الفصل الحادي عشر: لحن المساء

Start from the beginning
                                    

دفعت بكتاب الى صدر آليس حتى تمسك به قبل ان يقع منها كذلك إستطردت ميلي بلهجة آمرة:

- خذيه و قومي بحل الفرض ثم أحضريه الي يوم الاثنين قبل بدأ الحصة الاولى.

ثم أردفت في إستهزاء مع بسمة ساخرة:

- لا اظنك مشغولة صحيح؟ أعني بتأكيد انت متفرغة فمن هم الاصدقاء الذي سيشغلون وقتك؟

في تلك الاثناء مر رايان من خلف آليس و قد القى نظرة خاطفة عليهما الى انه أكمل طريقه بتجاهل فهذه ليست المرة الاولى التي يرى شيء كهذا يحدث ، حدقت آليس نحوها بملل لتقوم بفتح الكتاب حتى ترى المسأل لكن زاوية شفتيها إرتفت في شبه ضحكة ساخرة و اختفت بسرعة قبل ان تراها ميلي و تزيد من الازعاج ، مدت آليس الكتاب لها قائلةً على نحو متململ:

- لديك طريقتان لحل هذه المسائل ، بإستخدام القانون الجذري او بجعل المسألة عبارة عن معادلتان و في كلتا الحالتين سيتم إعطائك قيمتان إجعلي مدى القيم على هيئة فترة مغلقة حتى تعطيك مدى الاعداد الحقيقية للرمز المجهول.

رفت ميلي حاجب و قد تشكلت معالم وجهها بتسأل فبلكاد إستطاعت إستعاب كلمة ، لم تغير آليس شيء من ملامحها الضجرة و فاترة رغم كونها تكاد تركل مؤخرة هذه الفتاة و جرها من شعرها في ساحة المدرسة ، أدرفت آليس موضحة:

- في حالتك ان إستخدام القانون الجذري أسهل و لن تجدي صعوبة في حالة التعويض الصحيح بالاضافة الاستاذ مالون لا يدرسني لذا لا أعلم كيف يريد طريقة الحل.

نظرت اليها ميلي بإستنكار لتقول بفتور:

- هل تسخرين مني؟

برزت خدود آليس أكثر إثر إبتسامتها المتكلفة التي رسمتها لترد عليها بهدوء:

- لا ... ربما لست مشغولة مثلما تقولين و ليس لدي أصدقاء أخرج معهم لكن إمتحانات نصف الفصل على الابواب.

أعطتها آليس كتابها لتقوم بعد ذلك برفع كفها مودعة تزامناً مع إعطائها غمزة صغيرة و هي تقول بلطف:

- أبلي حسناً.

كان ذلك حدها التي تستطيع بلوغها فلو بقت بجانبها أكثر لفعلت شيء كانت لتندم عليه لاحقاً ، مشت بخطوات واثقة امام ميلي حتى تغيضها أكثر لكنها أطلقت العنان لساقيها عندما غابت عن نظرها راكضة حتى تصل لسطح قبل ان يراها أحد آخر.

ظنت ان الركض سيقوم بتدفئة جسدها لكنها بدل ذلك لم تحصد سوى على ضيق في الصدر و آلم مع كل دقة يدقها قلبها ، كانت تتذمر و تزمجر لاعنة ميلي على تعكيرها لمزاجها هذا الصباح حتى أنها باتت تلعن جايكوب و ريتشل و حتى جيرمي الذين لم يفعلوا لها شيء ابداً اليوم.

كان رايان يستمع الى صوتها قبل حتى ان تصل لسطح و كان بلكاد قادرة على ترجمة كلمة واحدة مما تقولها بسبب سرعة حديثها مخطلةً بصراخ و تذمر ، دفعت آليس باب السطح الحديدي و قد كادت تصيح في إنفعال لو لا انها رأته كالعادة و في ذات البقعة يسند بذراعية على السياج و يميل بظهره قليلاً للأمام و كأنه ذات المشهد تراه مراراً و تكراراً لولاً تغير لون السماء و الاجواء من حولها لظنت انه في حلقة زمنية .

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now