. الفصل الرابع .

Start from the beginning
                                    

عادت إلى فراشها، ثم جلست بالجانب الذي وجدت فيه قمر الزمان أمس، مستلقيا، نائما، غائبا عن الوعي.

تحسست المكان بيدها متذكرة شكله و ملامحه، ثم همست لنفسها،
- من تكون يا ترى؟ من تكون؟!

.....

فُتِح باب الغرفة، ليدخل قائد الجنود بعد أن استأذن، و دخلت معه المربية ميمونة، و في يدها صحن فضي تغطي ما بداخله بغطاء فضي منقوش. ألقت تحية الصباح على صغيرتها وردة، وضعت ما أعدته لها من طعام الإفطار على الأرض، ثم أسرعت و ضمتها إلى صدرها، كما تضم الأم ابنتها، و هي تسألها عن حالها. ثم اعتذرت منها و من ابنها مرزوان و استأذنت لتغادر، ثم خرجت و تركتهما وحدهما.

ما ان أغلق الباب، حتى أسرعت وردة نحو مرزوان، و قد سمحت لتعابير وجهها بالكشف عن الحيرة التي تشعر بها.

سأل وهو يتفحص ملامحها في قلق،
- لماذا طلبتني يا وردة؟ تبدين.. مهمومة. ما الذي حدث؟!

فتحت شفتيها، لكنها لم تفصح عن شيء إلا بعد أن بادلته نظرات مترددة لمدة.
- ليلة أمس.. استيقظت بعد منتصف الليل ببضع ساعات، و وجدت شابا.. نائما بجانبي على الفراش.

عقد مرزوان حاجبيه،
- شاب؟! مستحيل!!

ثم سأل بعد أن درس عينيها المشوشتين،
- حسنا.. أ تعرفين.. من يكون؟!
- لا أدري! حاولت إيقاظه لأسأله من يكون، لكنه كان كالمخدر، لم يتحرك حتى!

ازداد استغرابه و كشفت ملامحه عن اضطراب أفكاره،
- إذا.. فأنتي لا تعلمين كيف وصل إلى هنا؟!
- تماما! كان الباب مقفلا، و الحرس عند باب البرج يحرسونه، كما أنني لم أرى أثر حصان أو عربة غريبة خارجا، ليلة أمس!
- أ متأكدة.. من أن الأمر ليس أضغاث أحلام؟

رفعت يدها و كشفت له عن الخاتم في إصبعها،
- لقد أخذت خاتمه منه. لقد كان حقيقة، و الدليل حول بنصري.
- و لماذا فعلتي ذلك؟!

نظفت حلقها، ثم أجابته متفادية النظر إلى عينيه،
- ظننت أنه.. يمثل دور المخدر، فخلعت عنه خاتمه.. فربما يستيقظ.
- ثم؟
- لم أنجح في إيقاظه، لكنني..

أضافت وهي تحاول تذكر ما حدث،
- غفوت فجأة!

أخذ مرزوان نفسا، ثم تقدم نحو الشرفة، تفحصها بعينيه، ثم اتجه نحو الباب و تفقده جيدا، ثم دخل غرفة البئر و تفقدها أيضا، و طل برأسه في البئر، لكنه لم يجد مدخلا، و لا أثرا يدل على أنه كان بداخل الغرفة شخص آخر غير الأميرة.

عاد إلى وسط الغرفة حيث ترك وردة، وهو لا يزال يتجول بعينيه في المكان.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now