نظرت إلى ظهره وهو يغادر وقد شعرت أنه يقصد أمرا آخر تماما ولكن لا أعرف ما هو.

ولا أدري لما غمرني هذا الشعور الكبير بالكآبة وكأنني أخسر شخصا مهما. أريده أن يتوقف. أن يعترض. أن يعاند ويقرر البقاء. لم أتوقع أن يوافق بهذه البساطة.

هل شعر بالحزن بسبب ما فعلته؟؟ هل أغضبته؟؟ هل خذلته؟؟ أم أن الأمر لا يعنيه حقا وأنا مجرد شخص ثانوي كان يمضي معه بعض الوقت حين يشعر بالملل.

أكره نفسي عندما أفكر هكذا وأشعر هكذا وكرهت نفسي أكثر وأكثر عندما نطق لساني بلا إرادتي قائلا:
-انتظر.

تمنيت لو أنني قطعته قبل أن ينطق. لا يجب أن أتراجع عن قراري ولا يجب أن أسمح لمشاعري بإيقافي.

التفت هو نحوي ببطء متسائلا ولم أجد ما أقوله أو أبرر به سبب إيقافي له ولذا أشحت بوجهي بعيدا بارتباك رغما عني وقلت بتعلثم:
-أنا...ربما...لا أدري...
لا شيء انس ما قلته يمكنك الذهاب.

زفرت نفسا حانقا وأنا أشعر برغبة بالاختفاء فقط. هذا محرج حقا. لقد وضعت نفسي في موقف سخيف جدا.

شعرت به يقترب مني بهدوء ولذا أعدت نظري إليه ووجدت ملامحه لا تعبر عن شيء إطلاقا. أتمنى لو أنه يبتسم على الأقل فابتسامته تشعرني بشيء من الطمأنينة.
ولكنه بدونها يبدو مختلفا تماما.

وقف أمامي تماما ونظر إلي بثبات وقال:
-أنا آسف حقا أيتها المحققة. أنا آسف حقا لاقتحام حياتك وفرض وجودي حولك دائما. ثقي أنني أدركت متأخرا أن هذا كان خطأ كبيرا حقا. وتمسكك بي يزيد شعوري بالندم كثيرا.

رمقته باستنكار شديد وأنا أقول:
-أنا بالتأكيد لم أتمسك بك ولا يهمني أمرك أبدا وكل ما أريده هو القبض عليك بصفتك لصا هاربا من العدالة فقط.

ولذا لا داع لكي تسمح لخيالك بالتحليق بعيدا عن الواقع. أنت مجرد لص ماكر بالنسبة لي لا أكثر.

رمقني بنظرة أمقتها جدا لأنها مليئة بالشفقة مما أغضبني ولكنه قال بهدوء:
-سأكون مسرورا جدا إن كان كلامك صحيحا. هذا ما أتمناه حقا.

رغم إنكاري واستنكاري التام لكلامه ولكن شيئا ما في أعماقي يخشى أن يكون ما يقوله صحيحا حقا. ورغم هذا رمقته بحدة وأنا أقول:
-كلامك ليس منطقيا أبدا. لما سأهتم بأمر لص وبالتحديد أنت من بين جميع اللصوص الذين التقيت بهم؟؟

هل لأنك الشخص الوحيد الذي اعتنى بي واهتم لأمري قليلا؟؟ أم هل لأنك الوحيد الذي يتحدث معي بلا مصالح شخصية وكأننا أصدقاء؟؟ أم هل لأن عيناك غريبتان جدا وكأنهما سماء مظلمة لا نهاية لها أو ربما قاع محيط حالك الظلمة يشدني إلى أعماقه رغما عني؟؟

أم هل لأن ابتسامتك تبدو صادقة ودافئة وتجعلني أشعر بالطمأنينة؟؟

أخبرني هل تجد سببا منطقيا واحدا يدفعني لأتمسك بك؟؟ غير منطقي أبدا فأنت لص وأنا محققة ولا مجال حتى للجمع بينهما في جملة واحدة سوى كما نجمع بين الصياد والفريسة.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα