لحن الكاميليا || Camellia Melody

بدايات ونهايات

أقسم أنه تعمد هذا. يريد إحراجي أمام الجميع. ربما هو ينتقم لما فعلته به أو على الأغلب هو فقط يستمتع بإغاظتي.

لن أسمح له بذلك.

ولذا أومأت بندم مزيف وأنا أقول:
-آسفة حقاً لما حدث حينها. لم أقصد لكمك وإسقاطك أرضاً. لم أكن أعرفك.

ارتفع حاجبيه بدهشة من كلامي قبل أن يبتسم باستمتاع وهو يقول:
-ليس عليك الاعتذار. أنا أيضاً آسف لليّ ذراعك وإسقاطك أرضاً. بدوتِ كجاسوسةٍ لإحدى العصابات.

إنه لن يستسلم بسهولة. بل هو مستعد لإلغاء الاجتماع والتشاجر معي فقط.

أظن أن رين كان قائداً أكثر حكمة منه. ورغم هذا أستغرب أن الجميع صامت وغير متفاجئين مما يحدث وكأنهم معتادون هذه التصرفات من قائدهم.

نظرت نحوه بتحدٍ وأنا أقول:
-إنه خطئي. فإنّ يدي كانت مصابة ولم أستطع الدفاع عن نفسي جيداً وإلا ما تمكنت من إسقاطي.

اتسعت ابتسامته وهو يقول:
-إن كلامك يغلف تحدياً بين طياته. لنا معركة إذاً لاحقاً.

أجبته بثقة:
-لا مشكلة لدي. ولكن أتمنى ألا تحمل ضغينة ضدي إن هزمتك.

رد قائلاً:
-لا بالتأكيد. وأنتِ كذلك لا تحملي ضغينة ضدي.

أجبته بلا مبالاة:
-لا أعدك بذلك. ولكنك لن تهزمني في جميع الأحوال.

ابتسم ولم يجب. بل تحولت أنظاره نحو البقية وقال بجدية:
-ما سأخبركم به مهم وأريدكم أن تنتبهوا جيداً وتكونوا حذرين من الآن فصاعداً.

التفت الجميع نحوه بانتباه فتابع قائلاً:
-من الآن فصاعداً سنتبع نظام المجموعات. كل مجموعة مكونة من ثلاث أفراد يقومون بالمهمات معاً.

تحولت نظرات الجميع وأنا معهم إلى استغراب. إنه نظام الطوارئ. ما السبب؟؟

نظر حينها إلى رين فتولى رين التوضيح قائلاً بهدوئه المعتاد:
-هناك جاسوس بيننا. فلقد تم تسريب عدة معلومات سرية عن فريقنا. ولهذا الجاسوس واحدٌ من الفريق الأول. وهكذا ستكون حركته مقيدة وسيكشف نفسه عاجلاً أم آجلاً.

خفق قلبي باضطراب مع سماع صوته. ورغم هذا لم أجرؤ على النظر باتجاهه مطلقاً. نظرة واحدة كافية لفضحي.

لقد قال أن هناك جاسوس بيننا. لابد أنه أحد الجالسين هنا. هذا مخيف حقاً.

أضاف قائلاً:
-تم تحديد أفراد كل مجموعة وسنسلمكم التوزيع في نهاية الاجتماع. هل هناك أي استفسار؟؟

لم يسأل أي أحد ولذا وجدت نفسي مرغمة على طرح سؤالي بنفسي. ابتلعت ريقي بصعوبة قبل أن أنظر نحو رين بملامح جامدة وأنا أقول:
-لصالح أي عصابة يعمل هذا الجاسوس؟؟