. الفصل السادس عشر .

ابدأ من البداية
                                    

- اصعدي إلى السطح و انتظريني هناك.

أمسكت بكُمّ قميصة بسبابتها و ابهامها،
- إلى أين؟
- يجب أن أتأكد من أنكِ في أمان.
- ماذا ستفعل؟
- لا أدري بعد.
- دعني أرافقك.

هز رأسه رفضا،
- وردة-

قاطعته قائلة،
- سأقف خلف الجدار و لن أصدر صوتا. أريد أن أسمع بنفسي حديثهما.

تنهد تاج في استسلام ثم أومأ موافقا،
- حسنا. لك ذلك.

وضع تاج القفة بالقرب من السلالم التي تؤدي إلى السطح، ثم غادر الحديقة خلفه. اتجه يسارا، و كفّه على الجدار، يمررها على كل حجر مع كل خطواته حذرة يخطوها، بينما كانت وردة خلفه، تتبعه في صمت.

أخذ صوت الرجل يتضح أكثر فأكثر كلما اقترب الإثنان من حافة الجدار.

- أ تقولين أن فتاة ما باعت لكِ هذا الحصان؟!

أجابه صوت مرجانة،
- تماما. و اشترت مني بالمقابل حصانا آخر.
- أظنها فعلت ذلك لتضللنا!
- تضللكم؟! و لماذا تفعل فتاة صغيرة ذلك بجنود المملكة؟!
- لأنها هاربة.
- يا ويلي! ما الذي فعلته؟
- لا شيء مهم يا سيدتي. فقط أخبريني، أ كانت برفقة أحدهم؟

اختفى صوت مرجانة لوهلة قبل أن يعود،
- كانت وحدها.

أسند تاج ظهره للجدار، ثم التفت إلى وردة ليتبادلا نظرات شبه متفاجئة. ثم أعاد انتباهه سريعا إلى صوت الجندي.

- أ متأكدة أنها كانت وحدها؟!
- أجل. متأكدة.
- حسنا. و هل أخبرتك إلى أين هي ذاهبة؟
- قالت انها سترافق القافلة إلى الغبراء.
- قافلة؟
- أجل، لقد إنطلقت هذا الصباح.
- و أي طريق سلكت تلك القافلة؟
- الطريق إلى مدينة السهل الأحمر. ستحط هناك كعادتها لمدة بضعة أيام، ثم ستنطلق برفقة مسافرين آخرين.
- حسنا. شكرا لك يا سيدتي.
- العفو يا بني.

أطلّ تاج برأسه من خلف الجدار بعد أن اختفى صوت الجندي، و اعتلى صوت صهيل الحصان، فبدى له الجندي يمتطي فرسه، ثم ينطلق بعيدا.

استدار إلى حيث تقف وردة ثم تمتم قائلا،
- لا يصدق! لقد ساعدتنا العمة مرجانة!

اكتفت وردة بمبادلته بنفس نظراته المذهولة، ثم أسرعت و طلت بدورها لتتأكد من مغادرة الجندي. ثم كشفت عن نفسها للعجوز التي كانت لاتزال واقفة عند الباب.

تبسمت مرجانة ثم تقدمت نحو ضيفيها،
- عدتما؟

سأل تاج و هو يقترب من موقفها،
- من كان ذلك الرجل؟
- قال إنه جندي من القصر.
- و ماذا كان يريد؟

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن