. الفصل العاشر .

Start from the beginning
                                    

وقف السلطان عن مقعده ثم قال،
- استعد يا مرزوان، و اختر جنديان من بين جنودك لمرافقتك. ستنطلق عصر هذا اليوم للبحث عن وردة، و لا تعد إلى القصر إلا و هي معك.

أومأ قائد الجنود قائلا،
- أمر يا مولاي.

ضربت وردة الماء بيدها في غضب،  فتشتت الصورة، ثم غادرت موقفها متجهة نحو الأريكة، جلست متأففة، تنفث الثواران الذي ضاق به صدرها.

أخرج تاج الخنجر من النافورة، ثم مسح عليه بكلتا يديه فاختفى التوهج و عاد الخنجر الى سابق عهده.
تقدم على مهل باتجاه الأميرة، ثم سأل،
- ماذا نفعل الآن يا وردة؟

قالت وهي تهز ساقها في توتر،
- نغادر. و نختبئ جيدا في كل مكان نتوقف فيه.

ثم أضافت،
- لن أسمح لمرزوان بالعثور علي.

اقترب تاج من الأميرة، ثم جلس بجانها، و أصابعه المرتبكة تلعب بالخنجر.
- من يكون.. مرزوان؟
- إنه.. قائد جنود الملك.

ثم أضافت،
- و بمثابة أخ لي أيضا.

أومأ تاج مستوعبا، ثم قال بعد تردد،
- لقد سمعته.. و هو يجادلك في غرفة البرج، عندما طلب منك التوقف عن اختلاق القصص.. و العودة إلى رشدك.

أغلقت عينيها لبرهة،
- لهذا بالضبط لا يجب أن يعثر علي. يجب أن أثبت له بأنني صادقة في كل ما أخبرته به.
- لا عليك. سنصل إلى الغبراء قبل أن يتمكنوا من الوصول إلينا.

التفتت إليه مستفهمة،
- كم يوما سنستغرق في الطريق؟

قال بعد أن ناولها خنجر السلطان،
- هذا يعتمد علينا. فإذا أسرعنا في التقدم ، ليل نهار، و أخذنا قسطا صغيرا من الراحة كل ليلة، نستطيع أن نصل الى قصر الملك شهرمان خلال ثلاثين يوما، او ربما أقل.
- حسنا إذا.

ثم قامت عن مكانها، ليتبعها.
حملت حقيبتها على كتفها، بعد ان وضعت خنجر والدها بداخلها، ثم اتجهت نحو حصانها. فلحق بها تاج وهو يسير خلفها بتأني، نظراته شبه مشوشة و شفتاه مفتوحتان و كأنه يرغب في قول شيء ما.

وضعت وردة حقيبتها على ظهر جوادها، ثم مسحت على رأسه قبل أن تشرع في فكّ لجامه المربوط بجدع الشجرة.
وقف تاج بجانبها، ثم سأل بعد أن تراجع عن ذلك طويلا،
- هل لي أن أسألك؟

أومأت موافقة دون ان تلتفت إليه، فسأل،
- ما الذي.. كنت تفعلينه في غرفة برج مهجور، بدلا من غرفتك في القصر؟

افتر ثغرها عن ابتسامة ساخرة وهي لاتزال تحاول فك الرباط،
- عاقبني أبي، و سجنني في غرفة البرج!

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now