تنهد بنفاذ صبرٍ حينها وقال:
-حسناً رين. سأرافقك فقط لمعرفة ما هو هذا الأمر المهم الذي تريد السفر إلى الشمال لأجله. من الواضح أنّ لديك هدفاً من الذهاب إلى هناك. وليومٍ واحدٍ فحسب.

قفزت بسعادة قبل أن أحضن رايان وأنطلق بسرعة مبتعداً عنه. لا أريده أن يفتح تحقيقاً معي الآن أو يطرح أي سؤالٍ آخر. المهم أنه وافق.
.
.
.
.

وبالفعل ها نحن ذا نجلس في مقصورة القطار المتجه إلى الشمال وكانت سيلين ريتشارد تشاركنا المقصورة. ارتديت وشاحاً سميكاً وقبعة صوفية بذريعة أن الجو بارد لأخفي ملامحي عنها.

فربما تتذكر لقاءنا في بداية هذا العام. ولكنها كانت تقرأ كتاباً ما ولم تنظر نحونا مطلقاً ومن الواضح أنها ليست من النوع الذي يبالي بالتعرف إلى محيطه أولاً. إنها تتجاهل وجود أحدٍ معها تماماً.

تابعت تحديقي بها خلسةً غارقاً في أفكاري حتى سمعت رايان يقول:
-هل أنتِ ذاهبةٌ لزيارة أحد أقربائك؟؟

كان يوجه كلامه لسيلين التي رفعت رأسها باستغراب نحوه قبل أن ترمقه باستنكار وتعيد نظرها إلى الكتاب متجاهلةً سؤاله تماماً.

ها قد بدأنا. أشفق عليها منذ الآن. فالتسلية المفضلة لدى رايان هي إزعاج الغرباء.

-آسفٌ حقاً. لم أكن أعلم أنك لا تستطيعين الكلام.

نظرتْ إلى رايان باستنكار مجدداً وقالت:
-أجل لا أستطيع الكلام. فاتركني وشأني أيها المتطفل.

ابتسم رايان بدهشة مصطنعة وقال:
-يا إلهي إنها معجزة إذاً. لقد جعلتك تنطقين.

رمقته الفتاة بغير تصديق لوهلة قبل أن تعيد نظرها إلى كتابها متجاهلةً أمره تماماً.

-إذاً أخبريني كم عمرك؟؟

لم ترفع نظرها نحوه أبداً وتجاهلته مجدداً فتابع قائلاً:
-دعيني أخمّن إذاً. في العاشرة ربما!!

لحسن الحظ أنني لست ضحيته كالعادة.

نظرت الفتاة نحوه باستياءٍ قائلة:
-أنا في الخامسة عشرة أيها المزعج.

ردّ رايان بدهشة مزيفة أيضاً:
-أنتِ أكبر مما ظننت. ولكنك تبقين طفلة صغيرة.

احتدت ملامح الفتاة كثيراً وقالت:
-لست طفلةً صغيرةً أيها العجوز المزعج.

ابتسم رايان وهو يقول:
-اسمي رايان آيتون. وأنتِ؟؟

ولكنها لم تجب فقال بسخرية:
-يبدو أنكِ تفضلين أن أناديكِ بالطفلة الصغيرة. لا مانع لديَّ إطلاقاً.

تنهدتْ بغضبٍ وقالت بحدة:
-أنا سيلين ريتشارد.

-إذاً ماذا تحلمين أن تصبحي في المستقبل؟؟

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now