الفصل الثاني والثلاثون

7.6K 322 27
                                    

أنا كنت قاعدة لا بيا ولا عليّا ولا حواليا، قررت اروح اكمل كتابة، بفتح الوورد لقيت في وشي ملف روحكِ تناديني، قولت اووووبس ده أنا مش نزلت الفصل عالواتباد، وروحت جيت جري عليكم 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️
ياريت بقى زي مانا سبت الكتابة علشان خاطركم تحطوا انتوا فوت علشان خاطري 😂😂😂😂

#روحكِ_تناديني

الفصل الثاني والثلاثون
قبل عدة ساعات
غير مبالي بالحادث الذي تعرض له منذ فترة قصيرة، دخل شريف غرفة مكتبه والغضب يطّل من عينيه..
وخلفه دخل عدد من الضباط والعساكر والقلق يعتلي ملامحهم.
ضرب على مكتبه بقوة اهتزت لها أجسادهم، هتف بنبرة لا تنذر بالخير:
«الآن.. حالاً، أريد تفسيراً لموته..
كيف يُقتل وهو بداخل السجن؟
أنلعب هنا؟»
وكلماته الأخيرة كانت بنبرة أكثر علوّ جعلت العرق يتصبب من جبينهم.
«ليُجيبني أحد!»
ابتلع الجميع ألسنتهم لا يجدوا ما يبررون به ما حدث!
يرتمي شريف على المقعد بهمّ، القضية تزداد صعوبة، وهو الذي ظن أنه بالقبض على جمال سيُنهي الأمر، خاصة بتهديد الأخير بالاعتراف بكل شيء، وبمقتله ازداد الوضع تعقيداً!
والمصيبة أنه قُتِل، أي أنه هناك جاسوساً بينهم يعمل لحساب حمدي وأمثاله!
مسح على شعره بضيق مفكراً في خطواته في الفترة الماضية، وأثناء شروده توقفت عيناه على سلسال يتدلى من يد أحد العساكر!
سلسال يحمل قطعة ذهبية على هيئة مفتاح، غريب الشكل.. يثير الريبة!
سأل عاقداً حاجبيه: «ما هذا الذي في يدك؟»
ازداد توتر العسكري وشريف يوجه له الحديث، هتف بتلعثم رافعاً ذراعه الذي يحمل السلسال: «لقد وجدناه في عنق المجني عليه سيدي، سنهاتف...»
يقاطعه شريف قافزاً من على مقعده، في ثانية كان السلسال بين يديه..
تحركت أصابعه على القطعة الذهبية ببطء متأملاً إياه، حتى وصل إلى بروز ما، حدق فيه جيداً قبل أن يضغط عليه، وكانت المفاجأة!
السلسال يحمل بداخله مفتاحاً!
تطلع شريف إلى ما تحمله يده بذهول، وكما توقع هيئة السلسال الغريبة ليست من فراغ، إنما هو مفتاح حقاً لإنهاء هذه القضية المستعصية!
لكن هذا المفتاح يفتح ماذا؟!
أمر شريف رجاله بالانصراف، يجلس على مقعده، والسلسال بين يديه، وعقله لا يكفّ عن التفكير!
ساعات مرت دون أن يدري، يحلل.. يتساءل.. يتوقع، حتى قفز في ذهنه شيء ما، فلم يأخذ وقتاً أكثر في التفكير، وسارع للتأكد من الأمر!
**********
قبلات كرفرفة الفراشات تنتشر على بشرتها الرقيقة، همسات مغازلة ووعود كثيرة تنطلق من شفتيه عليها..
وكل هذا وهي لا تشعر بشيء!
لا ترى أمامها سوى صورة عائلتها، والدها.. والدتها.. شقيقها، تسترجع مخيلتها مشاهدهم سوياً، لا تسمع أذنها سوى أصواتهم!
ضعفها.. هشاشتها.. استسلامها؛ أغروا حمدي وأفقدوه السيطرة تماماً..
تتحول رقته إلى أخرى متطلبة، لمساته الحانية تصبح أكثر جرأة، همساته المغازلة تنقلب إلى أخرى فجّة!
وكانت البداية...!
تسللت كلماته إلى أذنها، انتفض عقلها مستعيداً وعيه، تململ جسدها بين ذراعيه محاولاً الفرار..
يزمجر حمدي باعتراض، يحيطها بذراعيه مانعاً إياها من الابتعاد، لا يعي سوى جسدها الغضّ ولا يرغب سوى بالاستمتاع به!
وبزيادة حركاتها يزداد إصراره على امتلاكها؛ رجولته بمفردها هي المتحكمة به.
يهمس بنبرة أثارت اشمئزازها: «اهدأي حوريتي، أعدكِ ستستمتعي معي كثيراً، سأرضي جسدكِ الفاتن»
جعدت أنفها قرفاً، ضربته بذراعيها بأقصى قوة تمتلكها، ومع كل حركة تصدر منها تزداد شراسة حمدي وإصراره!
ضربته.. ركلته.. خربشته، قاومته بكل قوتها، إلا أن قوتها لا تساوي شيئاً أمام قوته!
دفعها بقسوة لتستلقي؛ لا يرى سوى رغبته فيها، وقبل أن تتحرك حورية ثبّت ذراعيها، حاوط ساقيها بساقيه، لتصبح مكبلة تماماً بين ذراعيه؛ لا قدرة لها على الحركة أو المقاومة!
وأمام همساته التي تعدها بالكثير والكثير، كانت تبتهل الله سبحانه وتعالى أن ينقذها مما هي فيه، هو القادر على كل شيء..
عدة ثواني كان حمدي يحاول فيها الوصول إلى شفتيها، بينما حورية تهز وجهها باعتراض تمنعه من الوصول إلى هدفه!
وأُعلِنت النهاية!
انتفض من فوقها وأحد رجاله يقتحم القصر، صائحاً: «سيدي الشرطة تحاصر القصر»
زاغت عينا حمدي بتوتر لا يستوعب قدوم الشرطة إلى منزله، وقبل اتخاذ أي رد فعل منه كان شريف ورجاله في وسط قصره، يحيطون به من كل جانب، ونبرة شريف المنتصِرة تتعالى:
«وأخيراً وقعت بين يدي يا.. باشا»
يتحرك حمدي بتخبط وسطهم، يصيح بصدمة: «ماذا يحدث؟
ماذا تفعلون هنا؟
ألا تعلموا مَن أنا؟
أقسم أن تندموا على هذا»
تحمد حورية الله على أنه نجّاها منه، غير مبالية بسبب وجود الشرطة هنا!
تحركت بحذر مقررة استغلال الفرصة والهرب، تتجمد في مكانها وصوت شريف يصل إلى أذنها:
«أنت بمفردك مَن ستندم يا حمدي، لقد وصلنا إلى دليل إدانتك، قتلك لجمال الغالي ضّرك أكثر مما أفادك»
«قتله، قتل مَن؟»
اتجهت أنظار حورية إلى حمدي، سألته بصدمة: «قتلت أبي يا عمي!»
يتولى شريف الرد بدلاً منه: «نعم قتله حتى لا يعترف عليه، لكن من حظنا أننا وجدنا مفتاح معلق في عنق جمال، ذلك المفتاح الذي أرشدنا إلى كل أوراق صفقاتهما المشبوهة»
ترنحت في وقفتها متذكّرة ذاك السلسال على هيئة المفتاح الذي كان يثير تساؤلاتها، وكانت تتعجب من ارتداء والدها إياه!
خطى شريف اتجاهه مبتسماً بظفر.
«جمال الغالي ترك أوراقاً تثبت تورطك في جميع عمليات المخدرات التي كان يقوم بها»
يفتح ذراعيه هاتفاً بنشوى: «وقعت بين يدي يا باشا، لن ينقذك منّي أحد»
يعدد على أصابعه بابتسامة واسعة، بينما حمدي ينظر له بشحوب: «تجارة المخدرات، جريمة قتل، و..»
ألقى نظر على حورية الواقفة على مسافة منهما بذهول، تتلقى صفعات الحياة لها باستسلام تام وقلب لم يعد بقادر على مواجهة المزيد!
«محاولة اغتصاب!»
«وما خفى كان أعظم»
هتف شريف ساخراً، موكلاً مهمة الكشف عن المزيد من جرائم حمدي لأصدقائه في الإدارات الأخرى..
بإشارة من إصبعه تحرك رجاله للقبض على حمدي، وسط صياحه واعتراضاته التي لم يبالي بها أيهم..
وهكذا لم يتبقى سوى القبض على سليم لإنهاء هذه القضية!
تقدم من حورية ملاحظاً حالتها الغريبة وضعفها الذي تظهره كل ذرة في جسدها، همس بتعاطف:
«أنتِ بخير يا آنسة؟»
ابتسامة غريبة احتلت وجهها من سؤاله، أي خير هذا الذي ستكون عليه بعد كل ما عاشته و.. ستعيشه!
ليأخذها الله فقط، حينها حقاً ستكون بخير!
«هل تحتاجين إلى مساعدة؟»
سألها بإلحاح عندما لم يحصل على رد منها..
تكتفي بالنفي بهزة من رأسها، تتحرك من أمامه بضياع، لا تدري إلى أين تذهب أو ماذا تفعل!
**********
بابتسامة مُعجبة اتجاه هذا البطل الذي تقريباً أنقذ حياة ابنتها من الموت، لا ينفك عن حمايتها ولو بحياته إن تطلب الأمر، قدّمت كاميليا القهوة إلى شريف، ثم جلست بجوار زوجها منصتة إلى ما يقوله بعدم فهم!
«استغرقت الكثير من الوقت الصراحة للتفكير في أمر المفتاح وأي خزنة يخصّ؟
خاصة وأنني لم أبحث عن وجود خزنة سرية لجمال الغالي من قبل إثر يقيني أنه عاجلاً أم آجلاً سيعترف، ليصبح فجأة المفتاح أداتي الوحيدة لكشف حمدي ومَن معه»
تربعت براءة في جلستها بحماس مركزة في كل حرف يخرج من بين شفتيه.
«لا اعلم لِمَ تذكّرت جملته بأن زوجته كانت تعرف بشأن عمله، وفكرة غريبة راودتني أن الخزنة ربما تكون في غرفة نومه!»
يرفع شريف كتفيه منهياً سرده لما حدث في الساعات الماضية: «وبالفعل وجدتها وتم القبض على حمدي بعد امتلاك أكثر من دليل ضده، ليس هو بمفرده، بل هناك أوراق تدين آخرين ذات مكانة عالية في البلد»
تتمتم كاميليا بإعجاب لم تستطِع السيطرة عليه: «أنت رائع، سريع البديهة»
تنحنح شريف بحرج بينما يطرق برأسه لأسفل دون تعليق..
صمتت كاميليا ونظرات زوجها الغاضبة.. المحذرة تصلها بوضوح.
غافلة عن كل هذا، قفزت براءة في مكانها، هاتفة بفرحة: «أي أنني سأغادر هذا السجن أخيراً»
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتي شريف إثر سعادتها، يومىء معلناً تحريرها، يوضح:
«لا خطر عليكِ بعد القبض على حمدي، أو يمكننا القول أن الخطر ليس كالسابق، سليم لا يستطيع الحركة بحريته ورجال الشرطة أجمعهم يبحثون عنه..
وحتى لو خاب ظننا واقترب منكِ، فسيكون وقع في شر أعماله، لأنكِ ستكوني تحت حراسة مشددة»
ثم يرفع يده بتحذير: «وإياكِ والهرب منها، وإلا حينها ستعودي إلى سجنكِ حتى يتم القبض على سليم»
ترفع براءة أكتافها بلا مبالاة، قائلة ببساطة استفزته: «والله إن لم يتدخل في عملي وأفعالي لن اهرب منه»
عقد شريف حاجبيه رافضاً تصديق ما تشير إليه.
«بالتأكيد لن تعودي إلى مغامراتكِ السابقة، أعني مطاردتكِ للأعمال المشبوهة وغيرها!»
تهتف ببراءة تماثل اسمها: «وإن لم افعل ذلك ماذا سأعمل؟»
وبينما شريف يكبح غضبه، يحاول الرد عليها بهدوء كي لا يثير عنادها..
مالت كاميليا على زوجها هامسة بصوت لا يسمعه سواه:
«سيكونا ثنائي رائع»
التفت إليها جلال بتعجب، تشير إليهما بعينيها، تتابع: «انظر إليهما، كالقط والفأر لا يكفّان عن مشاكسة بعضهما»
تغمز له هامسة بدلال: «ألا يذكّراك بأحد؟»
يبتسم جلال بحنين، يهمس شارداً: «يذكّراني بإحداهنّ كانت ستودي بي إلى الجنون في أول زواجنا»
تهمس بنفس الدلال الذي يليق بها: «والآن؟»
«أيعجبك ما تقوله براءة سيد جلال؟»
انتفض على حديث شريف، التفت إليه متنحنحاً بخفوت وقد نسى فيما كانا يتحدثان من الأساس!
«لم تتعلم بعد مما حدث، لن تتردد في إقحام نفسها في الخطر مرة بعد مرة»
تقفز براءة متخصّرة في وقفتها، تقول باستفزاز: «والله هذا عملي وعليك احترامه وتقبّله كما أنا أحترم عملك المفعّم بالمخاطر ولا أتدخل فيه!»
فتح شريف فمه ليرد عليها بغضب، إلا أنها قاطعته بقوة: «وإن كنت ترى عدم قدرتك على ذلك فالأفضل لك الانسحاب قبل أن تتورط مع متهورة مثلي!»
وركضت إلى غرفتها وابتسامة شقيّة على شفتيها، تماثل ابتسامة والدتها التي التفتت إلى زوجها مخبرة إياه بعينيها (أرأيت؟)
ينهض شريف بعنف غير راضي عن حديثها، يوجّه حديثه إلى جلال الدين بنبرة جاهد لتكون هادئة:
«أرجوك سيدي تحدث معها، ما تفعله خطراً على حياتها»
تبرق مقلتاه بتصميم بينما يتابع: «وأخبرها أنها لن تتزوج من غيري، لن اتركها»
وغادر وسط ضحكات كاميليا المستمتعة..
نظر لها زوجها بنصف عين، تمتم:
«ليعينه الله عليها، واضح أنه لن ينجو من الجنون كما نجيت!»
تحيط كاميليا عنقه، تهمس بنبرة مغوية: «أتنكر سعادتك مع مجنونة مثلها»
يضمها إليه قائلاً بعشق: «والله لا يضفي إلى حياتي لون سوى وجود هذه المجنونة»
ويطبع قبلة طويلة على جبهتها، قبل أن يهمس: «لا حرمني الله منكِ»
**********
تجمد مروان عند الباب محدقاً فيها بصدمة!
الحقيرة، عديمة الدم، تأتي إلى العمل بكل عين وقحة!
تحرك اتجاهها بعصبية واضحة، يقف أمام المكتب الجالسة عليه قائلاً بحدة:
«ماذا تفعلين هنا؟»
رفعت فريال نظراتها الماكرة إليه، قالت ببرود مستفز: «أتريد شيء سيد مروان؟»
سحبها من ذراعها ليدفعها إلى خارج المكتب، صائحاً بفقدان سيطرة: «اخرجي من هنا، لا أريد رؤية وجهكِ»
عقدت ذراعيها واقفة أمامه بتحدي أثار جنونه.
«أرغب في معرفة سبب طردي أولاً، أنا لم ارتكب أي خطأ!»
اقتربت منه ببطء حتى أصبح لا يفصل بينهما شيء، همست باستفزاز: «و من الأفضل لك إبعاد أي خلافات عائلية عن العمل لأن هذا سيضّر به!»
ولصقت شفتيها بأذنه هامسة بفحيح: «والدك لن يسعد أبداً بطردي.. أبداً»
رمقها مروان بحنق، ماذا ينتظر؟
لِمَ يستمع إليها؟
ليطلب لها أمن الشركة ليأتوا ويرمونها في الشارع!
تحرك بالفعل اتجاه مكتبه لينفذ ما يريد، توقف في آخر لحظة، إنها ليست بفكرة جيدة..
هذه الشيطانة أكيد ستفضح والده..
لا لن يطردها، بل سيبقيها هنا، أمام عينيه، حتى ينتقم منها أشد انتقام على ما فعلته بوالدته!
التقط هاتفه بعصبية عندما شعر باهتزازه، يأخذ نفساً قوياً وهو يرى اسم (لومي) يضيء شاشته، يجيبها بنبرة جاهد ألا تُظهِر غضبه.
«وعليكم السلام لمياء»

روحكِ تناديني (كاملة)Where stories live. Discover now