🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸

ابدأ من البداية
                                    

هيدسون رمقها بنوع من الملل : بجدية!

وذهب ليضيء الأنوار، وفي الوقت الذي عج فيه المكان بالنور استطاعت تبين ملامح كل شيء.. الكتلة التي رأتها كانت قطعاً من الثياب واتسعت عينيها، أشارت إلى هيدسون ثم إلى الثياب : هل ترى؟

هيدسون عقد حاجبيه وتقدم نحو الثياب ليقلبها بينما أعادت هي نظرها إلى المياه الهادئة أكثر من اللازم بخوف متسائلة أين اختفى تايهيونغ..؟! احنت ركبتيها و مالت لتنظر إلى الماء بعيون فاحصة قلقة علها ترى شيئاً في الأسفل بينما كان هيدسون يقول : اذا كانت هذه ثيابه فأين..

لم تسمع بقية حديثه لأن الماء انفجر فجأة ليصفع وجهها ويغرق ثيابها مع قربها الشديد من الحافة، كردة فعل تلقائية أجفلت وتراجعت إلى الخلف بسرعة لتخطو على الأرضية المبللة وتنزلق قدمها، جسدها كأنه يعمل وحده تابع انزلاقه وقبل أن تستوعب ما يحدث كانت تغطس إلى الأسفل داخل المياه !!

اختنقت بسبب القوة التي انزلقت بها دون استعداد للغطس، ووجدت صعوبة في دفع نفسها إلى الأعلى في البداية لكنها استطاعت فعل ذلك أخيراً وأخرجت رأسها لتلتقط أنفاسها بسرعة ونهم شاعرة كأن أنفها ممتلئ بالماء.. سعلت وهي تبعد شعرها المبلل الثقيل عن عينيها لتنظر إلى سبب انزلاقها والذي كان تايهيونغ بشحمه ولحمه..!!

هيدسون كان يتحدث في الخلفية بصوت قلق : ماي؟؟ هل أنت بخير؟

ماي أشارت إلى تايهيونغ بنوع من الانتصار لأن شعورها كان صادقاً : انظر اليه.. انه هو!! لقد أخبرتك!!

هيدسون المصدوم عقد حاجبيه : انني آرى ولكن.. ما الذي يفعله؟! وكيف استطاع مغادرة السرير؟!!

تجاهلت حديثه وسبحت باتجاه تايهيونغ الذي بدا ضائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. وصلت إليه تسبقها يداها اللتان تمسكتا بكتفيه وهي تتشرب مظهره المبلل، شعره مرتد إلى الخلف وقطرات المياه تتزحلق على وجهه وعنقه، نظر إليها كأنه لا يعرفها للحظة بينما تقول بخوف : هل أنت بخير؟؟ ماذا تفعل في المسبح في هذا الوقت؟

عيونه لانت عندما تبين هويتها، ملامح وجهه الشاحب ارتخت كأنه يوشك على فقدان الوعي وبشكل طبيعي ذراعاه التفتا حولها ليهمس وهو يحتضنها فجأة : ماي.. ي.. يؤلم..

قلبها رق وشعرت كأنها تنظر إلى طفل ضخم وهي ترفع يديها لتتحسس وجهه وعنقه قبل أن تلتفت إلى هيدسون برعب : جسده يشتعل بالحرارة!!

هيدسون عقد حاجبيه، القلق واضح في ملامح وجهه وبدأ يشمر عن ساعديه : لا بد أنها الحمى.. لا أظن أنه واعٍ.. ربما كان يسير في نومه أو يهلوس.. لنخرجه!!

🌸رجل من حجر🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن