. الفصل الثالث عشر .

Start from the beginning
                                    

أشارت لهما العجوز مرحبة،
- تفضلا بالدخول. تصرفا و كأنكما في بيتكما.

ثم غادرت يسارا، حاملة قفة الخضار، نحو باب مفتوح يكشف عن مطبخ صغير متواضع. و عادت بعد بضع ثوان فارغة اليدين، لتجدهما لايزالان واقفان.

استفهمت،
- لما لا تجلسان؟

شرحت وردة قائلة،
- ملابسنا كلها غبار. من الأفضل أن نغير ثيابنا أولا قبل الجلوس.

تفحصت العمة مرجانة ثيابهما،
- لا بأس. يمكنكما الإستحمام أيضا إن أردتما.

ثم اتجهت نحو باب مغلق بالقرب من باب المطبخ، و فتحته قائلة،
- ها هو ذا الحمام. يمكنكما استخدامه.

شكر تاج مستضيفتهما، ثم خرج إلى الحديقة ليعود بأمتعتهما.
سلم الأميرة حقيبتها، ثم أعلم العجوز قائلا،
- سأستحم بالخارج ان كان ذلك ممكنا.

استغربت العجوز وهي تنقل عينيها بينهما، ثم أفصحت،
- لابأس بدخولك معها! أ لستما زوجين؟!

افتر ثغر وردة عن ضحكة حاولت أن تخفي بها ارتباكها، لكنه انكشف في نبرتها لحظة أجابت،
- لا. لا! لا! لسنا زوجين!

نظف تاج حلقه ثم أضاف على كلامها متلعثما،
- نحن.. صحيح.. لسنا متزوجين! فقط.. رفيقان في السفر. فقط.

خيم صمت مربك على المكان، و العمة تنقل نظراتها بينهما و هي ترفع كلا حاجبيها، كالمندهش الذي يشك في شيء ما.

نظفت وردة حلقها وهي تحاول جاهدة الحفاظ على ضحكة عادية لا يشيبها شعور بالتوتر او بالإحراج، لكنها استسلمت لحظة شعرت بنظرات تاج عليها، فاستأذنت من مرجانة، دخلت الحمام، و أغلقت الباب خلفها.

أعاد تاج نظراته إلى صاحبة البيت، فقابلته بابتسامة صغيرة، عَلِم منها أنها ربما تكون قد اكتشفت مشاعره تجاه وردة.

بادلها بضحكة مرتبكة، ثم نظف حلقه قبل أن يستأذن،
- سأذهب أيضا.. لأستحم.

أومأت له ثم أفسحت له الطريق، و وقفت تراقبه يغادر موقفه بخطوات سريعة نحو الباب.

و ما أن خرج حتى همست لنفسها ضاحكة،
- ما ألطفهما!

.....

خرجت وردة من الحمام مرتدية قفطانها الذي احتفظت به في حقيبتها، و على رأسها ثوب خفيف مطرز يغطي بعضا من شعرها، وهي تحمل بين يديها دلوا تضع فيه ملابس سفرها المغسولة.

خرجت إلى الحديقة بحثا عن مكان مناسب لتعليق ثيابها، لعلها تجف قبل أن تنطلق و تاج مجددا.
وجدت حبلا بدايته مربوطة بغص شجرة قريبة من البيت، و نهايته مربوطة بشجرة بعيدة قليلا.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now