الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى

Start from the beginning
                                    

- اتمنى لكِ حظاً موفقاً.

التفت اليه بآلية و تعابيرها تكاد تختنق حرجاً لتراه يلوح لها من خلف الزجاج ثم غادر تاركاً اياها مصدومة من فعلته ، حدقت بإطراف عينيها الى ساحة من حولها لترى ان معضم الطلاب يحدقون بها بإستغراب .

تحول وجه آليس الى الاحمر حتى انها لم تستطع رفع رأسها فموقف ادريان كان كمثل الام التي تودع ابنها في اول يوم له في المدرسة لكن الفارق كانت نبرته الساخرة و هو يصيح ، دفنت رأسها في الارض من الخجل و حضنت الكتاب بين يديها مكملة مسيرها نحو الداخل.

اثناء صعودها لدرجات الساحة أحست فجأة بثقل الاجواء من حولها حتى ان حركة الطلاب كانت غريبة نوعاً ما فقد توقف الجميع عن الولوج الى الداخل بل عادوا خطوات قليلة للخلف محدقين بشيء ذاته ، توقفت مكانها ثم التفت حتى تلقي نظرة وجدت ان كل الانظار تتجه نحو سيارة جيب التي لم تكن مؤلوفة من قبل.

زمت شفتيها مغمغمة و حدقت بالفراغ قائلة بتفكير:

- لماذا أشعر ان هذا حدث من قبل؟

هزت كتفيها بلا مبالاة و سارعت بدخول فلا نية لديها لمعرفة من الشخصية المهمة التي ستصبح حديث الجميع بعد لحظات ، مشت بثقة و لا مبالاة في الرواق وسط نظرات الجميع التي تنهشها دون ان تعيرهم اي لعنة فهذا قد أصبح روتينها اليومي الان.

وقفت أمام خزانتها التي غطتها الخربشات و بعض الكلمات البذيئة و قد أقسمت أنهم عبثوا بأغراضها ايضاً ، دحرجت عينيها بضجر و نفاذ صبر فأخرجت منديل معقم و حاولت مسح تلك الترهات قبل ان يراها معلم ، بعد ان أنتهت فتحت باب الخزانة ببطء مسترقة النظر اليها بعين واحدة بتوتر لكنه تحول الى البرود و وجوم عندما أدركت ان توقعاتها صحيحة.

دلكت جبينها بغيض مكتوم ثم سارعت بأخذ أحد الكتب لتصفع باب الخزانة بقوة و هي تمتم بلعنات و شتائم ثم حضنت الكتاب بين يديها و استدارت بكبرياء و غرور لا تعلم من اين اكتسبتهما.

أثناء سيرها حاولت إظهار ثقتها قدر المستطاع الا انها أحست بإختلاف الاجواء من حولها لكنها لم تبالي و تابعت حتى رأت أخيراً شخص كانت تبحث عنه بإستماتة في الايام الماضية لكن ابداً الظروف لم تسمح لها برؤيتها حتى اليوم ، ابتسامة ادريان لها منذ دقائق قطعاً لن تختفي مجدداً بل ستحاول المحافظة عليها قدر المستطاع.

لذلك عندما رأت هيذر تقوم بتفقد خزانتها قامت بإقتراب منها و الهمس بصوت يكاد يسمع:

- أتبعيني.

نبرتها جعلت هيذر تجفل ثم تلفت لها بسرعة راسمة علامات الذهول للحظات قبل ان يتحول الى إرتباك عندما رأت كم الجدية و حزم في عيني آليس فلم يكن منها غير إطلاق تنهيدة قصيرة مغلقةً الخزانة حتى تتبعها كما طلبت.

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now