. الفصل الثاني عشر .

Start from the beginning
                                    

نزل تاج من على ظهر حصانه، ثم اخراج وعاء الشرب من حقيبته، و أخرج قلادة مرزوان. اتجه نحو النهر و ملأ الوعاء، ثم استخدم القلادة مجددا، ليتفقد حال قائد الجنود.

تقدمت وردة باتجاه تاج، الذي وقف يراقب الصور التي كشفت عنها قلادة مرزوان المتوهجة لحظة اختلطت بالماء.

التفت إليها ثم أنزل الوعاء لتتمكن من مشاهدة قائد الجنود برفقة جنديين، يتقدمان وسط غابة بدأ الظلام يخيم عليها.
سألت،
- أين هم الآن؟!
- يقطعون غابة النضير. يبدوا أنهم يسلكون طريقا مستقيمة و لا يلتفتون عنها!

ضمّت جسدها بذراعيها،
- إذا كل ما علينا هو الإبتعاد أن الطريق المستقيمة.

هز رأسه موافقا،
- قد نتأخر قليلا لكن لا بأس.

أومأت وهي تمسح احدى ذراعيها بكفِّها، ثم عادت إلى حيث تركت جوادها، التقطت سلهامها و ارتدته، ثم لفته حول جسدها جيدا.

قال تاج وهو يقترب من موقفها،
- الجو بارد الليلة.
- بل أصبح البرد يزداد كل ليلة! يجب أن نتوقف في أقرب مدينة لشراء ملابس دافئة.
- حسنا.

ثم أضاف وهو يشير إلى الأشجار،
- سأذهب لجمع بعض الأغصان لنشعل النار.

أومأت ثم أمسكت بلجام حصانها،
- و أنا سأربط الأحصنة، أطعمها و أسقيها.

أومأ لها مبتسما فبادلته بنفسها، قبل أن يغادر.

.....

كانت الأميرة قد غفت تحت إحدى الأشجار، بعيدا عن النار، و عن تاج الذي استمر في الجلوس أمام اللهيب المتراقص، مسندا ظهره إلى جدع شجرة، وهو شارد الذهن.

و لم يستيقظ من شروده إلا عندما سمع هديل حمامة، فأسرع في الوقوف و هو يتفحص السماء بعينيه، بحثا عن مصدر الصوت. لكن سرعان ما أنزل بصره و التفت يمينا، عندما سمع صوتا يقول،
- أنا هنا.

تصنم لوهلة وهو يبادل نظراتها المتأسفة بنظرات شبه متفاجئة، ثم أخيرا نطق و هو يسير نحوها،
- لمار.

طأطأت رأسها قليلا،
- آسفة لأنني تركتك هكذا فجأة.

ابتسم وهو يراقب حركاتها المرتبكة، منتظرا منها ان ترفع رأسها،
- ليس و كأنها أول مرة تغادرين فيها هكذا!
- آسفة.

ربت على كتفها،
- لا بأس! يجب أن أعتذر أيضا على ما بدر م-

قاطعته قائلة،
- ظنك كان في محله.
- أي.. ظن؟

أغلقت عينيها و زفرت في صمت و كأنها تحاول التخلص من ضيق في صدرها،
- أخاف.. أن يقع قمر الزمان في حب إحداهن. لأنني.. سأشعر و كأنني.. فقدته.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now