفه قدامها والأهم من كل ده أن في ناس كتير حواليها وهي بتترعب منهم
حضنت دراعتها ومشيت لقدام وطبعا لانها مش شايفه وقعت علي الأرض لما خبطت في الرصيف والناس قربت منها تاني وواحد تاني اتكلم: يا بنتي لو انتي مش شايفه قوليلنا عايزه تروحي فين دماغك متعوره لو انتي مش واخده بالك واحتمال تكون عايزه تتخيط
وجوده قريب منها خلاها تخاف اكتر وتحديدا لما قالها أن دماغها متعوره وضمت رجليها وبعدت عنه بخوف وطلعت تجري وبرضه وقعت تاني والناس اتلمت عليها تاني وفي الوقت ده مريم انفجرت من كتر الخوف وهي بتصرخ جامد: أبعـــــدو عني محدش يقـــــرب مني محدش يلمسنــــي!!
الناس فعلا بعدت لأنها فكرتها مجنونه لأن مفيش واحده عاقله في سنها تعمل اللي هي بتعمله ده ومريم مشيت بالراحه بعيد عنهم ودخلت في الشارع اللي جنبه لأنه كان هادي ومفيهوش ناس كتير ومعظمه عربيات مركونه علي الجانبيين
حطت إيديها علي العربيات وراحت عند تاني عربيه اللي كانت مركونه جنب الحيطه فرق بينها وبين الحيطه مسافه صغيره جدا يدوب تدخلها وفعلا دخلت جواها لأن جسمها رفيع وقعدت علي الأرض بعد ما هربت من الناس وضمت رجليها وفضلت تعيط وطبعا دماغها بتجيب دم وكذلك بوقها وهي في المكان ده محدش شايفها
بقلم/ إيمان حجازي
إيمووو

أخر أيام الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن