اقتباس من النيران 💃💃

982 18 1
                                    

الثانية بعد منتصف الليل
تقلبّ عمار في نومه الغير مريح على الأريكة يزفر أنفاسه باشتعال..
دفن وجهه في الوسادة يحاول السيطرة على أعصابه، لكن صورتها بهذا الشورت القصير الملتصق بفخذيها والتيشرت الذي لا يستر شيئًا من جسدها لا تغادر خياله!
أطلق زفرة أخرى من بين شفتيه بينما عيناه تتسللان وسط الظلام لرؤيتها، وعندما فشل في ذلك استسلم لرغبته المُلِحة ونهض مقتربًا منها..
خطواته بطيئة.. حذرة.. كي لا يُقلِق نومها..
وقف عند السرير يُشرِف عليها من علو..
عاد إلى مكانه الأول يلتقط هاتفه من على الطاولة المجاورة للأريكة، ثم وقف أعلى رأسها..
فتح كشاف الهاتف بُمرِر ضوءه على جسدها..
بأطراف أصابعه أبعد الغطاء عن نصفها العلوي، فظهر له جسدها أسفل ذلك التيشرت اللعين..
تركزت نظراته على بطنها، فزفر نفسًا ساخنًا بينما يبعد الغطاء أكثر لآخر ساقيها!
أصدرت إيمان صوتًا بينما تنقلب نائمة على ظهرها، فأغلق الكشاف بسرعة خوفًا من أن تستيقظ..
مرت تقريبًا دقيقتين قبل أن يطمئن لانغماسها في النوم فيعيد فتح الكشاف.
«هكذا الرؤية أفضل»
همس باستحسان ونومتها تلك تتيح له التلصّص كما يتمنى!
«يا رب»
لم يستطِع أخذ أنفاسه، مال عليها قليلًا وعيناه ترمقان كل ذرة في جسدها.
«قبلة واحدة سريعة، واحدة فقط، والله قلبي سيتوقف إن لم افعل»
خرج صوته خافتًا ورغبته فيها تصل أقصاها، فمال أكثر مستسلمًا..
قبلة واحدة سريعة كما وعد نفسه، ابتعد بعدها لاهثًا..
تأملها لثواني فرآها على نفس وضعها لا تحسّ بشيء، فتجرأ أكثر ليضع قبلة أخرى!
هذه المرة لم يبتعد، مُستمتِع بعدم شعورها بأفعاله!
«وتسخر من نومي الثقيل ابنة إسلام، لترى نفسها أولًا!»
طبع قبلة ثالثة شجعته على نيل المزيد..
يومًا ما سيخبرها عن أفعاله تلك ساخرًا من عدم شعورها بتعديه عليها!
«الرب راضٕ عنك يا عمار، دعوات نبوية أتت بثمارها»
ثم أخذ ينهل منها كما يحب ويريد، يفعل كل ما يحلو له وهي في عالم اللاوعي..
يختلط الواقع بالأحلام فتشعر أنها تطفو فوق السحاب!
بعد كثير من الوقت ابتعد مكتفيًا بما حصل عليه..
إحباطه السابق يتحول إلى كثير من الرضا، ورغبته أُشبِعت!
عاد إلى مكانه على الأريكة مغمضًا عينيه، يهمس بصبيانية:«أصبحت سارقًا يا عمار، تسرق القبلات بعد منتصف الليل!»
انقلب على جانبه يواجهها وسط الظلام الذي عاد يعمّ الغرفة بعد إغلاقه لكشاف هاتفه:«أحببت السرقة، سأمتهنها الليالي القادمة»
عضّ على شفته يسأل نفسه بفضول ضاحك:«هل ستكتشف أفعالي غدًا أم ستكون كالحمقاء؟»

**********

السابعة صباحًا
منذ شروق الشمس وهو مُستيقِظ، على الرغم من أنه لم ينَم إلا بضع ساعات تُعد على أصابع اليد الواحدة، لكن فضوله الشديد نحو رد فعلها عندما تستيقظ منعه من النوم أكثر..
وها هو على وضعه؛ يدعي النوم منذ ما يقارب الساعة!
تململت إيمان في نومها مُصدِرة صوتًا خافتًا دليلًا على استيقاظها، رمقها عمار من بين جفنيه بينما تنهض بكسل..
ووصلته تمتماتها المُغتاظة:«اشتهي يومًا يستيقظ فيه قبلي»
كبح ابتسامته بقوة وأغلق عينيه كي لا تنتبه إليه..
أرهف السمع إلى خطواتها في الغرفة، حتى اخترق صوت الباب أذنيه، فخمن أنها قد دخلت الحمام!
«يبدو أنها ستكون حمقاء»
نام على ظهره هامسًا لنفسه بتسلية..
يمنّي نفسه بليلة أخرى يقترب فيها كما يشاء!
«والله لو اكتشفت ستكون آخر ليلة في حياتي»
هز كتفيه بلا مبالاة، وتابع لنفسه:«لن تكتشف، فهي تبدو حمقاء تمامًا»
ثم مد يده يلتقط هاتفه، ليفتح أغنيته المفضلة التي تستفزها!

**********

داخل الحمام
جففت إيمان وجهها، ثم حدقت فيه من خلال المرآة..
قطبت حاجبيها وهي تلاحظ احمرار بشرتها الطفيف، لمسته حائرة، بينما تسأل نفسها:«لِمَ وجهي أحمر هكذا؟»
أرجعت الأمر إلى استيقاظها من النوم، أو ربما من تأثير المياه الساخنة!
خرجت من الحمام، مع تعالي صوت الموسيقى في الغرفة..

بونبوناية.. ملبساية..
يا سينيوريتا.. بسكوياتة..

«اصطبحنا»
تمتمت بتهكم..
فها هو اليوم الذي يستيقظ فيه بنفسه دون عناء منها، يُصدِّع رأسها..
«أغلِق الأغنية، الواحد لم يستيقظ بعد»
أشار لها عمار بالصمت، وقال بمزاج رائق:«لا تفسدي مزاجي منذ الصباح، لو لا تودين الاستماع اخرجي من الغرفة»
زمّت شفتيها بينما هو يأخذ أغراضه ويدخل الحمام، فاستغلت الفرصة لتبدّل ملابسها قبل خروجه..
وكلمات الأغنية تنفذ إلى قلبها قبل أذنيها، لا تنسى حديثه السابق عنها!
«عندما أتزوج ساجعل زوجتي ترقص على هذه الأغنية»
التقطت حجابها ببعض العنف، ووقفت أمام المرآة تضعه حول رأسها، فتلاحظ بشرتها التي لا تزال الحمرة تشوبها، فتشعر بالقلق..
«يا ربي ماذا حدث؟»
على كلماتها خرج عمار من الحمام، ليسألها بارتياب.
«ماذا حدث؟»
التفتت إليه مُصرحة عن قلقها:«انظر إلى وجهي، ألا يبدو أحمرًا؟»
أخفى ابتسامته مدركًا السبب!
دلكّ لحيته بفخر غير ملحوظ، وقال كاذبًا:«لقد شعرت بشيء يقرصني أثناء نومي، هذا سبب استيقاظي مبكرًا من الأساس»
وصدقته!
فهو منذ زواجهما لم يصحُ بمفرده في هذا الموعد..
كما أن بشرتها الحسّاسة سريعًا ما تتأثر بهذه الحشرات!
«لا اعرف من أين أتتنا هذه، سأرى ما يمكنني فعله»
هتف بامتعاض مصطنع، فأومأت باستحسان، ثم سارعت بالخروج من الغرفة هربًا من الأغنية التي تم إعادة تشغيلها تلقائيًا بعد انتهائها..
ومع خروجها انفجر عمار ضاحكًا، وأخذ يؤدي حركات بهلوانية، وهو يهمس بسعادة:«حمقاء، حمقاء، حمقاء»
ثم أخذ يدندن مع الليثي بصوت مُرتفِع فرِح..

آه لو تديني قطة، مش مستحمل يا قطة..
الرواية بتنزل على جروب الفيس (روايات آيه طارق)
هتلاقوا اللينك على صفحتي هنا ❤

روحكِ تناديني (كاملة)Место, где живут истории. Откройте их для себя