الفصل الثاني عشر

3.6K 112 0
                                    

الفـصـل الثـانـي عشـر .

----

- فتح باب المنزل بـ هدوء تام ، ثُم سمح لها بـ الدخول فـ اتبعته دون حديث او جِدال .. و اتبعها الي الداخل قبل ان يغلق خلفه البـاب ، ابتسمت هي بـهدوء وقالت :-

- شُكراً جداً يـ مُهاب علي وقفتك معايـا .

- نفي حديثها بـ سُرعه و قال :-
العـفو يـ هديـر .

- دقق النظر بـ عينيها اكثر ، أيُعقل لـ تلك الدرجه يُغرم بها ، فـ قد كان يحلم مراراً و تكراراً ان يراها وجهاً لـ وجه و ها هو تحقق الحُلم ، فـ اردف قائلاً :-

- هتصدقيني لو قُولتلك ان انـا مُش مصدق نفسي .. اخيراً يـ هدير قابلتك ..

- هبطت دموعها واحده تلو الاُخري ، فـ حلت الصدمه عليه ، حاول تهدئتها قليلاً ، مهلاً هو لم يسألها عن حالها و عن خروجها هكذا بـ شكل مُفاجئ حتي قالت هي :-

- مُهاب .. انا هربت من أهلي ..!!

- اتسعت عينيه من الصدمه ، و ظل يدور بـ خاطره سؤال واحد فقط .. لماذا تركت المنزل لـ والديها ..!!

- فـ سألها :- ليـه يـ هديـر عمـلتي كِده ..

- بكت بـ حِرقه اكثر و قالت :- مُهاب انا كدبت عليك فـ حاجه .. انا اهلي مش هاي كلاس زي مـ انت فاكر ولا بابا بيسافر .

- نهض من موضعه الذي كان امامها و قال لها :-
- نـعـم .. !

- اومأت له بـ تأكيد علي حديثها السابق :-
صدقني غصب عني .. لو كُنت قولتلك الحقيقه مكنتش هتقبل تكمل .. مكنتش حتي هتسمعني ، و انت طوق نجاتي الوحيد من اهلي يـ مُهاب

- من عادته انه لا يحكم علي احد قبل سماع اسبابه اولاً فـ قال لها بـ جمود و غضب حاول مراراً ان يُخفيه عنها فـ مُقابلتهم الأولي  :-

- فهميني الموضوع كله من الاول

- اومأت له و اكملت قائله :-
- بابا موظف حكومي عادي .. و ماما ست بيت ، عندي اخت اصغر مني شويه ، الظروف صعبه جداً و بابا مكانش قادر انه يصرف علينا و يدوب كملنا تعليم بـ العافيه .

ثم اكملت بـ بُكاء شديد :-
- بعدها انا اتخرجت و ملاقتش شُغل ، جالي عرسان كتير و رفضتهم عشان كل اللي بيجلي عايزني اربي عياله او متجوز و مراته مش بتخلف ، وافقت علي العيشه و قولت اهلي و هستحمل كلامهم ، بس من فتره جالي عريس خليجي و هيتجوزني هنا عُرفي و هقعد هنا و هو كُل مـ يجيله مزاج هينزل مصر يشوفني ، حاولت افهمهم ان انا رافضه العيشه دي و رافضه ده كله عشان انا بحبك يـ مُهاب .. بحبك حتي و انت بعيد عني .

- التفت إليها بعد ان كان ينظر إلي النافذه بـ شرود تام و قال لها :-

- مش عارف اعمل معاكِ اي .. انا كُنت مستني اللحظه اللي هشوفك فيها بـ فارغ الصبر مكنتش متخيل ده كله يحصل و تطلعي بتكدبي عليا كمان ..!!

روايه " الزُمرد "  سلمي عيسوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن