( 18 )

27.9K 1K 98
                                    

أخذت تبكي بينما هو ينفصل عنها يضمها إليه مقبلا ملامحها الفاتنة بحب .. جبينها عيناها الدامعتين وجنتيها النديتين .. كان يهيم بمشاعره وشوقه لها يعميه عن كل شئ يستمر بتذوق ملامحها بمتعة لا متناهية وصولا إلى شفاهها ليهمس قائلا يرتشف تلك الانفاس الزكيّة ويده تضم مؤخرة رأسها :
- سينتهي صغيرتي ... كان لابد من هذا كله لتكوني زوجتي ..

لم تدرك فحوى كلماته منشغله بألمها غافلة أنها بمظهرها الانوثي ذلك والمتسم بالضعف الرقة والدلع .. قد حطمت كل دفاعاته لتجده فجأة وقد سحب ذراعه من أسفل عنقها يهم رافعا جذعه .. يسند رأسه براحة يده ويضم وجنتها بيده الاخرى .. يمسح بإبهامه دموعها أسفل عينها رادفاً يحاول مساندة خوفها بشبه ابتسامة :
- حسنا إذن .. سأنام الليلة في الخارج عقاباً لي ..

طالعته بنظرات شبه خجولة لتجيبه باعتراض :
- لا لن تفعل ..

همهم ضاحكا يشدها الى صدره ويغمرها بذراعيه وإحدى يديه تداعب شعرها الناعم .. يشعر بأنفاسها تلفح بشرته بينما يقبل هو جبينها مسبل العينين قائلا :
- إذن توقفي عن البكاء .. وأعدك بان لا أُدمع عينيك أبداً ..

أغمضت عينيها وشعور الالم يتلاشى شيئا فشيئا حتى غفت بين ذراعيه .. تتوسد صدره العريض .. وتمر الساعات بسرعة ليستيقظ  من نومه وهو يفتح عينيه على مظهرها الملائكي الفاتن .. يتأملها لوهلة ... ثم ينهض متجها نحو الحمام .. يخرج بعد دقائق .. ويلقي نظرة اخرى على ملامحها .، ليبتسم بخفة على وداعتها .. ثم يتجه نحو الخزانة ليبدل ملابسه .. ينتهي به الامر جالسا على الاريكة الموضوعة الى جانب السرير .. يقابل ملامح حياة المسبلة وخصلات شعرها المتناثرة على الوسادة ..

أخرج علبة سجائره ما ان انتهى من ارتداء بسطاره .. ليشعل إحدى السجائر ويبدأ بارتشاف مرارتها .. يعود إلى الخلف ساندا ظهره الى ظهر الاريكة واضعا رجليه على المنضدة فوق بعضهما البعض .. يتأمل زوجته بجدية كبيرة .. ينفخ بدخان سيجاره عالياً .. وهو يفكر بالطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المرأة الهشة .. كيف سيتعامل مع غضبها ما ان تعود ذاكرتها .. أم هل ستخالف توقعاته وتسامحه على ما فعل بها .. وإذا شاهد وجها آخر غير اللذي تظهره له الآن .. هل سيكون متماسكاً وواثقا بنفسه كما الآن ؟!.. ولكن رغم هذا كله .. هو لن يلومها .. كيف تنسى وهو نفسه لا يستطيع أن ينسى تلك الملامح الخائفة والتصرفات الهستيرية .. حاولت قتل نفسها مرتين خوفا منه ... والآن هو يستغل فقدانها لذاكرتها حتى يجعلها تتعلق به كما تعلق هو بها .. أناني اجل هو يعترف .. ولكنه لن يسمح لها بالخروج من حياته مظلومة مكسورة .. خاصة بعدما بدأ في الشعور بالحب تجاهها ..

فتحت عينيها لتقع انظارها على ملامحه القاطبة واللتي تلاشت ما ان راى خضراء عينيها .. يهتف قائلا بشبه ابتسامة :
- صباح الخير يا ناعسة ..

رفعت يديها من أسفل الغطاء ترفع جسدها لتجلس بشبه ابتسامة :
- صباح الخير ..

انزل رجليه من على المنضده ليهب واقفا يدنو منها مقبلاً وجنتها يهتف وأنفاسه المعبقة برائحة السجائر تضرب انفها بقوة :
- سأنزل للاسفل .. لا تتأخري

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now