( 25 )

23K 1K 109
                                    

حل الصباح يشع بنوره على جبال القرية وبساتينها .. يتغلغل شق نافذة غرفة تلك الفاتنة ليسقط على مقلتيها الساحرتين .. يدفعها لان رفعت بيدها تضعها فوق جبينها لتظلل عيناها وتنعم بالمزيد من النوم .. وذلك العاشق يتأملها بابتسامة ساخرة .. يهمهم بشبه ضحكة على رؤيتها تعاني من أشعة الشمس بسببه ..

تقلبت يمينا ويسارا .. هربا من الضوء الا انه كان يكتسح زوايا الغرفة كلها .. ويخترق الغطاء من شدة سطوعه .. لتستسلم اخيرا وتفتح خضراوتيها بعقدة صغيرة .. تتمطى بروية حتى وقعت عيناها على عليخان تطالعه مضيقة عيناها بانزعاج قائلة :
- من فتح الستائر .. عيناي تؤلمانني ..

هم بالنهوض من على الاريكة مقابلها بعدما معك سيجاره في المنفضة ليقترب منها قائلا يجيبها :
- صباح الخير أولا يا كسولة ..

جلس بجانبها يقبلها على وجنتها ليردف قائلا بابتسامة دافئة :
- استيقظي وبدلي ملابسك .. اريد تناول الفطور برفقتك ..

منحته شبه ابتسامة لتنهض من الفراش متجهة نحو الحمام .. بينما ينزل هو الى الاسفل يجلس برفقة عائلته بعدما القى التحية عليهم جميعاً .. يعقد اصابعه ببعضها البعض متكئا بذقنه عليها .. بانتظار ان تنزل وتجلس بجانبه .. وما هي إلا لحظات حتى نزلت تقترب من المائدة لتجلس بجانبه بعدما القت التحية .. تتفاجأ به يهتف قائلا يخاطب الجميع :
- أريد أن اطلعكم على قرار اتخذته البارحة ..

التفتن الثلاثة نحوه يتركن الطعام ليسخرن أسماعهن له .. والفضول يستولي على والدته .. تدق هواجسها منذرة نابضها الجريح خوفا من نطق عليخان بكلمات كانت اكثر ما هابته .. ولكنه نطق بها قائلا يدمع نابضها :
- قررت أن آخذ الفيلا القريبة من هنا .. تلك اللتي سافر أصحابها الى الخارج .. سأشتريها وأجددها ..

- أهذا ما ترغب فيه حياة خانوم .. أن تأخذك من وسط عائلتك ..

هتفت صفية بقلة صبر تطالع حياة بحدية ليجيبها عليخان ببرود :
- بل هذا ما أريده أنا .. حياة غير مرغوب بها هنا وأعلم بأني مهما فعلت فلن تتقبليها أبداً .. لذلك من الأفضل أن نبتعد ويمكنك المجئ إلي في اي وقت تريدين ..

لم يكن من صفيه سوى أن هبت واقفة تبتعد عن الجميع .. تصعد الى غرفتها لتنفرد بدموعها .. بينما فاطمة تطالع عليخان قائلة بملامح شبه حزينة :
- أنا اتفهمك أخي ولن الومك ... ولكن من المؤسف خروجك من القصر وانت السند الوحيد لي ولأمي .. الشئ الوحيد اللذي يؤنسنا في وحدتنا ..

تنهد عليخان ليجيبها بامتعاض :
- فاطمة .. منذ أن قسى عودي وأنا احمل السلاح على كتفي .. اجوب الجبال برفقة والدي وأخي .. ذقت من الحياة ما يكفيني لأطمع بسعادتي ..

التفت يطالع حياة ليردف وهو يقصدها بكل كلمة :
- والآن سعادتي بين يدي ولن أتخلى عنها أبداً ... خاصة وكل واحد في هذا القصر يعيش حياته بأنانية دون النظر لغيره ..

- أتشمل والدتي أيضا بهذا الكلام !!!
قالتها متعجبة ليجيبها بصراحة لا متناهية :
- بل اقصدها خاصة ... أخبرتها ان حياة هي من أنقذت حياتي قبل سنين مضت .. ولكنها تصر على كرهها .. يهمها موت أخي أكثر من حياتي ... لذلك وجب علي ايضاً أن احذو حذوها بأنانية ..

تنهدت فاطمة تحاول فهم مبدأ اخيها .. تلتفت الى حياة واللتي كانت تغوص بعينيها ارضا والحياء يكسو ملامحها .. لتهتف قائلة تخاطبها :
- لا تحني راسك حياة ... أعلم جيداً كيف يكون الظلم .. فقد عشت الكثير عند زوجي ولست الومك على خوفك ورفضك لعيش حياة مكللة بالخطر داخل هذا القصر ..

ما كان من حياة الى ان طالعتها دامعة العينين .. تمسح دموعها لتومئ لفاطمة قائلة تجيبها :
- شكرا لتفهمك ... أنا حقا لست سيئة لكني خائفة ليس إلا ..

هم عليخان بالوقوف يهتف قائلا لفاطمة قبل ان يغادر المائدة :
- عليّ المغادرة الآن وربما لن أعود حتى المساء .. سأترك حياة بأمانتك وأرجو أن تعتني بها جيداً اختي ..

رغم ان كلماته كان مزعجة لمسمعيّ فاطمة فصفية والدته بالنهاية .. وموقفه تجاهها ليس الا إهانة لها .. لكنه محق ولا يمكنها مناقشته بذلك أبداً .. ولا حتى مواجهته بأي حُجة مفحمة ..

صعدت حياة الى غرفتها ما ان غادر زوجها .. تجلس على حافة السرير .. تفكر مليا بقرار عليخان .. تتفاجأ بعد لحظات بصفية تطرق الباب وتدخل بملامح باردة .. يظهر على عينيها آثار بكاء حادّ .. تهتف قائلة تخاطب حياة بجدية بينما تقف تلك المسكينة احتراما وخوفا لها :
- لا تخافي .. لم آتي الى هنا لافتعال مشكلة .. أتيت فقط لابوح لكِ بما في خاطري .. علّك تستوعبين مدى ألمي ..
قالت تلك الكلمات وهي تقترب من حياة لتردف ما ان وقفت مقابلها :
- البارحة أتاني عليخان باكياً وخر راكعاً على ركبتيه يهتف باسمك .. ولاول مرة في حياته كلها يأتيني راكعاً وراجياً .. مما جعلني أدرك بأن حبه لكِ فاق كل شئ ... لا يهمني سبب حبه الشديد لكِ لاني أعلم جيداً أن أضعف النساء تستطيع امتلاك أعتى الرجال .. الأهم لدي هو ان يبقى ولدي إلى جانبي ... إذا كنتِ حقا فتاة جيدة وطيبة كما يراكي الجميع ... أريد منكِ أن تلتزمي هذا القصر برفقة ابني .. وانا أعدكِ كأم تعشق ابنائها ان لا آتى صوبكِ أبداً ... فكري حياة وضعي نفسك بمكاني ثم قرري ..

انهت كلماتها تخرج من الغرفة تاركة تلك الحائرة تفكر بكلماتها .. تتوه ما بين ان تثق بها ام تخاف منها ... ومشاعرها تتخبط بداخلها تغوص بها في دوامة لا نهاية لها ..

بعد ساعات كانت حياة برفقة فاطمة يجلسن في حديقة القصر .. يجلس باحضانها ميار ابن فاطمة ، تداعبه بحنو بينما فاطمة تقوم بمساعدة ابنها البكر يشار في حل إحدى واجباته المدرسية .. وما هي إلا دقائق حتى اقتربت إحدى الخادمات تهتف قائلة تخاطب حياة :
- هناك رجل في الخارج يطلب رؤيتك سيدة حياة ..

التفتت حياة نحو الخادمة تطالعها متعجبة كلامها لتجيبها بسؤال :
- رجل !!!! ... هل هو ابي ام اخي ؟!!

- لا سيدتي .. هذه اول مرة اراه ..

هبت حياة واقفة تومئ للخادمة بتوتر .. تبتعد عن فاطمة واللتي وجهت انظارها لحياة تطالعها بملامح مبهمة .. حتى غابت عن انظارها تقف امام باب القصر .. لتقع عيناها على شخص كانت قد نسيت امره تماما تهتف قائلة بدهشة بينما يمنحها هو ابتسامة خبيثة :
- عثمان !!!!!!!!..

*******************

أتمنى عجبكم غالياتي

Love you all

وسلاااام ♥️♥️

قلبٌ من صخر  \مكتملة जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें