الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟

Start from the beginning
                                    

- عليّ تسوية الامور و إنهائها كلياً.

تفاجئت من نبرته و ترقبت حركاته الى انه ابقى يديه مشبكتان أمام وجهه ناظراً الى الفراغ بحدة و كأنه على وشك الانقضاض على أحدهم لكن ذلك لم يمنع تريس من السؤال بإستغراب:

- ماذا تعني؟ من ستقابل في فرنسا؟

- أمي!

رد على فوره ليزرع شعور القلق في قلب تريس لكنه قرر إعلامها فهي ستعلم بكل الاحوال:

- لقد إتصلت برايان قبل مدة عندما نام في منزل اندرو ... من حسن الحظ انه لم ينتبه على هاتفه حينها ...

- كيف علمت انها هي؟

قاطعته تريس سائلة فكيف سيعلم هو ان لم يكن رايان يعلم مسبقاً بهوية المتصل او على الاقل انه أنتبه على ذلك ، اجاب ديلان عليها:

- ان رايان حذر فمنذ ان رأها صدفة في حفل شركة باترسون علم انها ستتواصل معه ... وجد مكالمة فائتة من رقم خارجي فأعطاه لأندرو حتى يتحقق من أمره.

- و هل أخبره اندرو بأنها كانت المتصل؟

إستفهمت بعد وضوح الصورة و إزاحة جزء من الابهام عنها ، فعلم ديلان بالامر أتى من اندرو الذي لم يتردد في إخباره ، ارخى ديلان بجسده على المقعد الجلدي مخرجاً زفيراً متعباً قبل ان يجيب عليها:

- بتأكيد لم يفعل فلو انه علم لما رأيته هادئ هكذا.

إقتربت تريس أكثر من النافذة فصارت أناملها تتحس إطارها الخشبي المنحوت بحرفية مستلطفة ملمسها الناعم و قد سرحت هي الاخرى بتفكير حتى سبحها صوت ديلان المرهق:

- أريد إنهاء كل هذا في أسرع وقت حتى لا يضطر كلا من رايان و سول لتعامل معه لاحقاً، فقد أتعبني التفكير طول هذه السنوات أريد ان أعيش ما تبقى من حياتي مرتاح البال.

التفت اليه تريس مع إبتسامة ساخرة فهو دائما ما يجيد إقلاقها نحوه لكن حيلته هذه لم تنطلي عليها لتقول بإستهزاء:

- يا الهي مازلت لم تدخل الثلاثين و تقول هذا؟!

رد مجارياً مزاحها الذي غير من الاجواء المتزعزعة قليلا بإستنكارً :

- الا يحق لي القلق حول الثلاثين او الاربعين سنة القادمة؟ يجب ان أحرص علي عيشها مرتاحاً .

احيانا تتفاجئ تريس من التغير الذي يطرأ عليه فجأة فبقدر مظهره الحازم و أسلوبه المتزمت قد يتحول الى مهرج أحمق في أقل من ثانية ، اوشكت على النطق الا ان هناك ما جذب إنتباهها من خلف النافذة ، إقتربت أكثر من الزجاج فتراءة لها الحديقة الخلفية وسط أضواء المصابيح الزرقاء فزادتها جمالاً على جمالها لكن وسط ذلك الجمال كان هناك من يركض غير مبالي بما حوله لا من ظلام الليل و برودة الرياح مرتدياً ثياب رقيقة حتى لا تعيقه أثناء ركضه حول المنزل بضع دورات.

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now