( 21 )

26.2K 1K 130
                                    

- مالذي تقصده .. ومن يكون دمير ؟

- دمير صالح اوغلو .. المليونير والملقب برجل المافيا .. عدوي اللدود واللذي يحاول النيل مني ليستولي على القرية ويجعلها ملاذا لقذارته .. رجاله منتشرون في تركيا كلها .. يثيرون الشغب في كل مكان تدوس ارجلهم فيه ..

- ولماذا لم تخبرني بكل هذا من قبل ..

- ظننت أنك ستحترمين كون حياة هي من انقذت حياتي .. وأنك ستنسين أمر الانتقام بعد كل ما فعلتيه بها سابقاً ..

- حتى هذه اللحظة لست مقتنعة بما تقوله لي .. ولا تلمني على عنادي هذا .. لكن الحقيقة الوحيدة اللتي اعرفها هي أن فريد هو من قتل ابني ..

- وماذا لو اثبتُّ لك عكس هذا ..

- حينها انا على استعداد للاعتراف بخطأي والاعتذار من حياة وعائلتها أجمع ..

.....................................

في اليوم التالي .. كانت حياة جالسة على السرير في المشفى .. تجلس مقابلها والدتها واللتي اخذت تطعمها بعضا من الحساء بابتسامة دافئه وهي تتامل ملامحها الناعمة بقليل من الحسرة .. تهتف قائلة ما ان انهت حياة طعامها :
- حياة .. هناك ما يجب ان أكلمك فيه عزيزتي ..

طالعتها حياة بملامح مبهمة تومى لها بانتظار ان تكمل كلماتها .. لتحمحم ناريمان وهي تضع الصحن على المنضدة بجانب حياة .. تخطف يدها وتضمها باصابعها قائلة بتوتر شديد :
- أريد أن أسألك ما إذا كان بإمكانكِ القدوم للمكوث معي في منزلي ..

لم يكن من حياة الا أن طالعتها بدهشة لتهتف قائلة :
- ولكن .. لماذا ؟! .. أقصد...

قاطعتها ناريمان تهتف بارتباك شديد :
- أعلم ان طلبي غريب جداً .. ولكن رؤيتي لكِ بهذه الحال جعلتني أفكر بجدية كبيرة .. وخرجت بهذا القرار ليطمئن قلبي عليكِ ..

ما زالت لا تفهم شيئا تكتفي بالنظر الى ناريمان بملامح مبهمة .. تحاول فهم طلبها هذا .. ولكن محدودية تفكيرها لم تساعدها على فهم اي كلمة ..

- بصراحة اكبر .. أخاف عليكِ من زوجك .. أعلم انك فصلية على جريمة ارتكبها اخيكِ .. ويؤسفني رؤيتك تعانين من هذا كله ..

طوطأت حياة راسها بقليل من الخجل تدفع ناريمان لان امسكت ذقنها ترفع راسها رادفة :
- لا تحني رأسك عزيزتي .. أنتِ المظلومة هنا وعليكِ رفع راسك عالياً ..

- اعتذر ولكن لا يمكنني قبول عرضك .. سأعود الى منزل والدي .. فبوجوده لا مكان يأويني غيره ..

تنهدت ناريمان تحاول فهم مشاعر ابنتها لتومئ لها قائلة بابتسامة رقيقة :
- حسنا .. ربما بالغت قليلا .. ولكن اريدك ان تعلمي بأن بابي مفتوح لكِ في أي وقت شئتِ .. وسآتي لزيارتك من فينة لاخرى ..

ابتسمت حياة تقابل ودها بلطف أغدق نابضها فرحاً .. لتجد نفسها وقد ضمتها بذراعيها تدمع عيناها شوقاً لرؤيتها مرة اخرى ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن