( 37 )

22.5K 960 141
                                    

لم يلبث أن دخل الغرفة حتى رن هاتفه .. يخطفه من جيبه ويجيب بملامح باردة .. اتسمت بالحدية مع كل كلمة سمعها
- إذا كنت تريد زوجتك عليك القدوم الى العنوان اللذي سابعثه لك بعد قليل .. تعال وحدك وإلا ستحفر قبر زوجتك بيديك

لم يكد ينهي كلامه حتى ساله عليخان بحدية وغضب :
- من أنت ... عثمان ؟؟؟.. اذا كانت لديك الجرأة واجهني كالرجال ايها الحقير ..

اغلق الرجل هاتفه غير آبه بكلمات عليخان واللذي اردف يشد على اسنانه بغيظ :
- ايها الجبان ..

كان عليخان يفتقد الصبر وهو واقف مكتوف اليدين لا يعلم ما عليه فعله .. يرمي بالهاتف على السرير ويجلس على حافته .. ليسند كوعيه على ركبتيه .. يهز رجله بتوتر شديد وعيناه تطالع اللاشئ بحدية منتظرا ان تأتيه تلك الرسالة .. ليهرع نحو الاسفل مهرولاً للخروج الى سيارته ما ان وصلته رسالة نصية بعنوان المكان اللذي يحوي زوجته ..

- وصلتني رسالة بموقع المكان اللذي يختبئ فيه ذلك المريض .. سأبعثه لك برسالة واتبعني أنت ومجموعة من الرجال ..
بتلك الكلمات خاطب ساركان يأمره بحماية ظهره من اي خطوة غادرة قد يرتكبها عثمان بحقه .. يضع الامر نصب عينيه غير مهمل سلامة حياة مقابل سلامته ..

في ذلك الوقت كانت صفيه تجلس على حافة سريرها .. تحمل بين يديها مصحفاً تطالعه بعينين دامعتين وهي تتأمل آياته بإمعان تام .. تحاول إهماد نارها بكلمات خالقها .. تطلب النصيحة والمشورة منه عبر حكمته المتُداركة بين سطور كتابه .. كيف لا وهي الآن لا كبير لها سوى خالقها .. ولا ساند لوجعها وألمها سوى جلالته بعظمته ورحمته .. تلتمس السكينة بقربها منه .

أما عثمان واللذي دخل غرفة حياة ليجدها مستلقية على السرير بعشوائية مسبلة العينين .. يحمل بيديه صينية طعام يضعها على المنضدة الى جانب السرير .. يتأمل ملامح تلك النائمة للحظات قبل ان يربت على كتفها محاولا إيقاظها .. وبمجرد ما ان لمسها حتى استيقظت بفزع ترفع بجسدها وتجلس بحذر بينما يهتف قائلا يخاطبها بنبرة هادئة :
- جلبتُ لكِ الطعام ..

طالعت حياة الصينية وهو يأخذها من على المنضدة ويقربها منها .. لتفاجئه بأن ضربتها بيدها قائلة تصيح به دامعة العينين :
- لا اريد طعامك .. اريد الخروج من هنا وحسب ..

طالع عثمان الطعام المبعثر على الارض وكاس الحليب المسكوب فوق السجادة ... ليعود بأنظاره نحو حياة قائلا بكل برود عاكس اعصابه التالفة والظاهرة برجفة يديه :
- سأجلب لكِ غيره ..

هم بالابتعاد لكنها سرعان ما صاحت به توقف خطواته :
- ألا تفهم .. مهما حاولت فلن اتناول الطعام ... اريد الخروج فقط ..
قالتها وهي تطالعه بعينين غاضبتين تملؤهما الحدية .. نظرات أثارت توتره وارتباكه تدفعه لان اشاح بانظاره عنها ليتمتم قائلا بصوت شبه مسموع ويداه ترجف بحالة عصبيه مزمنة :
- لا تنظري إلي هكذا ...

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now