الفصل السابع والعشرون

7.7K 347 24
                                    

حطوا فوت قبل القراءة وكومنت بعد ماتخلصوا
باقي ١٠ فصول بالظبط والرواية تخلص، لو فرحتوني هخلصهالكم النهااااردة

بقلق شديد ووجه أصفر من الخوف اقتحمت مكتبه..
يرفع شريف رأسه متفاجأ من وجودها، يصرف العسكري الذي أمامه بسرعة بينما يرمقها بارتباك.
«أنتِ بخير؟
هل أذاكِ سليم؟»
جلست على المقعد المقابل لمكتبه، أوضحت له بفزع: «يريد إتمام زواجنا، أو على الأقل عقد القران.. في أسرع وقت»
لم يتأثر شريف بما قالته، بل على العكس ارتسمت على شفتيه ابتسامة جعلتها تشك في مشاعره نحوها!
كيف يحبها -كما يقول- ولا يتأثر عندما يعلم أن آخر يرغب بها؟!
يزيل شريف حيرتها بكلماته الهازئة: «كما كنت أتوقع، أفكارهما تقليدية للغاية!»
«كنت تتوقع؟»
سألته بعدم تصديق.
يتحرك ويجلس على المقعد المقابل لها، يميل بجسده للأمام، يقول بثقة لا يتهاون في نقلها إليها:
«بالطبع، منذ مكالمته مع حمدي وكنت أتوقع احتمالية لجوءهم إلى حل كهذا، فأنتِ ورقتهم الرابحة في هذا الوقت»
«وماذا سنفعل؟»
سألته بهدوء حلّ عليها فجأة، فمعرفة شريف بالأمر توضح أن لديه حل، وبشكل ما بعثت الاطمئنان إلى قلبها!
«بسيطة، عندما يتحدث معكِ في الموضوع مرة أخرى أخبريه أن والدكِ ليس من الأشخاص الذين يفضلون عقد القران قبل حفل الزفاف، وأنه لا يرضى سوى أن يكون العقد في نفس يوم الزفاف أو قبله بأيام قليلة..
وأنا سأرتب الأمر مع سيادة المستشار»
تسأله بتردد: «وإن.. وإن عرض أن يكون الزفاف في نفس يوم زفاف شقيقته مثلاً؟»
يهز رأسه نافياً، يقول بثقة: «لا اعتقد، أظن أنهم ينوون التخلصّ منكِ بعد هذه العملية، لذا الزواج لن يكون مفيداً، ولا تقلقي، كما أخبرتكِ سأرتب الأمر مع سيادة المستشار وهو مَن سيتصدى له»
تنهدت براحة، أومأت برأسها بفهم.
يشير شريف إليها ممازحاً، يقول بمرح:  «غادري، لدي الكثير من العمل تشغلينني عنه»
رفعت حاجبيها باستنكار، تجاهلت كلماته عمداً، وسألته بفضول:
«هل عرفت مكان التسليم؟»
يقول شريف بفظاظة: «لا دخل لكِ»
تجز على أسنانها بضيق..
من بعد المكالمة التي استمعت لها معه وهو يرفض إخبارها بأي تفاصيل، والأهم هو مكان التسليم!
أما شريف فكان يصّر كثيراً على هذا، هو يحفظها ككف يده، متأكد أنها لو عرفت مكان التسليم لن تتردد أبداً في التواجد مهما بلغ خوفها!
«غادري هيا لا وقت لديّ لكِ»
ضربت الأرض بقدمها رامقة إياه بغيظ..
يقابل نظراتها بأخرى.. مستمتعة!
سارت بخطوات عنيفة اتجاه باب المكتب، لتتوقف رافضة الرحيل هكذا، فتقرر.. إرباك مشاعره!
التفتت إليه محدقة فيه وهو يعود إلى ممارسة عمله، تقول بتصميم:
«شريف»
رفع نظراته إليها منتظراً، تقول بنبرة غلفتها الخوف رغماً عنها: «إن لم يصِبنا أي مكروه في نهاية هذه العملية، فأنا.. أنا»
تنحنحت لتبعد الخوف عنها وتُكسِب نبرتها بعض الدلال.
«أنا موافقة على الزواج منك»
وغادرت مغلقة الباب خلفها، تاركة إياه لا يستوعب ما قالته!
رمش شريف بعينيه أكثر من مرة وعقله يردد عليه كلماتها الأخيرة.
«أنا موافقة على الزواج منك..
موافقة على الزواج منك..
موافقة»
لقد وافقت، يا الله.. لقد وافقت!
قفز من على مقعده بلا شعور راكضاً وراءها، غير مبالي بأصدقائه الضباط والعساكر الذين ينظرون إليه بدهشة.
وقف في منتصف الطريق ملتفتاً يميناً و يساراً بضياع، قلبه يبحث عنها مع أنه متأكد مليون في المائة أنها رحلت!
الخبيثة.. تعمدت قول هذا والهروب لتتركه متخبطاً!
تظن أنها هكذا تنتقم منه لأنه لم يخبرها بمكان التسليم!
حسناً سيريها، والله ليريها ويجعلها تندم على هذه الحركة، سيحاسبها أشد حساب لكن.. بعد شكرها على منحها نفسها له..
سيشكرها ويحاسبها بطريقته!
وكم يتوق لهذه اللحظة!
**********
عنيدة، ذات رأس يابس، ولكنه يحبها!
اتصل بها للمرة المائة تقريباً، مع أنه يعلم أنه لن يحصل على رد منها!
ينتفض بلهفة ونبرتها النزقة تصله: «ماذا تريد يا كمال؟»
يجيبها مباشرة وبكلمة واحدة: «ما اسم الأتيليه؟»
تبتسم بينما تتأمل فستان فرحها على جسدها، تجيبه بدلال: «لن أخبرك، ولن تراني بالفستان إلا يوم الزفاف»
يبرطم كمال بعدة كلمات ممتعضة لم تلتقط منها سوى كلمة (قاسية)
ثم يستعطفها: «حسناً لا أريد رؤيتكِ، ارسلي لي صورتكِ فقط»
وهل هناك فرق؟!
«تحلم»
يتأفف بنفاذ صبر، ويصيح مستنكراً: «علام تتدللين بالله عليكِ؟
إنه ليس سوى فستان زفاف!»
تتعالى ضحكاتها موقنة أنه يتحدث من وراء قلبه، مدركة لهفته لرؤيتها بالفستان الأبيض.
«وطالما هو ليس سوى فستان زفاف؛ لِمَ تلحّ على رؤيته؟!»
يعود ويبرطم بكلمات أخرى مثيراً ضحكاتها أكثر..
يتوعدها من بين أسنانه:
«حسناً يا حورية، سأحاسبكِ على هذا»
تصدر صوتاً لا مبالياً، وتقول ببساطة: «افعل ما شئت لا أخاف منك..
والآن وداعاً فعليّ تبديل الفستان»
وأغلقت الخط وسط اعتراضاته والابتسامة تملأ وجهها.
تحين من كمال نظرة على الحقيبة البلاستيكية الملقاة على المقعد المجاور له بإهمال..
يلتقطها مصوراً ما بها، ثم يرسل الصورة لها مبتسماً بانتقام!

روحكِ تناديني (كاملة)Where stories live. Discover now