( 32 )

22.6K 1K 257
                                    

امسكت بثوب نهدي من الساتان الناعم مزين بنقش من خيوط الحرير على شكل أزهار بلون الارجوان .. تمده لحياة قائلة :
- هذا لكِ غاليتي .. منذ ان وقعت عيني عليه وانا اتخيلك ترتدينه في إحدى الحفلات ..

كان الثوب عارياً جداً .. مكشوف الكتفين والصدر .. قصير حتى الركبة .. لم يناسب ذوق حياة أبداً .. مما دفعها لان اخذت تطالعه بملامح مبهمة قبل ان تخطفه ياسمين من يدها قائلة :
- واااااو .. يبدو منتجاً لماركة عالمية ..

التفتت ياسمين نحو حياة رادفة :
- يمكنني أخذه إذا لم يعجبكِ ..

طالعتها حياة بنظرات دهشة لتجيبها قائلة تتعجب وقاحتها :
- ولماذا قد لا يعجبني ..

- قصدت أنه ليس من ذوقك .. بنائاً على ما ترتديه من ملابس ..

في تلك اللحظة شعرت حياة بإهانة كبيرة .. إهانة رفعت من حدية غضبها غافلة ان ياسمين تفعل ذلك فقط لزيادة مخاوف ناريمان واللتي طالعتها بدهشة مصحوبة بنظرات قاطبة .. مما دفع حياة لان سحبت الثوب من يدها تجيبها قائلة بابتسامة صفراء :
- ليس ذوقي ولكنه ذوق زوجي ..

تلاشت ابتسامة ياسمين والغصة تكتم انفاسها .. تلتزم الصمت والنظر الى حياة بعينان يملؤهما تحدٍ سقيم .. تحاول الوصول جاهدة الى نقطة ضعفٍ يمكنها من خلالها إخراج حياة من حياة عليخان .. والعودة الى احضانه كما اعتادت في السابق .. ولكن هيهات وامامها فتاة تملك من الصبر والتسامح ما لا تملكه كثير من النساء غيرها ..

- سأقيم حفلاً في الڤيلا خاصتي .. بمناسبة وجود حياة في حياتي مرة اخرى ..
كانت هذه كلمات ناريمان للجميع تتلافا النقاش الحاد بين ابنتها وضرتها .. تلتفت الى حياة لتردف قائلة تحط بيدها على وجنتها وسط تجهم ملامح صفية وابتسامة فاطمة الدافئة :
- اريدك ان تتعرفي على عائلتي واصدقائي .. ويمكن لزوجك القدوم .. اوصلي له الدعوة نيابة عني ..

شبه ابتسامة ارتسمت على ملامح حياة لتهتف ياسمين بحماس تُلفت جميع الانظار نحوها :
- يمكنني القدوم ايضاً .. اليس كذلك ؟!

طالعتها ناريمان بملامح باردة لتومئ لها إيجاباً بتنهيدة عميقة ثم تلتفت نحو ابنتها قائلة :
- تعالي الى منزلي وستقوم مصففة الشعر خاصتي بتزيينك .. واتمنى ان يكون الثوب بيدك هو ما سترتدينه في الحفل ..

- لكنه فاضح جدا .. لا اظن بان عليخان سيقبل بذلك ..
قالتها حياة بملامح باردة لتهتف ياسمين قائلة بتطفل للمرة الثانية :
- عليخان !!! .. لطالما ارتديت هذه الملابس ولم يحاسبني يوماً عليها ..

اغلقت حياة عينيها لتخرج تنهيدة عميقة من داخلها .. قائلة تخاطب ياسمين بغضب ما ان فتحت عينيها مرة اخره :
- هلا تركتيني مع امي لوحدنا ؟ رجائاً ..
قالتها بملامح ممتعضة .. تحاول جاهدة ان لا تفقد اعصابها .. تدفعها لان نهضت بشبه ابتسامة ساخرة .. تتجه نحو غرفتها لتجلس على حافة السرير بابتسامة عريضة .. الا ان تلك الابتسامة لم تمنع دموعها من النزول وشعور كبير بالعجز اغتال نابضها ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora