🌸الحلقة العاشرة🌸

8.9K 753 222
                                    

لا تنسو النجمة 🌟

🌸

المساء كان قد حل مظلما الردهة الصغيرة المؤدية إلى باب المنزل بخفة وبشكل مخيف قليلا فبدا المنزل كأنه خال من الحياة، وقفت قرب عتبة الباب تراقب امرأة قصيرة القامة بشعر رمادي مجعد ترتدي قبعة من القش مزينة بفراشة وردية وهي تضع حذاءها مستعدة للخروج وعلى ذراعها تعلقت سلة صغيرة.. أنهت المرأة ارتداء حذائها وهي تضم سترتها الصوفية مستعدة للخروج عندما سمعت صوتا صغيرا يسأل : جدتي.. إلى أين أنت ذاهبة؟

التفتت المرأة وظهرت ملامح وجهها المجعدة بخفة والتي حملت ابتسامة لطيفة باتجاه الطفلة التي وقفت قرب الحائط مرتدية ثوبا ازرق شاحبا وشعرها المجعد معقود في جديلتين صغيرتين، يداها تقبضان على طرف ثوبها بشدة : إلى البلدة المجاورة يا عزيزتي.. يجب أن احضر بعض الأغراض..

ارتجفت شفاه الطفلة وتساءلت بقلق : هل ستعودين الليلة؟

-- كلا - أجابت الجدة برقة - سأعود في صباح الغد..

-- ولكن.. ولكنه عيد الميلاد!!

بدت ملامح الخيبة على وجه الطفلة وهي تتابع : ارجوك دعيني اتي معك..

ابتسمت الجدة واقتربت لتربت على الشعر الأملس الثائر : هذا غير ممكن ياصغيرتي.. الأوضاع ليست جيدة.. ولكنني أعدك أن آخذك في المرة القادمة.. عندما يكون هنالك المزيد من المال..

تأملت الطفلة جدتها بحزن وبقدر ما رغبت بأن تتصرف بطفولية وتمسك بثياب جدتها راجية أن تأخذها معها إلا أنها لم تفعل.. بقيت في مكانها تنظر كجرو تائه حزين وهزت رأسها..

-- لا تقلقي سأعود باكرا حتى قبل أن تستيقظي وسأحضر لك هدية..

تظاهرت بالتفكير للحظات : ربما دمية بشعر طويل والكثير من الثياب..

ابتسمت الطفلة بتردد وهزت رأسها كمن لا يبدو مقتنعا حقا ولكن لم يملك خيارا سوى الموافقة.. ربتت الجدة على رأسها وقالت بتشجيع : كوني جيدة مع والدتك ولا تزعجيها حسنا؟ هل ماي طفلة جيدة؟

ابتسمت الطفلة : ماي طفلة جيدة..

لوحت لجدتها وهي تخرج من الباب، ثم ركضت إلى النافذة ولوحت لها مجددا وهي تراقبها تسير مبتعدة عن المنزل بعيون حزينة..

كانت تكره عندما تغادر جدتها المنزل الريفي لتذهب إلى السوق البعيدة، لم تفهم لماذا كانت تذهب إلى السوق ولماذا كانت السوق بعيدة جدا حتى تبقى جدتها الليل بطوله هناك.. كل ما كانت تشعر به هو الخوف.. الخوف الذي لا يمكن تبريره أو فهم سببه.. والدتها كانت دائما مع رجل ما.. رجل لا تعرفه وكانت متأكدة أنه لم يكن والدها.. رغم أنها لم تعرف حقا معنى أن يكون لك والد، لكن كان هنالك دائما رجال مع أمهات الأطفال الآخرين وكانوا ينادونهم ب بابا.. كان محيرا بالنسبة إليها لماذا لا تمتلك أبا مثلهم ولماذا يحتاج المرء لواحد حتى أخبرتها واحدة من الأطفال أن الوالد هو من يقوم بشراء الكثير من الأشياء اللطيفة لك، كالثياب والدمى والحلوى.. لكن جدتها كانت تفعل كل ذلك لها وتساءلت وقتها لماذا جدتها وليس رجلا تناديه بابا كالآخرين..؟

🌸رجل من حجر🌸Место, где живут истории. Откройте их для себя